أخبار

“حسن القنطار” لاجئ عاش سبعة أشهر في المطار قبل أن تحتضنه كندا

اخبار كندا – أمضى اللاجئ السوري حسن القنطار سبعة أشهر وهو يعاني من مأزق قانوني في مطار كوالالمبور الدولي في ماليزيا عام 2018، إلى جانب شهرين آخرين في مركز احتجاز المهاجرين، قبل أن تستقبله كندا ويكتب كتاباً عن رحلته الطويلة.

وفي التفاصيل، يصف القنطار رحلته التي استغرقت تسعة أشهر، منذ اللحظة التي مُنع فيها من الصعود على متن رحلة جوية خارج ماليزيا، حتى وصوله إلى فانكوفر واستقباله من قبل المتطوعين الكنديين.

وقال في حديثه عن قصته: ” إن قصتي ليست فقط عن الحرب السورية، بل هي عن البلد الذي يُدعى كندا وشعبه الرائع، والذين بسببهم، أنا الآن في أمان دائم”.

وأوضح أن دعم كندا للنازحين أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، كما شرح أنه كان يعمل بائعاً في الإمارات العربية المتحدة عندما اندلعت الحرب في بلده، وحين رُفضت تأشيرته لم يتمكن من العودة إلى بلاده بسبب الأوضاع السائدة.

لذا بقي في الإمارات بشكل غير قانوني حتى قبض عليه في عام 2017 وأرسل إلى ماليزيا.

وبمجرد وصوله إلى هناك، حصل على تأشيرة سياحية لمدة ثلاثة أشهر، لكنه لم يكن مؤهلاً لطلب اللجوء، لذلك اضطر إلى العمل سراً ليؤمن الأموال الكافية لشراء تذكرة سفر إلى الإكوادور.

وعندما وصل إلى رحلته، رفضت شركة الطيران السماح له بالصعود إلى الطائرة، وبدلاً من ذلك اختار السفر إلى كمبوديا لكن سلطات الهجرة هناك منعته من الدخول وأعيد إلى كوالالمبور.

وأعرب عن شعوره بالحزن واليأس في تلك اللحظة، وقال: ” حينها علمت أن لا خيار لدي، وأنا الآن بلا جنسية ولا يوجد لدي مكان لأذهب إليه”.

ولم يكن لدى القنطار أي وسيلة ليخرج من مأزقه سوى هاتفه المحمول، لذا بدأ الاتصال بجميع القنوات الرسمية وأرسل رسائل عبر البريد الإلكتروني لوكالات اللاجئين والمنظمات غير الحكومية والسفارات في البلدان التي قد تساعده.

ثم حين لم ينفع كل ذلك، لجأ القنطار إلى موقع تويتر، وبدأ ينشر عن قصة حياته في المطار، وأحدث عاصفة إعلامية، وسرعان ما كانت أول مقابلة كندية له مع برنامج ” As It Happens” في أبريل من عام 2018.

حينها شرح القنطار قصته، وقال بعد أن انتهى من الأمر: ” وجدت هدفي في الحياة، رويت قصتي وقصة شعبي، ولا يهم ماذا سيحدث بعد الآن، كنت فخوراً بما فعلته”.

لكن خلف ذلك كان هناك صمت كبير، وحزن وخجل لأنه على حد تعبيره، كان الابن الأكبر لعائلته ولم يتمكن من مساعدتهم في أي شيء.

لكن مجموعة من المتطوعين، برئاسة لوري كوبر من ويسلر، بريتش كولومبيا، تعرفت على محنة القنطار وقررت مساعدته.

وأطلقت كوبر على نفسها لقب ” أم القنطار الكندية”، وحشدت الأموال من أجله وساعدته من أجل الانتقال إلى نظام اللجوء الكندي، وضغطت على الحكومة ونسقت مع المسافرين الجويين من جميع أنحاء العالم لإمداده بالطعام والمال والماء ريثما تنتهي محنته.

وقال القنطار عن تلك المساعدات: ” لقد أعادوا إيماني بالإنسانية”.

تعاون سكان ويسلر مع قضية القنطار وعرضت جمعية المسلمين رعايته كلاجئ في كندا.

وقد أتى عملهم ثماره عندما تفاوضت الحكومة الكندية ومحامي عينته كوبر بهدوء على إطلاق سراح القنطار والسماح له باللجوء في كندا.

وهو الآن مقيم دائم في أبوتسفورد، بريتش كولومبيا، حيث يدافع عن اللاجئين الآخرين.

اقرأ أيضاً: قرار بترحيل لاجئ مصري من كندا بسبب توجهاته السياسية

اللجوء في كندا .. رعاية اللاجئين عن طريق مجموعات الخمسة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!