أخبار

النبات يتكلم.. دراسة جديدة تكشف أن النباتات تصدر أصواتا “مشابهة لكلام البشر” عندما تشعر بالإجهاد

وفقا لدراسة جديدة يصفها الباحثون بأنها اختراق عالمي، فإن النباتات ليست صامتة كما كنا نعتقد في السابق، إنما تصدر أصواتا، خاصة عند الإصابة أو التوتر – وهي ليست أصوات نستطيع أن نسمعها بآذاننا.

قام باحثون بتسجيل وتحليل الأصوات المنبعثة من النباتات واكتشفوا أنها تصدر أصوات نقر، صادرة بمستوى صوت مشابه للكلام البشري، ولكنه مرتفع جدا بحيث لا تستطيع آذاننا التقاطه.

ولاحظ الباحثون أن النباتات تصدر أصواتا أكثر بشكل ملحوظ عند التعرض للإجهاد، وأن الصوت يختلف باختلاف النبات ونوع الإجهاد الذي يتعرض له.

وهذا يعني أن النباتات لا تصدر أصواتا فحسب، بل تحتوي هذه الأصوات على معلومات قد تكون الحيوانات والنباتات الأخرى قادرة على فهمها.

ويقول الباحثون إن هذه ليست المرة الأولى التي يحقق فيها العلماء فيما إذا كانت النباتات تصدر صوتا أم لا، ولكن تسجيلها وتحليلها هو الأول.

التحدث إلى النباتات

وضع الباحثون النباتات في صندوق صوتي في بيئة خالية من الضوضاء، وذلك من أجل عزل النباتات والتأكد من أن أي صوت تلتقطه معدات التسجيل يمكن أن يأتي فقط من النباتات وليس من الغلاف الجوي المحيط بها.

واستخدموا معدات تسجيل قادرة على التقاط ترددات بين 20 و250 كيلوهرتز، أي أكثر بـ 15 مرة من الحد الأقصى للتردد الذي يمكن أن يسمعه الشخص البالغ العادي.

واشتملت أنواع النباتات المستخدمة في هذه الدراسة على القمح والذرة والصبار ونبات القراص، مع تركيز معظم الأبحاث على نباتات الطماطم والتبغ.

وقبل وضع النباتات في الصندوق الصوتي، تم إخضاعها لمعاملات مختلفة: بعض النباتات لم يتم سقيها لمدة خمسة أيام، في حين قُطِع جذع بعضها، والبعض الآخر لم يُمس”، وكان الهدف هو اختبار ما إذا كانت النباتات تُصدر أصواتا، وما إذا كانت هذه الأصوات تتأثر بأي شكل من الأشكال بحالة النبات”.

وبشكل عام، أصدرت النباتات أصواتا في نطاق 40-80 كيلوهرتز، مما يعني أنها كانت تصدر أصواتا فوق صوتية، وكانت النباتات التي تتمتع بيوم جيد أكثر هدوءا بشكل عام، حيث تصدر أقل من صوت واحد في الساعة في المتوسط.

لكن النباتات التي تعرضت للجفاف أو المصابة ستطلق عشرات الأصوات كل ساعة.

وستكون هذه الأصوات عالية بما يكفي لسماعها من قبل أي مخلوق في نطاق ثلاثة إلى خمسة أمتار، حيث يمكنه سماعها ضمن التردد المناسب.

وفي مقطع فيديو تم نشره بالتزامن مع الدراسة، قام الباحثون بتشغيل تسجيل للأصوات المنبعثة من نباتات الطماطم وكروم العنب، وقد تم تعديل تردد الأصوات حتى يمكن أن تلتقطها آذان الإنسان، حيث أحدثت نباتات الطماطم نقرات صوتية أثقل وأثخن، في حين أن أصوات كروم العنب كانت أخف وأقصر.

ووجد الباحثون أن الاختلافات في التسجيلات كانت مميزة بما يكفي بحيث كان من الممكن معرفة نوع النبات ونوع الإجهاد الذي كان يعاني منه فقط من خلال الاستماع إلى الصوت.

يزداد الصوت بازدياد الضغط

بعد أن سجل الباحثون الأصوات المعزولة من النباتات، أعادوا تسجيلها في مشتل الخضار، حيث تكون محاطة بنباتات وأصوات أخرى، ووجدوا أنهم لا يزالون قادرين على التعرف على الأصوات المميزة من النباتات.

وتبيّن أنه كلما زاد عطش النباتات، اشتكت بصوت أعلى – حتى وصلت إلى مرحلة حرجة معينة من الجفاف، وعند هذه النقطة هدأت أصواتها عندما جفت.

ووجد الباحثون أن أصوات النباتات تحتوي على معلومات – على سبيل المثال حول ندرة المياه أو الإصابة.

ونظرا لأن العديد من الحيوانات، مثل الخفافيش والقوارض، قادرة على سماع ترددات أعلى بكثير مما نستطيعه، فقد خمّن الباحثون أن هذه الحيوانات ربما تكون على علم بسمفونية الغابات والنباتات لفترة أطول بكثير مما نعرفه.

ومن المحتمل أن تكون الحيوانات قد تعلمت كيفية تفسير المعلومات التي تنقلها أصوات النباتات، ومن المحتمل أن النباتات الأخرى تقوم أيضا بجمع المعلومات من هذه الأصوات.

ويعتقد الباحثون أنه يمكن للبشر أيضا الاستفادة من هذه المعلومات، في ظل توفر الأدوات المناسبة – مثل أجهزة الاستشعار التي تخبر المزارعين عندما تحتاج النباتات إلى الري.

كيف تُصدر النباتات هذه الأصوات؟

هذا شيء لا يعرفه الباحثون بعد، ولكن افترضوا أن الضغوط المتغيرة داخل جذع النباتات يمكن أن تخلق ضوضاء فعلية، ولكن هذا شيء يحتاج إلى مزيد من البحث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!