أشار تقرير جديد إلى أن هناك مخاوف بشأن القدرة على تحمل التكاليف في بعض المدن الكندية، حيث لا تمتلك البلديات شققا بأسعار رخيصة للمستأجرين ذوي الدخل المنخفض.
بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات، تجد العديد من الأسر ذات الدخل المنخفض في كندا أن السكن المناسب لا يمكن تحمل تكاليفه، ويعتبر معدل الشغور الإيجاري في البلاد بنسبة 1.5 في المئة هو الأدنى المسجل منذ عام 1988، ويشير التقرير إلى أن أسواق العمل القوية في بعض المدن وزيادة عدد السكان من العوامل المساهمة.
ووفقا لتقرير سوق الإيجار لعام 2023 الصادر عن الشركة الكندية للإسكان العقاري (CMHC)، والذي نشر تحليله عبر البلاد صباح الأربعاء، فإن الشقق ذات الأسعار المعقولة لا تكلف أكثر من 30 في المئة من دخل الأسرة.
وقامت CMHC بتقسيم البلديات الرئيسية في جميع أنحاء البلاد، وحسبت عدد الوحدات التي يمكن تحمل تكاليفها للأشخاص في شريحة الدخل الأدنى.
ويقول التقرير: “يواجه المستأجرون من ذوي الدخل المنخفض تحديا إضافيا يتمثل في انخفاض العرض بشكل خاص وانخفاض معدلات الشغور للوحدات ذات الأسعار المعقولة في الأسواق الرئيسية في كندا”.
وفيما يلي المدن التي لديها أقل عدد من الشقق السكنية ذات الإيجارات المعقولة:
فانكوفر
في عام 2022، تم اعتبار 1 في المئة فقط من مخزون الإيجار في متناول الأشخاص ضمن شريحة الدخل الأدنى في فانكوفر.
وفي عام 2023، لم يعد هذا هو الحال، وأظهر التقرير أن معدل الشواغر في المدينة للوحدات المبنية لهذا الغرض بلغ 0.9 في المئة، وارتفع متوسط الإيجار لشقة مكونة من غرفتي نوم بنسبة 8.5 في المئة، مما يعكس متوسط سعر قدره 2181 دولارا.
ويعتقد الباحثون أن الطلب كان مدفوعا بالهجرة القياسية إلى المنطقة وانخفاض القدرة على تحمل تكاليف ملكية المنازل.
وجاء في التقرير أن “مخزون مثل هذه الوحدات هو صفر إحصائيا في فانكوفر وأوتاوا وتورنتو، وأقل من 20 في المئة في أماكن أخرى”.
تورنتو
يظهر التقرير أن عاصمة أونتاريو لديها عدد قليل يقترب من الصفر من الوحدات ذات الإيجارات المعقولة لأصحاب الدخل المنخفض في عامي 2022 و2023.
وبلغ معدل شغور الإيجارات المخصصة لهذا الغرض 1.5 في المئة، ويبلغ إيجار الشقق المكونة من غرفتي نوم حوالي 1940 دولارا شهريا، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 8.7 في المئة عن العام السابق.
وكان العثور على شقق سكنية أكثر صعوبة، حيث بلغ معدل الشغور 0.7 في المئة، وبلغ متوسط تكلفة الشقة المكونة من غرفتي نوم 2862 دولارا.
ويشير التقرير إلى أن “النمو السكاني القوي وسوق العمل المرن وارتفاع تكاليف اقتراض ملكية المنازل ساهمت في تضييق السوق”.
وأدى ذلك إلى “تدهور واسع النطاق” في القدرة على تحمل التكاليف بالنسبة لعدد أكبر من المستأجرين مع زيادة التضخم.
أوتاوا
كان لدى عاصمة البلاد معدل شغور أعلى للإيجارات المبنية لهذا الغرض، ولكن عدد قليل جدا من الشقق بأسعار معقولة للأسر ذات الدخل المنخفض.
وتظهر البيانات أنه في عامي 2022 و2023، تم استبعاد سكان أوتاوا الذين يبحثون عن إيجارات ميسورة التكلفة – تقل عن 30 في المئة من دخلهم – من السوق.
وبلغ معدل الشواغر في المدينة 2.1 في المئة لشقة متوسطة مكونة من غرفتي نوم، بتكلفة 1698 دولارا، وبلغ معدل الشغور في الوحدات السكنية 0.4 في المئة، ويبلغ إيجارها حوالي 2085 دولارا لغرفتي نوم.
ووفقا للتقرير، زاد العرض في أوتاوا، لكن الطلب نما بنفس الوتيرة، وفي النهاية، ظلت السوق “ضيقة”.
كالجاري
واجه المستأجرون من ذوي الدخل المنخفض في أكبر مدينتين في ألبرتا صعوبة في العثور على منازل بأسعار معقولة، على الرغم من أن الأسعار الأساسية ظلت أقل مما هي عليه في المدن الكبرى الأخرى.
ففي عام 2022، كان خمسة في المئة من مخزون الإيجار في كالجاري في متناول أصحاب الدخل المنخفض، وبعد مرور عام، انخفض هذا الرقم إلى 3.1 في المئة.
وبلغ معدل الشواغر في سوق الإيجار المبني لهذا الغرض في البلدية 1.4 في المئة بسعر 1695 دولارا لوحدة مكونة من غرفتي نوم، ويشير التقرير إلى أن المعدلات ارتفعت بنسبة 14.3 في المئة.
وتعد الشقق السكنية أغلى قليلا في كالجاري، حيث يبلغ متوسط إيجارها 1819 دولارا للشقة المكونة من غرفتي نوم، ومعدل شغور أقل يبلغ 1 في المئة.
ويشير التقرير إلى أن كالجاري تواجه أدنى معدل شغور منذ ما يقرب من عقد من الزمن، مع انخفاض المعدلات من 2.7 في المئة إلى 1.4 في المئة في عام 2023.
إدمونتون
قدمت إدمونتون خيارات أكثر بأسعار معقولة للمستأجرين ذوي الدخل المنخفض، لكنها شهدت أيضا انخفاضا.
وفي عام 2022، كانت 13 في المئة من وحداتها ميسورة التكلفة للمستأجرين ذوي الدخل المنخفض، وفي عام 2023 انخفضت إلى 12.7 في المئة، وبلغ معدل الشغور في المدينة 2.4 في المئة للوحدات المبنية لهذا الغرض، ومعدل مماثل قدره 2.5 في المئة للشقق السكنية.
وتتشابه الأسعار لكل فئة مع الوحدات المبنية لهذا الغرض والتي يبلغ متوسطها 1398 دولارا شهريا، أما بالنسبة للوحدات السكنية، فقد بلغ متوسطها 1359 دولارا لغرفتي نوم.
لماذا هناك عدد أقل من الشقق بأسعار معقولة؟
ويقدم التقرير مجموعة من الأسباب وراء ارتفاع أسعار الوحدات المستأجرة.
وجاء في التقرير أن ارتفاع معدلات الاقتراض وأسعار المنازل أدى إلى انخفاض قدرة المستأجرين على امتلاك منزل في نهاية المطاف.
وتظهر البيانات أن هناك علاقة بين ارتفاع أسعار المنازل في فانكوفر وتورنتو وانخفاض توافر الإيجارات بأسعار معقولة، وفي الربع الثاني من عام 2023، كان متوسط أسعار المساكن في تلك المدن أعلى بنسبة 50 في المئة من متوسط دخل الأسرة.
وفي “معظم” الأسواق الرئيسية في كندا، تجاوز الطلب أيضا العرض، مما أدى إلى انخفاض القدرة على تحمل التكاليف وتضييق الأسواق.
