أخبار

أعداد المهاجرين الجدد الذين يسعون للحصول على الجنسية الكندية تتناقص – وإليكم الأسباب

كشفت دراسة حديثة أجرتها هيئة الإحصاء الكندية أن عددا أقل من المهاجرين الجدد في كندا يسعون للحصول على الجنسية الكندية مقارنة بما كان عليه الحال قبل أكثر من 20 عاما.

وكشفت الدراسة، التي تنظر في البيانات من عام 1996 إلى عام 2021، أن هناك انخفاضا في معدلات المواطنة بنسبة 30% تقريبا بين المهاجرين الجدد، مع حدوث معظم هذا الانخفاض في السنوات العشر الماضية.

ما هي نتائج هذه الدراسة؟

وجدت الدراسة أن معدل الحصول على الجنسية بين المهاجرين الجدد (أولئك الذين أقاموا في كندا لمدة 5 أو 10 أو 15 سنة) قد انخفض منذ عام 1996 (حيث سعى 75.4% من المهاجرين للحصول على الجنسية).

وفي عام 2021، انخفض هذا المعدل إلى 45.7% من المهاجرين، مع حدوث أكبر انخفاض في هذا المعدل بين عامي 2016 و2021.

ووجدت الدراسة أيضا بعض التباين في معدلات استيعاب المواطنة بين مجموعات مختلفة من المهاجرين الجدد، فعلى سبيل المثال، كان المهاجرون الجدد ذوو الدخل المرتفع (بين 50 ألف دولار – 100 ألف دولار) أكثر عرضة بنسبة 14% للحصول على الجنسية من أولئك ذوي الدخل المنخفض (أقل من 10 آلاف دولار كندي).

ويظهر هذا الاتجاه أيضا كلما زاد تعليم المهاجرين الجدد – فمن بين أولئك الحاصلين على شهادة الثانوية العامة كأعلى مستوى تعليمي لهم، حصل 30.4% على الجنسية، مقارنة بـ 51.8% من الحاصلين على شهادة جامعية.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن ملاحظة الفروق بين أولئك الذين لديهم مهارة لغوية أكبر، فعلى سبيل المثال، أولئك الذين لا يتحدثون الإنجليزية أو الفرنسية كلغة أم لديهم نسبة حصول على الجنسية تبلغ 19.7% فقط، مقارنة بأولئك الذين يتحدثون الإنجليزية أو الفرنسية كلغة أم – والذين كان معدل حصولهم على الجنسية 49.8%.

وأخيرا، يمكن أيضا ملاحظة الفروق حسب البلد الأصلي للمهاجرين، ويمكن ملاحظة أكبر تراجع في معدلات المواطنة مؤخرا بين المهاجرين من الشرق (-58%) وجنوب شرق آسيا (-40.7%)، وتلاهم المهاجرون من غرب آسيا (-29.3%)، وأوروبا الشرقية (-28.9%)، وأمريكا الوسطى (-28.2%).

ما هي بعض أسباب هذا التراجع؟

بعض العوامل التي يمكن أن تكون سببا في تراجع هذه النسبة هي التعليم، وإتقان اللغة، وخبرة العمل الكندية.

وتشير الدراسة أيضا إلى بعض الأسباب التي يمكن أن تفسر هذا الانكماش، فقد كان لجائحة كوفيد-19 العالمية تأثير متفاقم على معدلات المواطنة.

وبالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى العديد من التغييرات في السياسة بين عامي 2006 و2016 والتي ربما أثرت على معدلات الاستيعاب، بما في ذلك زيادة المعرفة العامة لمقدم الطلب بكندا من خلال اختبارات الجنسية، والتي تتطلب دليلا على معرفة المهارات الفرنسية والإنجليزية للمقيمين الدائمين، وزيادة رسوم طلب الجنسية.

وأخيرا، تشير الدراسة إلى أن الانخفاض السريع في معدلات المواطنة بين مواطني جنوب شرق وشرق آسيا يشير إلى أن الأحداث الدولية المحلية في هذه المناطق قد تلعب دورا مهما في تفسير انخفاض المواطنة.

هل هذا يعني أن كندا يجب أن تشعر بالقلق؟

في حين أن معدل الحصول على المواطنة بين المهاجرين الجدد يمثل اتجاها هبوطيا كبيرا، إلا أن كندا لا تزال تفتخر بواحد من أعلى معدلات جنسية المهاجرين الإجمالية في أي دولة غربية، ففي عام 2021، بلغ هذا المعدل 81.7%، مما يشير إلى أن معظم المهاجرين في كندا اختاروا الحصول على الجنسية.

وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال العديد من القادمين الجدد يستفيدون من كندا (خاصة اقتصاديا) كمقيمين دائمين، حيث تختار نسبة من هؤلاء المهاجرين عدم السعي للحصول على الجنسية للحفاظ على العلاقات مع وطنهم الأم، إذ لا تسمح العديد من البلدان المصدرة للمهاجرين (مثل الهند) بالجنسية المزدوجة، مما يعني أنه يتعين على بعض المهاجرين الاختيار بين جواز سفرهم القديم وجواز سفر جديد، وفي حين يتمتع المقيمون الدائمون بالعديد من المزايا نفسها التي يتمتع بها المواطنون، إلا أنهم لا يستطيعون التصويت أو شغل مناصب سياسية في كندا.

وبغض النظر عن ذلك، فإن الاتجاه الهبوطي الأخير في استيعاب المواطنة قد يمثل مصدر قلق للحكومة، خاصة اعتمادا على المدة التي يستمر فيها هذا الاتجاه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!