أخبار

“أريد أمي”.. أم تنسى أطفالها بعد الاستيقاظ من الغيبوبة.. وتعتقد أنها مازالت بعمر الـ 15 عاما

قبل سبع سنوات، كانت “كاترينا أونيل” تبلغ من العمر 29 عاماً، عندما أُصيبت بسكتة قلبية وهي تلعب البيسبول، وبقيت دون أكسجين لمدة 22 دقيقة، دخلت على إثرها في غيبوبة لمدة ثلاثة أسابيع.

بعدما استفاقت من الغيبوبة، اعتقدت “أونيل” أنها تبلغ من العمر 15 عاماً، ولم تتمكن من تذكر إنجاب أطفالها الثلاثة، الذين كانوا يبلغون من العمر سنةً وسبعاً، و10 سنوات عندما حدثت الغيبوبة.

تشعر ” أونيل” بالارتباك، إذ لم تتمكن من التعرف على الأشخاص من حولها، ولا تزال معظم ذكرياتها عن السنوات الـ 13 الماضية بعيدة عن متناول الذاكرة، كما لا زالت تواجه مشكلة في الاحتفاظ بالمعلومات.

تقول “أونيل”، التي انتقلت إلى مدينة فريدريكتون الكندية قبل أربع سنوات ولكنها كانت تعيش في كامبريدج بأونتاريو، وقت الحادثة: “عدت إلى كوني طفلة، وكل ما كنت أريده هو أمي، لأن هذا ما كان يخبرني به عقلي، إنني مجرد طفلة”.

أثناء مرحلة التعافي اعتنت والدة “أونيل” وخالتها بالأطفال، ولكن عندما أصبحت “أونيل” مستعدة لرعايتهم مرة أخرى، شعرت بأن الأمر كان مربكاً ومحبطاً في بعض الأحيان.

حالة نادرة.. لكنها معروفة

كشف طبيب الأعصاب الإدراكي وكبير العلماء في معهد روتمان للأبحاث في مركز Baycrest في تورنتو الدكتور “هوارد تشيرتكو”، إن حالة مثل حالة “أونيل” نادرة، لكنها معروفة.

ووضح “شيرتكو” إن الحصين، وهو هيكل دماغي معقد في الفص الصدغي يلعب دوراً كبيراً في الذاكرة، وقد تأثر على الأرجح بنقص الأكسجين، موضحاً أنه عندما يتوقف الدماغ عن الحصول على الأكسجين، يصبح حمضياً، وهذا يعني أن مستوى الأس الهيدروجيني في الدماغ ينخفض.

مضيفاً أن الحصين حساس للغاية للحماض، لذلك تتحلل الخلايا وتتوقف عن العمل وتموت في غضون بضع دقائق فقط، وإنه حتى عندما يتضرر الحصين، فإن بقية الدماغ لا يزال قابلاً للحياة، وهذا هو السبب في أن أشياء معينة مثل حركة “أونيل” أو إحساسها أو ذاكرتها الإجرائية لن تتأثر.

الذاكرة الحركية لاتزال سليمة

الذاكرة الإجرائية، التي تسمى أحيانا الذاكرة الحركية، لها علاقة بتعلم كيفية القيام بالأشياء، وشرح “شيرتكو” أن هذا النوع من الذاكرة لا يحتاج إلى الحصين بنفس الطريقة، ويعتمد أكثر على جزء من الدماغ يسمى المخيخ، وإن الذكريات طويلة المدى لا يتم تخزينها في الحصين، وإنما موجودة في شبكة في القشرة وسطح الدماغ.

كانت “أونيل” سائقة حافلة قبل الإصابة، وبينما لا تتذكر إي شي عن فترة تدريبها، إلا أنها عرفت مكان الفرامل الهوائية والعديد من الأجزاء التشغيلية، بعد أن جلست في حافلة بعد الحادثة.

وفي هذا الشأن بيّن “شيرتكو” إن الذكريات طويلة المدى قبل الحادث لا تزال موجودة في دماغها، وإنها فقط لا تستطيع إحضارهم إلى الوعي.

تجدر الإشارة إلى أنه يتم سرد قصة “أونيل” الآن في فيلم وثائقي جديد بعنوان Loss Yourself، والذي يتم عرضه على Accessible Media Inc، من قبل مخرج أفلام Fredericton “روبرت غاو”.

اقرأ أيضاً:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!