عرب كندا

الجالية العراقية في كندا أحوالها وإيجابيات وسلبيات الهجرة

الهجرة إلى كندا وأحوال الجالية العراقية في كندا هذا ما سوف نستعرضه مع حضراتكم الآن، حيث يسعى
آلاف المواطنين العراقيين إلى البحث عن فرصة سانحة تتيح لهم إمكانية الهجرة إلى كندا أو إلى أي من الدول
الأوربية أو الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة الظروف شديدة القسوة وغير الإنسانية التي يعانيها أبناء العراق
منذ عام 2003 مع بداية الحرب وحتى الآن.

ولما شددت أوربا وأمريكا شروطها في قبول طلبات اللجوء من المواطنين العراقيين والسوريين وعدد من النقاط
الساخنة في العالم العربي، فقد أصبحت كندا تمثل الملجاء والأمل الأخير لراغبي الحصول على حق اللجوء والهجرة.

ما سوف نقدمه لكم الآن هو عرض تفصيلي حول حياة المواطنين العراقيين في كندا، وطبيعة الحياة هناك، مع
إيجابيات وسلبيات الهجرة إلى هذه البلاد.

معلومات حول الجالية العراقية في كندا

في حوار له ذكر السفير العراقي في كندا المهندس عبدالكريم طعمة مهدي كعب أن عدد المهاجرين
العراقيين في كندا تجاوز المئتي ألف مهاجر، ولكن في الحقيقة فإنه لا توجد أرقام دقيقة تثبت عدد أفراد
العراقيين في كندا تحديدا.

وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية ما بين كندا والعراق توثقت منذ عام 2014 إلى الآن، وأن كندا حاليا
من الدول الحليفة والصديقة لجمهورية العراق الديموقراطية.

وتقع السفارة العراقية في كندا في حدود مدينة أوتاوا، وتتواصل الجالية مع العراقيين اللاجئين بصورة
دائمة وفقا لما ذكره سيادة السفير.

كما أشار السفير العراقي إلى أن كندا من البلدان التي تعمل على جذب مستوطنين من شتى انحاء
العالم، وبالتالي فإنها فتحت أبوابها أمام مهاجري العراق بعد الحرب، وتوافد إليها آلاف العراقيين منهم من
حقق نجاحا ملفتا، وأصبح بعضهم رجال أعمال مرموقين في المجتمع الكندي.

وأوضح أيضا أن كندا بلد واسعة وجميلة تحتضن الراقيين وتتيح لهم تحقيق المزيد من الطموحات والأحلام،
كما أن مشكلة العنصرية التي قد تواجه المهاجرين الذين هم من أصول عربية أو المسلمين لا تطرح نفسها
في كندا. وأن أي مشكلة تحدث لأي من أفراد الجالية العراقية يتم استيعابها وتعمل السفارة جاهدة من أجل
التواصل مع العراقيين في جميع المقاطعات الكندية، والتفاعل مع كافة أنشطة رابطة العراقيين في كندا.

أحوال المهاجريين العراقيين في كندا

يعيش أبناء الشعب العراقي داخل المجتمع الكندي حياة جديدة، تختلف تماما عما ألفوه في العراق، حيث أن
كندا واحدة من البلدان الهادئة تماما، والتي تتميز بقدر كافي من احترام الإنسان أيا كان عرقه أو دينه أو جنسه،
إلا أن العراق تظل دائما في القلب محفورة في الروح والوجدان، رغم كل ما منحه لهم وطنهم الجديد، وفي
الحقيقة فقد منحت كندا لمهاجري العراق الكثير مثل

  • حياة كريمة وآمنة يأمن فيها العراقي على روحه وأمنه وأمن أسرته.
  • عمل شريف ومصدر رزق يستطيع من خلاله أن يحيا حياة مستقرة ويوفر كافة احتياجاته.
  • جانب كبير من الرفاهية والتي هي من أساسيات الحياة في كندا.
  • فرصة جديدة في التآخي مع أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد، والبعد عن المشاعر العدائية بين
    المسلمين الشيعة والسنة.. فالجميع في كندا على حد سواء ويعملون بقلب رجل واحد.
  • يتوفر لكل مهاجر عراقي أو غير عراقي حق كامل في العلاج على نفية الدولة، والتعليم لأبنائه وأفراد
    أسرته من الصغار وحتى المرحلة الثاوية مجانا.
  • يحافظ العراقيون في كندا على أصولهم العربية، ولغتهم، ودينهم، ويحاولون جاهدين تربية أبنائهم بصورة
    تتوافق مع هذه الأصول والتقاليد التي يتميز بها أبناء المجتمعات العربية.
  • اللغة الرئيسية في كندا هي اللغة الإنجليزية، وهي بذلك تتيح للعراقيين التعامل بسهولة داخل كندا.
  • غالبا ما يندمج المهاجرين العراقين في كندا كثيرا مع المجتمع الكندي الجديد ويصبحون أفرادا فاعلين
    فيه في وقت قصير للغاية.
  • يتم تقدير كل مواطن داخل كندا بحسب عمله ومجهوده لا بحسب أصله الكندي او العراقي أو الأفريقي،
    كل يلقى نفس المعاملة، فالمبدأ والأساس هو المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع أفراد المجتمع.
  • يعتبر معظم اللاجئين العراقيين أن كندا هي الملجأ والملاذ الأخير الذي ضمهم وفتح بابه على مصرعيه لهم،
    ولهذا فإن عظم العراقيين باتوا يكنون إلى الحب لكندا قدرا كبيرا.
  • يتواصل أبناء الجالية العراقية في كندا مع أبناء الجالية العربية عموما في هذه البلد الواسع، وذلك عبر حضور
    الكثير من الفاعليات واللقاءات التي تنظمها الجالية العربية في كندا، والتي أسست لنفسها كيانا مؤسسيا
    في تورونتو يخدم العرب والكنديين على حد سواء.

ومن هنا فإن أحوال الجالية العراقية في كندا تظل مبشرة إلى حد كبير، حيث إن العراقيين في الغالب يعيشون
في كندا حياة شبه مثالثة، وقد أصبحوا يملكون وطنا جديدا هادئا يحتضنهم.

خطوات تقديم طلب اللجوء إلى كندا للعراقيين

تتيح دولة كندا لمواطني الشرق الأوسط إمكانية تقديم اللجوء إلى أراضيها عن طريق خطين

أولا : عند وصول الشخص إلى حدود الدولة الكندية، أو إلى أي من المطارات الكندية
حيث يقوم الشخص بتقديم طلب اللجوء بمجرد وصوله إلى المطار، أو إلى دائرة الهجرة والجنسية في كندا.

ثانيا : التقديم قبل الوصول إلى أرض الدولة الكندية، وذلك يكون عبر برنامج الكفالة الخماسية، وهو برنامج لكفالة الأشخاص.

ثالثا : التقديم عن طريق أي من دور العبادة الكندية
ويكون ذلك عن طريق تقديم طلبات اللجوء عبر مسجد بشرط أن يكون مصرح لهم بهذا الأمر، أو كنسية تحمل حق الكفالة الكنسية.

رابعا : التقديم عن طريق المفوضية الكندية

حيث يمكن لطالب اللجوء أن يقوم بتقديم طلبه إلى المفوضية الكندية، ثم تقوم هي بدورها بالاتصال به من أجل إجراء المقابلة الشخصية في سفارة كندا في العراق.

لجوء العراقيين إلى المقاطعات الكندية

كانت عدد من الدول الأوربية وعلى رأسها ألمانيا والسويد قد أعلنت عن منع العراقيين من استيطان أراضيها، وصعَّبت إجراءات اللجوء على العراقيين بعد أن كانت أهم دول تستقبل مواطني العراق، ولهذا فقد أصبحت كندا واحدة من أهم الدول التي تستقبل اللاجئين العراقيين، وعدد الجالية العراقية في كندا يتزايد عامل بعد عام.

خاصة وأن كندا حاليا من أكثر الدول التي تعاني من نقص في الموارد البشرية، وصعوبة في إيجاد أيدي عاملة لبعض المهام الحيوية، خاصة مع المساحات الشاسعة التي تتميز بها كندا.

وعلى الرغم من هذا فإن فرصة الحصول على حق اللجوء إلى كندا بالنسبة للعراقيين ليست بالأمر السهل على الإطلاق، كما أن هناك فرقا بين العراقيين طالبي اللجوء إلى كندا من النقاط الساخنة وأماكن الحروب كالموصل، وبين القادمين من النقاط الهادئة إلى حد ما مثل بغداد أو غيرها من المناطق الهادئة، حيث عن فرصة الفارين من الحروب أكبر بكثير من غيرهم في الموافقة على حق اللجوء.

وبهذا فقد أصبحت فرصة قبول اللاجئين العراقيين الفارين من مناطق الحرب تفوق فرصة القادمين من المناطق الهادئة.

وتختلف إمكانية قبول طلبات الهجرة للمواطنين العراقيين في كندا، حيث إن اللاجئ يجب عليه أن يقدم أسباب قوية بالأدلة حتى يتم قبوله من أهمها أنه فارًا من الحرب الطاحنة التي تشهدها دولة العراق منذ سنوات، وتتفاقم يوما بعد يوم، حيث إن هذا الأمر قد يكون ضوء أخضر يمنحه حق النظر في طلبه بجدية، وبالتالي احتمال الموافقة عليه.

لكن من الضروري أن نذكر أن فرصة الوصول إلى أرذ الدولة الكندية من البداية أمرا معقدا سواء على مواطني العراق أو على غيرهم من طالبي اللجوء في أي من أنحاء الوطن العربي؛ حيث تختلف فرصة الوصول إلى أرض كندا عن الوصول إلى أي دولة أوربية تماما، خاصة لو فكرت في الوصول بطريقة غير شرعية.

أهم المدن الكندية التي تطلب مهاجرين جدد

في الحقيقة فإن هناك عدد من المقاطعات والمدن الكندية التي أعلنت عن حاجتها إلى الأيدي العاملة المدربة للعمل والاستيطان هناك، ومن أبرز هذه المقاطعات

  • مقاطعة كيبيك Québec.
  • مدينة موردن التابعة لمقاطعة مانيتوبا Manitoba

وبالفعل تم فتح باب الهجرة إلى كندا عن العام 2019/2020، وقد أعلنت هذه المدن وغيرها عن حاجتها إلى مهاجرين جدد يتم توطينهم في كندا، على أن يكون الأمر طبقا لما حدده القانون، ولكن دون شروط تقريبا، حيث لم يتم فرض شرط الحصول على عقد عمل ثابت قبل الدخول إلى كندا.

كما أنه لم يتم فرض شرط إجادة اللغة إجادة تامة، بل إن كل من يتخطى المستوى الخاس فقط في اللغة الإنجليزية فقد تمكن من العبور والفكاك من قيد اللغة الذي قد يكون عائقا أمام الكثيرين من راغبي الهجرة.

كندا تفتح أبواب الهجرة إلى أراضيها على مصرعيها

كانت الحكومة الكندية قد أعلنت في نهاية عام 2017 عن أنها تنتوي قبول ما يزيد عن المليون مهاجر إلى أراضيها خلال السنوات الثلاث التالية، وهو ما يتم تنفيذه بالفعل منذ بداية 2018 ويستمر في عامنا الحالية 2019، وحتى نهاية 2020، وذلك بهدف رفع عدد السكان الدائمين داخل كندا إلى 1%.

وكانت وزارة الهجرة الكندية قد أعلنت عن حاجتها إلى مهاجرين جدد تعزيزًا لاقتصاد الدولة، وحتى يساهم هؤلاء المهاجرين في تحفيز معدلات الابتكار والنمو في جميع مجالات العمل داخل المؤسسات الكندية. وحتى تبقى كندا في مقدمة دول العالم في الاقتصاد.

وتعمل كندا على دعم المواطنين الجدد فيها، وتساعدهم على توفير عمل جيد يتناسب مع مؤهلاتهم وقدراتهم العملية والعلمية، وأما عن شرط اللغة الذي تفرضه كل دولة تسمح باللجوء إلى أراضيها فهو فرض مرن في كندا أكثر من الدول الأخرى.

حيث تتيح كندا استقبال عرب والأجانب غير المجيدين للغة الإنجليزية إجادة تامة، فلو كانت مؤهلات اللغة لديك متوسطة أمامك فرصة في الحصول على الموافقة على طلب الهجرة الخاص بك.

حياة العراقيين في كندا السلبيات والإيجابيات

قد يظن البعض أن الحياة في كندا نعيم دائم، وأنها بالنسبة إلى أهل العراق فرار إلى الجنة بعد المآسي التي عايشوها في الحرب منذ عام 2003 وحتى الآن، ولكن في الحقيقة الأمر قد يختلف كثيرا، ولهذا فإنه من الضروري أن نذكر لحضراتكم الآن أهم الإيجابيات والمساوئ التي قد تواجهها بعد الهجرة

أولا: مميزات الحياة في كندا

  • ضمان وجود وظيفة وسكن سريع، وذلك عبر منظمات خدمة المهاجرين التي يعمل بها مهاجرون قدامى يساعدون المهاجرون الجدد في إيجاد وظيفة وسكن في أي من المقاطعات.
  • الشعب الكندي لا تتأصل لديه فكرة العنصرية، وبالتالي فهو يعامل الغرباء دون حساسية اللون أو الدين أو الشكل أو العرق أو أي شيء من هذا القبيل غالبا.
  • ضمان حقك في التعليم لك ولأسرتك مع حصولك على المساواة في هذا الحق بينك وبين المواطن الكندي.
  • الرعاية الشاملة الصحية في المستشفيات الحكومية مجانا بنسبة كبيرة جدا وبجودة عالية.
  • إمكانية الحصول على الجنسية الكندية في مدة إقامة قصيرة جدا، لا تزيد عن 4 سنوات.
  • بمجرد الحصول على الجنسية الكندية سواء للمهاجر العراقي في كندا أو أي من المهاجرين على اختلاف أصولها يمكن لك الحصول على كافة حقوقك السياسية؛ فلك حق الترشح والتصويت في الانتخابات، وحق منح الجنسية لأبنائك، وحق السفر من وإلى كندا في أي وقت.
  • جواز السفر الكندي سوف يمنحك الحق في السفر دون تأشيرة لمعظم بلدان العالم.
  • برامج الدعم الحكومي التي تعطي المواطنين ضمان اجتماعي ودعمًا كاملا للمهاجرين والمواطنين على حد سواء.

ثانيا: سلبيات الحياة في كندا

من الطبيعي أن الحياة ليست وردية دائما في أي مكان في العالم، ومن المعروف أن هناك بعض السلبيات التي يمكن أن تلمسها كمهاجر خاصة في سنوات الهجرة الأولى، وقبل أن تتأقلم مع حياتك ومجتمعك وبيئتك الجديدة، والمغايرة تمامًا لكل ما هو موجود في كندا لو كنت من أبناء الشرق الأوسط، ومن هذه المساوئ

  • طبيعة المناخ في كندا مختلف تماما، وسوف تعاني كثيرا لو كنت من أبناء الدول الاستوائية، حيث إن الشتاء هناك طويل جدا، وهو يستمر طوال العام في بعض المقاطعات، ولذلك فقد يجد أبناء الجالية العراقية والعربية والشرق أوسطية صعوبة في التعايش مع هذا المناخ حتى تعتاد أجسادهم على طبيعته.
  • يجد بعض المهاجرين بعض الصعوبات في تربية أبنائهم على أصول دينهم، وعاداتهم وتقاليدهم العربية، نتيجة اختلاف المجتمعات والحياة الجديدة للأطفال ونموهم في مجتمع مغاير تماما للمجتمعات العربية.
  • هناك قوائم طويلة للانتظار في كندا في جميع المرافق.
  • قد يستشعر بعض المستوطنين بشيء من العنصرية غير الظاهرة أحيانا، حيث يتم عدم قبوله في بعض الوظائف بسبب دينه أو عرقه، ولكن الأمر غير معلن، وغير متفشي.
  • قد يجد لبعض صعوبة في تكوين الصداقات مع الكنديين، حيث إن طبيعة تفكير أبناء كندا مختلف، هم ليسوا متكبرين ولكنهم مختلفين.

العلاقات بين أفراد الجالية العراقية في كندا

هناك علاقات وطيدة تجمع ما بين معظم أفراد الجالية العراقية في كندا، ومن أهم معالم هذه العلاقات

  • تسجيل حضور عال للعراقيين في اللقاءات العامة التي تنظمها الجالية  من حين لآخر.
  • اختفاء مشكلة العصبية بين الشيعة والسنة والتصيفات المختلفة.
  • بناء علاقات جيدة بين الأسر العراقية تقوم على التعاون والمؤخاة.
  • لم ينسَ العراقيين عرب كندا أصولهم العربية، وغالبا ما تضمهم نفس الهموم وآلام الحنين إلى الوطن، لذا فإن العلاقات الإنسانية بينهم قائمة على الود غالبا.

إقرأ أيضا : السفارة العراقية في كندا 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!