أخبار

دول العالم تتحالف لمواجهة الصين فهل كندا مستعدة لذلك؟ – تحليل

اخبار كندا – اجتمع قادة دول مجموعة السبع لإجراء محادثات، ومن المؤكد أنها تضمنت المواضيع الثلاثة التالية : وباء كورونا وتغير المناخ والصين، والموضوع الأخير كان هو المسيطر على المناقشة.

في سياق ذلك، كان هناك الكثير من أصوات المؤسسات الغربية على جانبي المحيط الأطلسي، التي تحذر من التهديد الذي يشكله الاستبداد الصيني، كما أشاروا إلى أن هذه اللحظة فرصة لا ينبغي تفويتها للاتحاد ضد الصين.

حيث اقترح رئيس وزراء المملكة المتحدة، بوريس جونسون، تحالفاً موسعاً.

وكان لديه بالفعل اسم للتحالف الجديد ( D10) حيث “D” للديمقراطية و”10″ هي مجموعة الدول السبع التقليدية بالإضافة إلى ثلاث دول تحضر القمة كضيوف: الهند وأستراليا وكوريا الجنوبية.

جدير بالذكر أن هذه البلدان الثلاثة لديها قواسم مشتركة أكثر من الديمقراطية الانتخابية.

فلديهم أيضاً مشكلات خطيرة مع الصين، وهذا هو السبب في أنهم حلفاء مفترضون في عالم يبدو أنه ينقسم، مرة أخرى، إلى كتل معادية.

كما قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بإفساح المجال إلى حد ما للتعامل مع الموضوعين “كورونا والصين”،  حيث أوضح بايدن أهداف قمته في مقال نُشر في نهاية الأسبوع.

وكتب أن إحدى مهام هذا التحالف الجديد ستكون “مواجهة الأنشطة الضارة لحكومتي الصين وروسيا”.

في سياق ذلك، يبدو الغرب ممزقاً إلى حد ما ومنهكاً بعد أربع سنوات من حكم الرئيس دونالد ترامب.

فقد تسبب ترامب في انخفاض كبير جداً في الثقة الأوروبية والعالمية في قدرة الولايات المتحدة على فعل الشيء الصحيح.

كما أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والاستجابة غير المتكافئة للوباء إلى توتر العلاقات داخل أوروبا أيضاً.

ولكن هناك قضية واحدة توحد الحكومات الأوروبية وحكومات أمريكا الشمالية من جميع الأطياف السياسية، وتتمتع أيضاً بإجماع نادر بين الأحزاب في المشهد السياسي الأمريكي المستقطب.

وهذه القضية هي عدم الثقة في الحزب الشيوعي الصيني.

في سياق ذلك، يقول Ho-Fung Hung من جامعة جونز هوبكنز إن الدبلوماسية والخطاب والسياسة العدوانية المتزايدة للصين، تقود البلدان الأخرى إلى الاتحاد ضدها، مستشهدة بمجموعة من الإجراءات ضد دول مختلفة.

وفي مثال على ذلك، معاقبة الصين لأستراليا على الاقتراب الشديد من الولايات المتحدة، وكذلك معاقبة الدبلوماسيين والعلماء الأوروبيين بسبب مخاوفهم بشأن الأويغور.

ولكن دول مثل ألمانيا كانت قلقة من قبل بشأن مبيعات السيارات التي كانت ستخسرها في الصين، وتشعر الآن بالانزعاج من التحركات الدبلوماسية الصينية العدوانية.

وقال أيضاً إن الهند تتحول من عدو بسيط للصين إلى عدو أكثر حقداً، ولا سيما بعد أن نصبت القوات الصينية كمائن وضربت حتى الموت مجموعة من الجنود الهنود المتمركزين على الحدود النائية للبلدين في جبال الهيمالايا.

كما إن نفوذ الصين في سريلانكا وباكستان يقلق الهند لأن أصدقاء الصين يحاصرون الهند.

وبالتالي إذا ظهر تحالف(D-10)، فمن المحتمل أن ينضم عدد كبير من الدول إلى هذا التحالف بشكل أو بآخر، بما في ذلك العديد من جيران الصين المتوترين مثل تايوان والفلبين وماليزيا.

وأوضح هونغ أن حلفاء الصين الأساسيين المحتملين في عالم ثنائي القطب، هم الدول التي ليس لديها خيار سوى الاعتماد على الصين، في سوقها ونظامها المالي.

والدول التي تخضع لعقوبات من قبل الولايات المتحدة والتحالف الغربي مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية.

بالإضافة لذلك، يدور الخلاف الكندي مع الصين حول اعتقال مايكل كوفريغ ومايكل سبافور.

حيث يعلم ترودو أن الشعب الكندي يصبح في مزاج سيئ عندما يتعلق الأمر بحكومة الصين.

ولقد رأى جميع أحزاب المعارضة، وحتى بعض نوابه الليبراليين، يصوتون لمقترحات برلمانية تطالب حكومته بأن تصبح أكثر صرامة بشأن الصين، وهو إجماع نادر الحدوث في كندا.

في سياق ذلك، تتجاوز المطالب موضوع المعتقلين الكنديين.

هناك أيضاً 300000 مواطناً كندياً يعيشون في هونغ كونغ، مما يسبب ضغوط من مختلف الأحزاب على كندا للعمل على حماية الأويغور من الاضطهاد الذي صوت البرلمان على تسميته “الإبادة الجماعية”.

وهنالك رغبة في أن يكون هناك المزيد من الإجراءات المتضافرة من قبل تحالف الدول التي تتأثر بسلوك الصين في غياب أي قدرة فعالة للأمم المتحدة على الرد، لأن الصين عضو دائم في مجلس الأمن وبالتالي قادرة على استخدام حق النقض ضد أي شيء مهم.

وبالتالي قال تشارلز بيرتون، الدبلوماسي الكندي السابق والباحث الصيني: “هل كندا مستعدة للدفاع عن الأستراليين الخاضعين لدبلوماسية الرهائن كما نتوقع أن يقف الأستراليون إلى جانب مايكل كوفريغ ومايكل سبافور؟، وهل نحن مستعدون للانخراط فعلياً في البرامج التي ستثير استياء الحكومة الصينية بالتنسيق مع شركائنا الحلفاء؟”.

وأضاف: “أم أننا نريد أن نترك هذا لقوى أخرى ونأمل أنه إذا كانت كندا محايدة نسبياً، فسنكون قادرين على حماية مكانتنا في السوق الصينية؟”

وقال جوردون هولدن، وهو دبلوماسي سابق وباحث صيني يرأس معهد الصين بجامعة ألبرتا، إنه يرى بوادر حرب باردة جديدة أو حتى حرب ساخنة.

اقرأ أيضاً:كندا تعلن تمديد قيود السفر.. وتدابير جديدة للكنديين والمقيمين الدائمين

ترودو: الأطفال يشكلون تحديا أمام تنفيذ إجراءات السفر الدولي الجديدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!