أخبار

” أعطتني الحياة فرصة ثانية في كندا” لاجئ سوري يروي معاناته عبر كتابة مسرحيتين في تورونتو

كندا بالعربي: أحمد مرعي لاجئ سوري نشأ وترعرع في شرقي مدينة حلب مع والديه، ويتذكر جيداً كيف كان كل شيء يتدمر في حلب والمباني تنهار من حوله عندما بدأت الحرب في حلب في عام 2012، والتي لم تتوقف طوال أشهر، حيث انتشرت رائحة الموت في جميع أجزاء مدينته، وقال :” في حلب نستيقظ على التفجيرات، ولا أعلم كيف نجونا ولو تأخرنا قليلاً في الخروج من حلب لما كنت في كندا الآن”.

وقد كتب أحمد مرعي بعد انتقاله إلى تورونتو مسرحيتين اثنتين، وهو يلعب دور البطولة في هذين العرضين ويدعى هذين العرضين Suitcase / Adrenaline ، وكلاهما بناءً على تجاربه كشخص مهجر من بلده، ويتم عرضهما على خشبة Theatre Passe Muraille في Alexandra Park حتى 1 فبراير.

ويوضح كل عرض جانباً مختلفاً من تجربة اللاجئين السوريين،  وهدف مرعي الأساسي هو أن يفهم الجمهور الكندي ما مر به هو والآخرين وخلق تعاطف أكبر مع السوريين.

وقال مرعي: ” لم أكن أريد البقاء على قيد الحياة بعد كل هذا الضغط والصدمة، وفي كل مرة أقترب فيها من إنهاء حياتي أتذكر ما مررت به في سوريا، وأشعر أن الحياة منحتني فرصة جديدة في كندا ولا يتوجب عليّ أن أضيع هذه الفرصة”.

وأضاف أنه للوصول إلى هذه المرحلة من حياته، وإلى كندا في المقام الأول  كان عليه أن يتغلب على عقبات ضخمة.

حيث أنه هرب من الدمار في سوريا، وانتهى به الأمر في مصر وبدأ في حضور دروس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأمضى عدة ليال بلا مأوى وبدون طعام، لكنه واصل الذهاب إلى الفصل وواصل متابعة دروس التمثيل، ثم واجه عقبة أخرى في مصر حيث انتهت صلاحية وثائقه وصلاحية جواز سفره، ولم يتمكن من البقاء ولا العودة.

وقال: “كنت أنتظر المجهول ، لا أعرف ماذا سيحدث”.

وفي ذلك الوقت كان على اتصال مع منظمة كندية للاجئين قامت بجمع الأموال لرعايته ، ووصل إلى كندا في عام 2017.

وعندما وصل مرعي، بدأ في كتابة أدرينالين، وهي قصة عن رجل سوري يقضي أول ليلة رأس السنة في كندا.

تلقي هذه الشخصية نظرة على ما مر به مرعي العام الماضي عندما ذكرته الألعاب النارية بالتفجيرات في سوريا.

وقال مرعي إن المسرحية تطرح سؤالاً: “ما هو الأكثر صعوبة – البقاء في خطر مع أحبائك أو العيش بأمان ، لكن بمفردك؟”

تستند كل مسرحية من مسرحياته على ذكرياته الخاصة في سوريا، أما في مسرحيته الثانية فهو يعالج تجربة لاجئ يغادر المنزل.

وقد كتب الصفحة الأولى من المسرحية في عام 2016 ، واستوحى فكرتها من صورة لامرأة في حلب رآها على الإنترنت، وقال: “كان وجهها مغطى بالغبار والأتربة البيضاء وخط دم أحمر من جبهتها وهي تنظر إلى الكاميرا وشعرت أنها أرادت أن تقول شيئًا”.

وفي الوقت نفسه ذكر صعوبات السفر وترك الشخص لبلاده وعبر عن ذلك بقوله: “ماذا عن المشاعر والذكريات والأصدقاء والتجمعات الخاصة بك وكل شيء في ذاكرتك؟ ماذا عن شوارع مدننا؟”

وبعد كل ما مر به ، قال مرعي إنه لمن الجيد أن تكون قادراً  على سرد هذه القصص وجعل جميع الشعوب تعلم ما مرت به سوريا وشعبها، وقال: “عندما كنت في سوريا تحت القصف … في ذلك الوقت لم أكن أعرف ما إذا كنت سأنجو من ذلك” ، لكنه قال لنفسه: “إذا نجوت من هذه الحرب ، فسوف أخبر العالم بما يجري على أرض بلدي”

حتى الآن ، كان رد الفعل على مسرحياته إيجابياً، لكن مرعي قال إن أعظم هدية حصل عليها هي مجرد فرصة لتعيش حلمه، وقال: “أعتقد أن هذا الشيء أحد أفضل الأشياء التي حدثت لي في حياتي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!