أخبارهجرة ولجوء

فلسطيني بلا هوية في مونتريال يريد العودة إلى وطنه، والحكومة الكندية ترفض ترحيله أو منحه اللجوء

إن حالة انعدام الجنسية في مونتريال تحدد العديد من صعوبات الحياة اليومية التي يواجهها اللاجئ الفلسطيني يوسف إسماعيل الذي يعيش في منطقة Parc Extension الشعبية في المدينة.

منذ عام 1991، يعاني يوسف – وهو في الأصل من مدينة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة – من حالة انعدام الجنسية، وتوضح حالته التصدعات الكبيرة في البنية التحتية السياسية لحكومة جاستن ترودو الليبرالية في كندا، والتي أعربت منذ توليها السلطة في عام 2015، عن دعمها لحقوق اللاجئين على نطاق واسع.

والجدير بالذكر أنه في العديد من حالات طالبي اللجوء، هناك مسارات واضحة للدعم، فمثلا في السنوات التي تلت أحداث 11 سبتمبر، نظمت شبكة من الناشطين المجتمعيين في مونتريال تحالفا لدعم اللاجئين الفلسطينيين الذين يواجهون الترحيل من كندا تحت اسم التحالف ضد ترحيل اللاجئين الفلسطينيين.

ويضاف إلى ذلك العمل الفردي الذي يقوم به العديد من الناشطين في مجال عدالة المهاجرين على المستوى المجتمعي، ويعني هذا غالبا تنظيم طلب لشخص ليس له وضع قانوني لمنحه الوضع لأسباب إنسانية ورحيمة نظرا لمشاركته المجتمعية، ولكن في حالة يوسف، هناك عوامل كثيرة تعرقل هذه الخيارات، أبرزها حقيقة أن يوسف يريد العودة إلى فلسطين، ويطلب بالفعل من الدولة الكندية ترحيله إلى فلسطين.

ولكن السلطات الكندية ليست مستعدة أو قادرة على ذلك لأن إسرائيل تسيطر على الضفة الغربية ولن تسمح ليوسف بالدخول نظرا لمشاركته في الاحتجاجات الشعبية في الضفة الغربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهناك ادعاءات أخرى حول تورط يوسف في الحركات الفلسطينية الناشطة ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن السلطات الكندية لم تصرّح علانية أبدا عن هذه المعلومات، أو هذه الادعاءات، لذا فإن التعامل مع هذا السؤال ضبابي، والمنطق السياسي غامض.

ولهذا السبب يواجه يوسف وضعا يدعي فيه كل من النظام الكندي والنظام الإسرائيلي أن يوسف لا يمكن أن يوجد بشكل قانوني، ولن تقبل كندا طلب يوسف باللجوء وتمنحه وضع اللاجئ حتى الآن، فيما لن تسمح السلطات الإسرائيلية بعودة يوسف.

وتعود قضية يوسف إلى عام 1991، لكن المناخ السياسي داخل هياكل السلطة في كندا يعني أن ترجمة واقع انعدام الجنسية في ظل الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية كان أمرا صعبا، وعلى الرغم من أن الحكومة الكندية اتخذت بعض التحركات الجريئة والمرحب بها لدعم مناخ اللاجئين، وخاصة اللاجئين السوريين، إلا أن يوسف كان في كندا كشخص عديم الجنسية منذ عام 1991، ولم يحصل على أي دعم خلال هذا الوقت بينما ظل في مأزق قانوني كامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!