أخبار

بسبب كورونا: انخفاض تلوث الهواء بنسبة 40 % في بعض المدن الكندية

اخبار كندا – خلال الشهرين الماضيين، شهدت معظم المدن الكندية الرئيسية تحسينات جذرية بجودة الهواء وذلك بسبب بقاء الناس في منازلهم بسبب الفيروس.

وبحسب الخبراء، إن بقاء الهواء نظيف حتى لبضعة أسابيع فقط، يمكن أن يقلل من نوبات الربو والنوبات القلبية، والتي قد تسبب الموت في حال أصيب المريض بفيروس كورونا.

وفي هذا السياق فإن كلاً من Chris McLinden و Debora Griffin، الذين يعملان في الأبحاث المتعلقة بجودة الهواء في قسم البيئة وتغير المناخ في كندا، يقضيان معظم أيامهما في استخدام أجهزة استشعار الأقمار الصناعية لقياس جودة الهواء ووجود ملوثات مثل الأوزون و أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النتروجين.

حيث أظهرت خرائطهما منذ منتصف شهر مارس، خلال الفترة التي بدأت معظم المقاطعات بإغلاق الشركات والأماكن العامة، وطلب من الناس البقاء في منازلهم، انخفاضاً كبيراً في مستويات ثاني أكسيد النتروجين، وهو أحد الغازات الرئيسية التي يتم إنتاجها عند حرق الوقود لاستخدامه في إنتاج الطاقة والتدفئة والبناء.

كما أشار Chris McLinden، إلى أن ثاني أكسيد النتروجين هو أحد أفضل المقاييس للمقارنة اليومية لآنه يميل إلى التبدد بشكل أسرع بكثير من أول أكسيد الكربون، لذا فإن وجوده هو مؤشر أفضل للتغيرات خلال فترة زمنية قصيرة.

وذكر أنه في مدن مثل تورونتو ومونتريال، انخفضت مستويات ثاني أكسيد النيتروجين إلى أكثر من 30%، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى وجود عدد أقل من السيارات على الطرق، وإغلاق المصانع أو تخفيض إنتاجها.

في حين إن الانخفاض في إدمونتون وكالجاري اقترب من 40%، أما في كندا الأطلسية، حيث تكون المستويات عادة منخفضة جداً، لا يمكن للخرائط التقاط البيانات جيداً بما يكفي لوصف أي انخفاض.

وأشار ماكليندن، إلى أن الخرائط التي يستخدمونها لا تقيس مستويات الجسيمات الدقيقة، والتي تعد واحدة من أكبر المخاوف على صحة الإنسان، لكن العلم يشير إلى أن هذه الجسيمات ستنخفض أيضاً ولكن ليس بمستوى انخفاض ثاني أكسيد النيتروجين.

وفي أبريل، وجدت شركة تكنولوحيا الهواء الدولية IQAir قطرات كبيرة في 10 مدن عالمية من الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم PM2.5 (حيث إن هذا الاسم يعني أن الجسيمات أقل من 2.5 ميكرون).

كما أظهرت الدراسة انخفاض PM2.5 بنسبة 60% في دلهي مقارنة مع النسبة التي ظهرت عام 2019 خلال نفس الفترة الزمنية، وانخفضت بنسبة 54% في سيول، في حين انخفضت بنسبة 31% في لوس انجلوس و 25% في نيويورك.

وبحسب ميريام دايموند، أستاذة علوم الأرض في جامعة تورونتو، حتى الانخفاض المؤقت في تلوث الهواء يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة الإنسان، حيث إن ثاني أكسيد النيتروجين و PM2.5 يمكن أن يؤذيان الممرات الهوائية ويسببان نوبات ربو ونوبات قلبية وسكتات دماغية.

جدير بالذكر، أن منظمة الصحة الكندية قدرت العام الماضي أن أكثر من 14000 كندياً يموتون بسبب التعرض لتلوث الهواء.

وأشارت دايموند، إلى أن شهرين من انخفاض التلوث سيحققان النجاح في تجنب الوفيات والأمراض المتعلقة بالتلوث، خاصة في الوقت الذي يشعر به الجميع بالقلق حيال الجهاز التنفسي، كما تأمل أن يكون لهذا الانخفاض فائدة في تقليل شدة الأعراض لدى المصابين بفيروس كورونا.

وبالنسبة لرئيسة الجمعية الطبية الكندية، الدكتورة ساندي بوخمان، فإنها تأمل أن يتم خلق سياسات تهدف لخفض تلوث الهواء بشكل دائم، نظراً لفوائد هذا الانخفاض، كما أشارت، إلى أنه من الممكن التحدث للشعب الكندي والسياسيين وخبراء الصحة العامة لتحقيق هذا الهدف.

وأخيراً ذكر ماكليندن، أن البيانات التي يجمعها هو وجريفين الآن ستحسن من النماذج التي ينبعث منها تلوث الهواء، كما أنها ستعطي معلومات حول تحسين جودة الهواء على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً: 10 أسئلة حول فيروس كورونا لا نملك إجابة لها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!