عقارات

الملايين سينتقلون للعيش في كندا خلال الـ 20 عاماً القادمة.. لكن أين سيسكنون؟

اخبار كندا – تواجه كندا نقصاً حادا في عدد المساكن والذي يساهم بدوره في زيادات غير مسبوقة في أسعار المساكن في كل جزء من البلاد.

وفقا للإحصائيات الكندية، وصل عدد سكان كندا إلى أكثر من 38 مليون شخص في بداية عام 2021، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 46.5 مليون بحلول عام 2043.

وتعزز الهجرة النمو السكاني في كندا، حيث توقعت إحدى الدراسات التي صدرت العام الماضي أن يكون لدى كندا أعلى معدل هجرة صاف في العالم بحلول عام 2100، وهذا يعني أن هناك منافع اقتصادية كبيرة ستحققها البلاد، ولكن أين سيسكن كل هؤلاء الأشخاص؟

المدن الكبرى ليست الأكثر نموا سكانيا مع زيادة الهجرة

يُنظر إلى المدن الكبرى على أنها مناطق جذب للهجرة في كندا، ولكن هذا الأمر ليس صحيحاً، حيث استقر أكثر من 117 ألف وافد جديد في تورنتو في عام 2019 ، لكن هذا لا يمثل سوى 1.8 في المائة من سكان المدينة، بينما شكّل الوافدون الجدد 2.4 في المائة من سكان شارلوت تاون في مقاطعة برنس إدوارد آيلاند في ذلك العام.

بعبارة أخرى ، مثلما يأتي المهاجرون من جميع أنحاء العالم ، فإنهم سيبنون منازلهم في جميع أنحاء كندا.

هذا يعني أنه يمكن لمعظم المراكز الحضرية في كندا أن تتوقع نمو سكانها في العقود القادمة، الأمر الذي يعني خلق ضغوط جديدة على أسواق الإسكان المحلية.

وفي بعض المجتمعات، يكون حل النقص في عدد المساكن بسيطاً، عن طريق تمديد بناء الأماكن السكنية إلى المزارع والغابات، أو ضواحي المدن.

وقد كان ذلك الحل هو الحل المتبع في مانيتوبا ، حيث أضافت منطقة مترو وينيبيغ 150 ألف شخص إلى سكانها منذ مطلع القرن.

ولكن هناك العديد من المخاوف التي يتوقعها  المسؤولون بحلول عام 2050 مثل:

1-الازدحام الكبير.

2-عدم تحقيق المساواة بين الضواحي ذات الدخل المرتفع والمنخفض.

3-الحدود الجغرافية والسياسية التي تحد من قدرة بعض المناطق على التوسع.

4- رفض بعض حكومات البلديات الموافقة على بناء المباني السكنية الشاهقة التي تثير غضب الأشخاص الذين يعيشون بالقرب منها.

5- منع برنامج محميات الأراضي الزراعية في بريتش كولومبيا بناء المساكن.

ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه فهذا يعني أن أسعار المساكن ستستمر بالارتفاع، الأمر الذي يعني نزوح الأشخاص غير القادرين على التنافس من أجل الحصول على سكن.

تجربة أوشاوا

كانت منطقة أوشاوا الحضرية الأسرع نموًا في كندا العام الماضي، وفي السنوات الـ 16 الماضية، زاد عدد سكانها من 330.000 إلى أكثر من 420.000.

جون هنري مسؤول منطقة دورهام، يتوقع أن يتجاوز النمو السكاني للمنطقة التوقعات خلال العقد المقبل، فما سر نجاح أي منطقة عندما يتعلق الأمر بالنمو السكاني؟

قال هنري إن القرب من تورونتو هو أحد أسباب النمو السكاني للمنطقة، إلى جانب المساحات الخضراء الواسعة في المنطقة وسهولة الوصول إليها، إلى جانب صناعة السيارات والرعاية الصحية والتعليم التي تعتبر قطاعات أساسية للتوظيف، فجميع من ينتقل إلى هذه المنطقة يعلم أنه سيحصل على فرصة عمل جيدة دون الحاجة إلى الانتقال لتورونتو.

وقال: “دورهام مكان يمكن للناس أن يأتوا ويعيشوا فيه ويربون أسرهم”.

عند سؤاله عن النصيحة التي سيقدمها لقادة المجتمعات التي تستعد لمواجهة النمو السكاني على غرار أوشاوا في المستقبل القريب، أكد هنري على أهمية التخطيط طويل الأجل، والتأكد من  أن البنية التحتية التي يتم بناؤها اليوم يمكن أن تدعم وتخدم المزيد من الناس في المستقبل.

توزيع السكان في كندا

الإنترنت مليء بالادعاءات بأن جميع الكنديين تقريبًا يعيشون على بعد 100 كيلومتر من حدود الولايات المتحدة. في بعض الأحيان، يقال أن هذا الرقم يصل إلى 80 أو حتى 90 في المائة.

هذا ليس دقيقًا تمامًا – لكنه ليس بعيدًا أيضًا.

ذكرت هيئة الإحصاء الكندية أنه منذ عام 2016 ، كان 66 في المائة من الكنديين يعيشون على بعد 100 كيلومتر أو أقل من الحدود ، تاركين 96 في المائة من الكتلة الأرضية للبلاد لثلث سكاننا.

كندا ثاني أكبر دولة في العالم، ويقول البنك الدولي أن لدينا عاشر أدنى كثافة سكانية في أي بلد، بمعدل أربعة أشخاص في كل كيلومتر مربع، ما يعادل واحد على السبعين من كثافة السكان في المملكة المتحدة.

على الصعيد البيئي تفقد أونتاريو على سبيل المثال 175 في المائة من الأراضي الزراعية من أجل بناء الأماكن السكنية، وهذا ما يخشاه بالفعل دعاة حماية البيئة خاصة إذا استمر الأمر لسنوات طويلة، لكن عدم استخدام الأراضي الزراعية يعني أن الكثير من الأشخاص لن يستطيعوا تحمل تكاليف شراء أو استئجار المنازل.

وقال هنري: “إذا لم نحل هذه المعضلة خلال السنوات العشر القادمة … فإن الضغوط السياسية لبناء منازل على الحزام الأخضر ستزداد بشكل كبير جداً، وسيتعين علينا إيجاد طريقة لبناء هذه المنازل”.

أما في المناطق التي لا تمثل فيها التضاريس مشكلة أمام بناء المنازل، فقد باتت مزدحمة لدرجة لم يعد من الممكن استصلاح المزيد من الأراضي الزراعية لبناء المساكن.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!