أخبار

طفلة 4 أعوام تصاب بالعمى بسبب الإنفلونزا

كندا بالعربي: تعرضت الطفلة جيدي دولوسيا  إلى الإصابة بمرض الإنفلونزا قبل أيام قليلة من عيد الميلاد وقضت ما يصل إلى أسبوعين في وحدة العناية المركزة في مستشفى University of Iowa Stead Family للأطفال.

وقالت الطبيبة تيريزا شيك المسؤولة عن حالتها:” إنها محظوظة لكونها على قيد الحياة، وهي طفلة مقاتلة صمدت كثيراً وواجهت هذا المرض”، فقد وصلت هذه الطفلة الصغيرة إلى مشارف الموت بسبب اشتداد المرض عليها، وعلى الرغم من مقاومتها الكبيرة إلا أنها خسرت بصرها بسبب الإنفلونزا.

وقال والداها: “دعوا أطفالكم يأخذون اللقاح بشكل مستمر، وإذا كان بإمكاننا منع طفل واحد من الإصابة بما أصيبت به ابنتنا فسننشر ما حصل معنا بكل تأكيد”.

كما أطلق والداها حملة على Go Fund Me بسبب تراكم الفواتير الطبية عليهما خاصة وأنهما تركا وظائفهما لرعاية طفلتهما المريضة.

والجدير بالذكر أن عشرات الأطفال يموتون كل عام بسبب الإنفلونزا، ومعظمهم ممن لم يتلق اللقاح، ووفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض يتم إدخال آلاف الأطفال إلى المستشفى كل عام بسبب الإنفلونزا.

فما الذي حدث مع جيدي بالضبط؟

في التاسع عشر من كانون الأول، لاحظت والدتها أنها ليست كما المعتاد، وقالت لأمها: “لا أشعر بأني على ما يرام”، وعندها وبعد عدة أيام ارتفعت درجة حرارة جيدي قليلاً وأحضر لها والداها الدواء الذي أزال لها هذا الارتفاع وعادت لتلعب مع شقيقتها الكبرى.

وكانت ليلة الثالث والعشرين من ديسمبر هي الليلة المأساوية على هذه العائلة حيث أخذها والدها لتنام في السرير، وحاول إيقاظها في صباح اليوم التالي لمغادرة المنزل وقضاء عيد الميلاد مع والدي فيليبس، لكن جيدي لم تستيقظ أبداً، وكان جسدها يحترق من شدة الحرارة.

وعندها ذهب والداها إلى مركز Covenant الطبي، بدت جيدي كجثة بلا حركة وبلا أي ردة فعل، وحينها أخبرهما الأطباء بأنها تعاني من نوبة إنفلونزا شديدة ويجب نقلها إلى مستشفى الأطفال بأسرع وقت ممكن، ولأنه لم يكن هناك الوقت الكافي لنقلها في سيارة إسعاف تم نقلها جواً.

وفي يوم عيد الميلاد، تلقى الوالدان الأخبار السيئة حيث قال لهما الأطباء بأن الإنفلونزا قد أثرت على دماغها، ويعرف ما أصيبت به بما يسمى التهاب الدماغ الحاد وقال الأطباء:” لدى الطفلة تلف كبير في الدماغ، ومن الممكن ألا تستيقظ أبداً وإن استيقظت لن تكون كما كانت من قبل”.

وتم الاستعانة بالطبيبة تيريزا تشيك وهي طبيبة أعصاب مختصة بالأطفال لتقديم رأيها في حالة جيدي، وأخبرت والديها بالتشخيص الصحيح: جيدي مصابة بالتهاب حاد بالدماغ أو مايسمى ANE والذي هو في الغالب سببه فيروسي، كما أن هذا المرض نادر الحدوث ومن بين كل أربعة أطفال مصابين به يموت ثلاثة منهم، وعندها وصفت تشيك مجموعة من العقاقير المضادة للالتهاب للمساعدة على تخفيف مرض الطفلة.

ومن ثم  حدث ما كان مستبعداً جداً، حيث تمكنت جيدي من الاستيقاظ، وفتحت عينيها وأخذت تنظر في أرجاء الغرفة، واستمر تحسنها في الأيام اللاحقة وأصبحت تطلب الطعام ولكنها لم تكن كما السابق تماماً، حيث لاحظ والداها والأطباء شيئاً غريباً عليها.

فعندما وضعت والدتها لعبتها المفضلة أمامها لم تنظر إليه حتى، وقاموا بإلقاء كرة صغيرة في الهواء لاختبار نظرها ولكن لم تتبع جيدي الكرة بنظرها على الإطلاق، وعندها قام طبيب مختص بفحص عينيها ولم يجد فيهما أي شيء يمنع الرؤية، ولكن تبين لاحقاً أن المشكلة لم تكن مع عينيها إنما المشكلة مع دماغها الذي تأثر بسبب الإنفلونزا.

وقالت طبيبتها تشيك:” أثرت الإنفلونزا على جزء من دماغها، وهو الجزء الذي كان يدرك البصر، ولا نعلم ما إذا كانت ستستعيد بصرها ولن نتمكن من معرفة ذلك قبل ستة أشهر، كما أنها قد تواجه مشاكل تتعلق بالنمو والإدراك مثل صعوبات التعلم، وهذا لا يمكن التنبؤ به الآن بل يحتاج إلى سنين من المراقبة”.

ولكن بالنظر إلى أن جيدي تمكنت من الاستيقاظ فهي قوية جداً، وتبلي بلاء رائعاً.

عادت جيدي إلى منزلها في التاسع من يناير، ومن أول الأشياء التي قامت بها لمس وجه أختها والبكاء، ومن هنا أرادت والدتها إيصال رسالة مهمة لكل الآباء والأمهات حيث كانت والدتها قد أعطت طفلتيها لقاح الإنفلونزا منذ آذار الماضي، ولكنها لم تكن تعلم أنها يجب أن تعطي طفلتيها اللقاح مرة ثانية .

وذلك لأن فيروس الإنفلونزا يتغير من سنة إلى أخرى، ويوصي مركز السيطرة على الأمراض بضرورة تلقيح الأطفال بحلول نهاية أكتوبر من كل عام للوقاية من الإنفلونزا في الشتاء المقبل.

وكانت الإنفلونزا شديدة جداً على الأطفال هذا العام وكان النوع السائد من هذه الإنفلونزا هو النوع B، وهو النوع الذي يصيب الأطفال أكثر من البالغين، وحتى الآن توفي 32 طفلاً في الولايات المتحدة بسبب الإنفلونزا هذا الموسم، 21 منهم كان بسبب الإنفلونزا B .

وقالت فيليبس والدة جيدي: “نريد من الآباء أن يعملوا أن اللقاح يجب أن يعطى كل عام”، وعلى الرغم من أن لقاح الإنفلونزا فعال بنسبة 40 إلى 60 في المائة إلا أن الطبيب آدم راتنر أخصائي الأمراض المعدية لدى الأطفال في جامعة نييورك يقول أن هذا اللقاح لمرة واحدة لا يعني أن الخطر قد زال,

وأظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن لقاح الإنفلونزا يقلل من نسبة خطر تهديد حياة الأطفال بالخطر بنسبة 74 في المائة، وقال الطبيب راتنر :” هدف اللقاح ليس منع سيلان الأنف، أو منع الشعور بالتعب، ولكنه مهم لمنع حدوث مضاعفات الإنفلونزا القوية جداً”.

وبالعودة إلى حالة جيدي يقول والدها عن أول ليلة لها في منزلها: “فتاتي الشجاعة لا تستطيع الرؤية ولكنها قوية ومحبوبة من قبل الكثيرين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!