أخبار

كندا: بعد إلغاء كلية في أونتاريو خطابات القبول.. مئات الطلاب الدوليين يواجهون المجهول

يعتبر الحصول على عرض أو خطاب قبول للدراسة في إحدى كليات كندا، حلماً للكثير من الطلاب الدوليين، إذ تعني كتابة الفصل التالي من حياتهم بعد اجتياز رحلة شاقة وطويلة.

إلا أن ما حدث مع “أشلي” عكس ذلك تماماً، فبعد أن تلقت خطاب قبولها في فبراير/شباط لدراسة إدارة الرعاية الصحية في كلية Pures للتكنولوجيا في Scarborough، التابعة لكلية Northern College ٬ باشرت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمحطتها الحياتية القادمة، فقامت بدفع رسوم التسجيل، وحجزت رحلتها من البنجاب في الهند إلى تورنتو، وتقدمت بطلب للحصول على تأشيرة طالب، لتكتشف قبل أكثر من أسبوع بقليل، أنها لم تعد مقبولة في الكلية الشمالية بأونتاريو.

وصفت “آشلي” الأمر بالمفجع للغاية، فقد كان له تأثير كبير على أسلوب حياتها، لافتةً أنها تركت وظيفتها في مجال الرعاية الصحية، ووجدت مكاناً للعيش في GTA، وحجزت تذكرة ذهاب فقط إلى تورونتو مقابل أكثر من 2200 دولار.

الآن، بدلاً من إعداد حقائبها، وتوديع عائلتها، ستبقى “آشلي” في الهند بعد أن صرفت كل مدخراتها في سبيل الدراسة في كندا، وتسعى جاهدة للتوصل إلى حل.

آشلي ليست الوحيدة، فقد تلقى حوالي 500 طالب دولي مؤخراً رسالة بريد إلكتروني تخبرهم بأن عروض القبول الخاصة بهم للعام الدراسي القادم قد أُلغيت، على الرغم من وجود بعضهم بالفعل في كندا عندما أُبلغوا بهذا الأمر.

وأفادت كلية Pures في بيان عن استعدادها ورغبتها لاستقبال جميع الطلاب الدوليين الذين تلقوا خطابات القبول، وكانت قد حددت موعداً لجميع طلاب فصل الخريف للدراسة، إلا أن شريكها في الكلية الحكومية Northern College قرر التراجع.

وتابعت Pures في بيانها، أنها بصفتها كلية خاصة في شراكة مع كلية عامة، ليس لديها السلطة لاتخاذ القرارات النهائية بشأن عملية القبول.

من جهتها، أشارت Northern College إلى أن سبب المشكلة هو موافقة كندا على منح المزيد من التأشيرات للطلاب الدوليين، وهو أكثر مما كان متوقعاً، وأوضح مدير المبادرات الإستراتيجية في الكلية “ديفيد فرانسيس”، إن من مسؤولية  Northern College تقدير عدد التأشيرات التي ستتم الموافقة عليها قبل كل فصل دراسي، ما يعني أن الكلية تقدم خطابات قبول أكثر مما يمكن استيعابها، في ظل افتراض أن بعض المتقدمين سيتم رفض تأشيراتهم.

وأكد “فرانسيس” أنه سيتم رد أموال الطلاب، أو تحويلهم إلى كليات مختلفة، معلناً عن استعداد الكلية للعمل مع الطلاب على أساس كل حالة على حدة، معتبراً أن الطلاب الذين وصلوا بالفعل إلى كندا سيعاملون كحالات ذات أولوية.

في بيان لـ CBC Toronto، قالت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية إنها “محبطة للغاية” من الطريقة التي تعاملت بها الكلية مع الموقف، مضيفةً أنها لا تملك سلطة إدارة خطابات القبول للمؤسسات الفردية.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تترك فيها كلية تورنتو الطلاب الدوليين في طي النسيان.

في مايو/ أيار الماضي، قال مئات الطلاب إن تسجيلهم قد تم تعليقه من جانب واحد من قبل كلية Alpha للأعمال والتكنولوجيا، التابعة لكلية St. Lawrence.

وكشف “جاسبريت سينغ”، رئيس الرابطة الدولية لطلاب Sikh، إن هذه المواقف تتكرر كل عام وهي تدل على مشكلة أكبر، معتبراً أن النظام يستغل الطلاب، إذ إن عائلات الطلاب الدوليين تقدم تضحيات هائلة من أجل الحلم الكندي، مضيفًا أن مثل هذه المواقف ليست شائعة في كندا.

يُمنح الطالب الدولي إذناً للدراسة في كندا بناءً على قبوله في مؤسسة تعليمية معينة، ويتوجب على الطلاب الدوليين تقديم خطاب القبول الخاص بهم عند الوصول لتخليص الهجرة والحصول على تصريح للبقاء في الدولة لإكمال تعليمهم، الأمر الذي من شأنه أن يهدد طلاب مثل حالة “آشلي” من خطر فقدان تصاريح الدراسة الخاصة بهم.

في غضون ذلك، تسعى “آشلي”، التي باتت تعاني من الاكتئاب والأرق نتيجةً للوضع الذي أثر على صحتها العقلية، إلى التقدم الآن إلى كلية GTA مختلفة للعام المقبل، وحتى ذلك الوقت تأمل في استعادة وظيفتها القديمة، وتطالب بمساءلة الكلية وإيجاد حل عادل لوضعها.

اقرأ أيضاً:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!