“عرّض حياته للخطر”.. رجل يصر على دخول منطقة الحجر الصحي في كندا للقاء ابنته
كندا بالعربي: كانت Chloe البالغة من العمر 15 شهراً، من بين مئات الكنديين الذين تم إجلاؤهم من ووهان في الصين بسبب تفشي فيروس الكورونا.
وقال والدها ريتشارد فابتيش قبل أن يتوجه إلى منطقة الحجر الصحي :” أريد رؤيتها في أسرع وقت على الرغم من أن دخولي قد يكون له تأثيراً سلبيا عليّ”.
هذا وقد وصل أكثر من 200 كندياً وعائلاتهم يوم الجمعة في رحلتين من الصين، وخاصة من ووهان التي تم تسجيل أكثر من 800 حالة وفاة فيها وإصابة 31774 شخصاً آخرين بهذا الفيروس، وسيقضي الكنديين القادمين من هناك الأسبوعين المقبلين تحت المراقبة الدقيقة في قاعدة القوات الكندية ترينتون في أونتاريو.
وكان فابتيش أحد المواطنين الكنديين المقيمين في ميسيساجا ينتظر عودة ابنته بفارغ الصبر حيث كانت في رحلة إلى الصين مع أجدادها لزيارة الأسرة، وقرر فابيتش البقاء مع ابنته على الرغم من خضوعها للحجر الصحي.
وحتى الآن، تم تسجيل خمس إصابات مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في كندا واثنين منهما في بريتش كولومبيا، كما تم وضع سبعة كنديين كانوا على متن سفينة سياحية قبالة سواحل اليابان تحت الحجر الصحي وتبين إصابتهم بالفيروس أيضًا.
هذا وهبطت أول طائرة في قاعدة القوات الكندية ترينتون في كوينتي ويست، على بعد حوالي 170 كيلومتراً شرق تورونتو، قبل الساعة 7 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم الجمعة، وقد جلبت الرحلة التي استأجرتها الحكومة الكندية 174 شخصاً، من بينهم 13 مقيماً دائماً، وستة مواطنين صينيين رافقوا 34 قاصراً كندياً، عائدين من الصين.
كما هبطت الطائرة الثانية، المستأجرة من قبل الحكومة الأمريكية، في القاعدة العسكرية في وقت مبكر من بعد ظهر يوم الجمعة وسط عاصفة ثلجية، وحملت هذه الرحلة 39 كندياً من ووهان.
كما توقفت الطائرتان للتزود بالوقود في فانكوفر قبل أن تهبطا في أونتاريو، وكان من المقرر أن تغادر أول رحلة يوم الأربعاء، لكنها تأخرت بسبب سوء الأحوال الجوية، بينما غادرت الرحلة الثانية ووهان بعد ساعات قليلة من الرحلة الأولى.
ومع وجود أكثر من 100 كندياً يحاولون مغادرة المنطقة، من المقرر أن تغادر رحلة أخرى يوم 10 فبراير.
وعند الوصول إلى قاعدة القوات الجوية، خضع الركاب لتقييم طبي قبل نقلهم إلى أماكن إقامة في القاعدة حيث سيتم مراقبتهم لمدة أسبوعين للتأكد من أنهم لم يصابوا بالفيروس، كما سيتم نقل أي شخص تظهر عليه الأعراض إلى مستشفى محلي لمزيد من العلاج.
أما خلال فترة العزلة، سيتم عزل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بشكل فردي في مكان مؤلف من 290 غرفة ويستخدم بانتظام لإيواء العائلات وزوار القاعدة الآخرين، كما تواجد الصليب الأحمر في الموقع خلال الحجر الصحي لتقديم الدعم من التسجيل، وتوفير اللوازم.
هذا وسيتم إيواء العائلات، التي كان العديد منها بالفعل في عزلة ذاتية ممتدة قبل مغادرة الصين، معاً خلال الحجر الصحي الذي سيستمر لمدة 14 يوماً في القاعدة.
وقال ستيفن تايلور، أستاذ وأخصائي علم النفس الإكلينيكي بجامعة بريتش كولومبيا: ” أعتقد أنهم سيشعرون براحة كبيرة بمجرد وصولهم إلى أرض الوطن، وأتوقع في الأيام القليلة القادمة ستكون الأمور أفضل بالنسبة للجميع، على الرغم من أن البعض سيشعر بالملل والبعض الآخر سيجد الانتظار لأسبوعين أمراً مرهقاً للغاية إلا أن الأمر ليس إلا مسألة وقت”.
عندما وصلت ميلورد وزوجها إلى مكان الحجر الصحي في كندا، قالت ميلورد أنها تحدثت مع العديد من مسؤولي الصليب الأحمر الذين سألوهم إن كانوا بحاجة إلى أي إمدادات خلال فترة العزل التي ستستمر لمدة أسبوعين مثل الحفاضات والمناديل”.
وقالن ميلورد إن الغرفة التي سيبقون فيها لمدة أسبوعين المقبلين تشبه “غرفة فندق وهي مجهزة بالكامل، كما أنها تحتوي على أهم الأشياء وحتى تحتوي Wi-Fi والتلفزيون”.
كما قالت ميلوارد أنه سيسمح لهم بالخروج للحصول على الهواء النقي، وسيُسمح لهم بالدردشة مع العائلات الأخرى في المبنى الذين يخضعون أيضاً للحجر الصحي.
راكبة أخرى من ركاب الرحلة الأولى، تدعى مريم لاروش، وهي امرأة تبلغ من العمر 25 عاماً من كيبيك، وكانت تدرس إدارة السياحة في جامعة الصين المركزية في ووهان، وقالت أنها سعيدة للغاية بعودتها إلى الأراضي الكندية، وأضافت:” بدأ الركاب في التصفيق حالما أنهى الطيار إعلانه عندما هبطت الطائرة في فانكوفر، لقد كان الجميع سعداء للغاية بعودتهم آمنين إلى بلدهم”.
وقالت لاروش إنها ليست قلقة بشأن الأسبوعين المقبلين الذين ستعيشهما بمعزل عن القاعدة العسكرية، وقالت إنه بمجرد حصولها على المعلومات الواضحة من مسؤولي الصحة وإعادة فتح جامعتها في الصين، ستعتزم العودة إلى دراستها في ووهان، وأنهت حديثها بقولها:”قابلت الكثير من الناس من جميع أنحاء العالم هناك إنها مدينة جميلة للغاية، كما إنه لأمر محزن حقاً ما يحدث هناك”.
