أخبار

الإدارة الأمريكية: إسرائيل تفتقر إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق في غزة

في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لتوسيع حملتها في غزة، فإن صوت واشنطن القلق يتردد صداه، ويدفعها إلى تحديد أهدافها.

وهذا يعكس مخاوف الأمريكيين من إمكانية جرهم إلى صراع متصاعد في الشرق الأوسط بسبب أي أخطاء في الأيام المقبلة.

ويؤكد مسؤولو إدارة بايدن أنهم يحثون حليفهم على التفكير في سلسلة من النتائج المحتملة بينما تستعد إسرائيل لهجوم بري متوقع.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي يستخدم يوم الإثنين مصطلحات الاستعداد لمواقف معقدة وغير متوقعة.

فقد قال للصحفيين: “إننا نسأل (إسرائيل)، هل فكرتم في التبعات؟” – أي العواقب غير المقصودة، و “هل فكرتم في النتائج؟” – ليس النتائج المباشرة، ولكن فيما يأتي لاحقا.

وأضاف “نحن في محادثات نشطة معهم حول هذا الموضوع”.

ومن الواضح أن الولايات المتحدة مهتمة بخطة الحرب الإسرائيلية أكثر مما تعلنه علنا، وفقا لسلسلة من القصص في صحيفة نيويورك تايمز.

فقد ذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعديه حثوا إسرائيل على تأخير التحرك إلى غزة لكسب الوقت لإجراء مفاوضات بشأن الأسرى.

وقالت الصحيفة إن يوآف غالانت كان يحث على توجيه ضربة استباقية ضد حـزب الله، ولكن دون جدوى، كما حذرت الولايات المتحدة وآخرون في الحكومة الإسرائيلية من ذلك.

وفي الوقت نفسه، كرر توماس فريدمان، وهو كاتب عمود في صحيفة التايمز على صلة ببايدن، أن الرئيس الأمريكي كان يحث حلفاءه الإسرائيليين على رؤية ما هو أبعد من غضبهم الفوري والتفكير في ثلاث خطوات للأمام:

  • التداعيات المحتملة للهجوم البري دون تقديم أي أمل لسكان غزة في مستقبل سياسي أفضل بدون حـمـاس.
  • الحرب البرية دون أي حديث عن الدولة الفلسطينية المستقبلية يمكن أن تؤدي إلى حرب عالمية.
  • أبلغت مصادر أمريكية رفيعة المستوى عن مخاوف إدارة بايدن من افتقار إسرائيل إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق في غزة.

وفي واشنطن، يوم الاثنين، أعرب العديد من خبراء الشرق الأوسط عن مخاوفهم.

وفي مناسبات منفصلة لمراكز بحثية، قال المراقبون إن أكبر مصدر قلق لواشنطن هو أن الحرب تجتذب حـزب الله، ثم إيران، وأخيرا الولايات المتحدة.

وقال دانييل بايمان، مستشار وزارة الخارجية، والموظف السابق في الحكومة الأمريكية، والآن زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS): “إن احتمال نشوب صراع إقليمي أكبر يعني وضعا مخيفا بالفعل ويمكن أن يتحول إلى كابوس كامل”.

وفي حدث مختلف، قال ناتان ساكس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينجز: إن الهدف الأمريكي الأكثر إلحاحا في الوقت الحالي هو احتواء الحرب.

ويشك ساكس في أن الصراع سيؤدي إلى نشر قوات أمريكية على الأرض، لكنه لن يفاجأ برؤية قوة النيران البحرية الأمريكية تستخدم، حيث تم بالفعل نشر مجموعتين من حاملات الطائرات الأمريكية للدفاع عن إسرائيل.

وأضاف ساكس إنه يجب على الناس أن يفهموا العقلية الإسرائيلية الآن، فالإسرائليون عازمون على ضمان عدم تكرار ما حدث لبلادهم، ولا يهم عدد الاحتجاجات الدولية ضدهم.

وأوضح أن الإسرائيليين سيتخذون أي إجراءات يرونها ضرورية لمنع تعرضهم لهجوم مشابه لما حدث في 7 أكتوبر.

وأعرب هو والعديد من زملائه عن مخاوفهم من أن الحكومة الإسرائيلية لم تحدد استراتيجية طويلة المدى تتجاوز مهاجمة حـمـاس.

ما هي الأسئلة التي يمكن لإسرائيل أن تفكر فيها؟

أشار مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة التجسس إلى تحديين لن تستطيع القوة العسكرية وحدها حلهما.

  • الأول هو الحفاظ على العلاقات مع الدول العربية المحيطة، وخاصة مصر والأردن، والتي، كما قالت، سوف تكون ضرورية في تأسيس أي حكم في مرحلة ما بعد حـمـاس.
  • والهدف الآخر هو الحد من الغضب السياسي في غزة الذي سمح لحـمـاس بالازدهار.

وقال مسؤول أمريكي سابق آخر إن واشنطن تضغط على إسرائيل لوضع أهداف أكثر وضوحا مثل: كيف ستفصل المدنيين الفلسطينيين عن قيادتهم الحالية؟ من سيعيد بناء حكومة غزة إذا تم تدمير حـمـاس؟

وقال جون ألترمان، المسؤول السابق بوزارة الخارجية، والذي يشغل الآن منصب مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “لا أشعر أن الإسرائيليين متقبلون لذلك في الوقت الحالي، فهم ما زالوا مصدومين للغاية من هجوم حـمـاس”.

وأضاف “إنهم يتحدثون عن السحق، دون إعطاء الفلسطينيين مسارا مرغوبا أكثر ليتبعوه.

وفي خطاب ألقاه في إسرائيل الأسبوع الماضي، ألمح بايدن إلى ذلك، حيث قال إن الولايات المتحدة، أثناء فورة غضبها، ارتكبت أخطاء جسيمة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

وفي الداخل، يواجه بايدن الآن ضغوطا على جبهتين.

  • أولا، لقد أثار غضب التقدميين لأنه كان مؤيدا جدا لإسرائيل، كما حذر بعض الأمريكيين العرب من أنهم قد لا يصوتون له في العام المقبل.
  • ثانيا، يقول منتقدوه في اليمين إنه لم يدعم إسرائيل بما فيه الكفاية، فقد وبخه أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لاستمراره في الحديث عن الدولة الفلسطينية، واتهمه بإعطاء الأولوية “لإنشاء دولة للأشخاص الذين انتخبوا حـمـاس”.
  • “أوقفوا الحصار”.. الآلاف في أنحاء كندا يتظاهرون ضد الغارات الإسرائيلية على غزة (صور)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!