بعد قرارات فتح المقاطعات.. هل يحق لك رفض العودة إلى العمل؟
اخبار كندا – قررت كل المقاطعات تقريبا خلال الفترة الحالية إعادة فتح اقتصادها، مما أثار الجدل حول أحقية الموظفين في رفض العودة إلى العمل أم لا، وما هي حقوق العمال في هذا الوقت المضطرب؟
ويتطلع أصحاب العمل والموظفون في جميع أنحاء البلاد إلى الأمام للتخطيط لما يمكن أن يبدو عليه الوضع الطبيعي الجديد في مكان العمل، وكشف محاميو التوطيف بعض إجابات الأسئلة المعقدة حول حقوق العمال والموظفين.
العمل في بيئة غير آمنة
وأشار محامي التوظيف ستيوارت رودنر أنه يجب على أصحاب العمل توفير بيئة عمل آمنة، مما يعني أن الموظف لديه أسباب للشكوى في حالة عدم وجود محاولات لتنفيذ إجراءات التباعد والتنظيف الجسدي من أجل تسهيل عودة العمال.
وأضاف: “معظم المقاطعات لديها تعليمات إذا كانت لديك أسباب تتعلق بفيروس كورونا لعدم العودة إلى العمل، في حالة إذا كنت تعاني من ضعف المناعة، أو إذا كان مكان العمل غير آمن، ويمكنك إثبات أنه غير آمن، فقد لا تضطر إلى العودة إلى العمل “.
وأكد أنه إذا كان مكان العمل لديه الاحتياطات المناسبة، فلن يتمكن العمال من البقاء في المنزل دون أن يعاقبهم أصحاب العمل، مشيرا أن بعض المناطق تنشر المبادئ التوجيهية للشركات التي تستعد لإعادة الفتح.
ونصح رودنر أصحاب العمل بتوفير كافة الاحتياطات اللازمة سواء التباعد الجسدي، أو التنظيف المستمر وتوفير الصابون والمطهر اليدوي، وتوفير الأقنعة، والقفازات.
التطفل على الصحة الشخصية للموظف
وفي الظروف العادية، يعد صاحب العمل المتطفل على الصحة الشخصية للموظف قضية خصوصية خطيرة، لكن مع الوضع الجديد، يحق لصاحب العمل انتهاك لتلك الخصوصية في سبيل التأكد من سلامة الموظفين.
إذا شعر الموظف بأعراض أو ظهرت عليه أعراض
من جانبها، أكدت محامية التوظيف منيزه الشيخ على إنه يجب على أصحاب العمل أن يتعاملوا بحذر، لأنهم لا يزالون غير مؤهلين لتشخيص العامل، لافتة أنه مع نزلات البرد أو الأنفلونزا في الماضي، قد يطلب صاحب العمل من الموظف ببساطة العودة متى شعر بتحسن.
ولكن مع وجود فيروس مثل هذا، فإن المخاطر أعلى لإصابة زملاء العمل الآخرين ، خاصة إذا كان مكان العمل المعني هو المكان الذي لا يمكن فيه ممارسة التباعد الجسدي في العمل.
وتابعت منيزة الشيخ: “كثير من الأفراد ليس لديهم أطباء عاديين يمكنهم الحصول على مذكرة طبية منهم، أو أنهم لا يستطيعون الحصول على ملاحظة الطبيب في وقت قصير ، مما يعني أن أصحاب العمل الذين يحتاجون إلى ملاحظات الطبيب يجبرون العمال أحيانًا على حضور العمل أثناء مرضهم”.
في أونتاريو، أدخلت حكومة المقاطعة تشريعًا للتنازل عن جميع متطلبات مذكرة الطبيب في منتصف مارس، كاستجابة لشدة الوباء، كما سٌمح إلغاء الملاحظات الطبية لتبرير الغياب للعمال بتحديد أولويات صحتهم دون فقدان وظائفهم، وتسهيل عودة العمال إلى مكان العمل مع الاستمرار في إعطاء الأولوية لصحة الجميع.
وأكد محامو التوظيف أن صاحب العمل لديه الحق في إعادة الموظف إلى منزله حتى إذا شعر فقط بالغثيان، ولو كان ضد رغبة الموظف، وأضافت منيزة الشيخ أن صاحب العمل الذي يرسل عاملاً إلى منزله في إجازة غير مدفوعة الأجر بسبب العطس أو السعال يمثل مشكلة، ولكن إذا كان هناك قلق حقيقي من أن الشخص قد يكون لديه فيروس كورونا ، فهذا أمر مختلف.
هل يمكنك الحصول على إجازة مدفوعة
وسيتمكن العاملون بدوام كامل من التمتع بمزايا الحصول على إجازة مدفوعة الأجر ومن ثم استخدام أيامهم المرضية إذا أصيبوا بالفيروس، فيما يعد الحصول على مزايا مثل الإجازة المرضية المدفوعة من صاحب العمل إذا كنت عاملاً متعاقدًا، أمرا مستحيلًا.
جدير بالذكر أن المساعدة الحكومية CERB ستساعد أولئك الذين يعملون لحسابهم الخاص، ولكن حتى مع إعادة فتح أماكن العمل، لن يتمكن الجميع من استعادة نفس القدر من الوظائف التي شغلوها قبل الوباء، أما بالنسبة للعاملين في الدعم الشخصي وعمال الرعاية الصحية الذين اعتادوا العمل بدوام جزئي في مؤسسات متعددة، سيتغير المشهد أمامهم.
فيما أصدرت الدكتورة بوني هنري قرارًا في أواخر مارس، يطلب من العاملين في دور الرعاية الطويلة الأجل اقتصار عملهم على دار رعاية واحدة بدلاً من العمل في عدة دور في أونتاريو، وقدمت الحكومة توصيات مماثلة في مارس، لكنها لم تطلب من الموظفين البقاء في منشأة واحدة.
وأكد محامي التوظيف على أن الأسئلة المتعلقة بحقوق العمال معقدة بشكل متزايد في الوقت الحالي، بسبب تزايد الغموض حول متى يمكن للعمال رفض العمل غير الآمن ، وعندما يمكن لأصحاب العمل طرح أسئلة من شأنها أن تنتهك قواعد الخصوصية السابقة ، ومن المتوقع أن يكون هناك قدر كبير من التقاضي وأشخاص رفعوا دعاوى قضائية حول ما كان مناسبًا وماذا لم يكن غير مناسب خلال هذا الوقت.
