بالأحضان و الدموع: عائلة كندية تلم شمل عائلة سورية إكراما لروح ابنها

اندفع اللاجئ السوري عبد الناصر الخطيب، البالغ من العمر 32 عاماً، إلى أحضان والدته فاطمة أبو سلوى في مطار ريجينا، التي لم تر ابنها الأصغر منذ حوالي أربع سنوات.

وذلك عندما تركوه مع زوجته وأولاده في الأردن في أوائل عام 2016 واستقر معظم أفراد عائلته في كندا كلاجئين برعاية الحكومة.

اليوم، ينضم إلى أمه وأختين وشقيقين وأزواجهم وأطفالهم.

وفي المطار، شهدت عائلة شاب من ريجينا – جيريمي كامبل – لم الشمل مع دموع الفرح والحزن.

حيث كان جيريمي، 25 عامًا، شخصا مغامرًا يسافر دوما حول العالم. وتوفي في يوليو 2018 أثناء زيارته للينابيع الساخنة في شمال اليابان. حينها انزلق، وأصيب في رأسه وغرق في المياه.

وعرض الأصدقاء جمع الأموال لنقل جثة جيريمي إلى كندا لدفنها، لكن عائلة كامبل قررت استخدام هذه الأموال لرعاية عائلة لاجئة سورية.

وقال كل من الأخوين الأكبر سنا لجيريمي، ستيفاني وزاك، أن لم شمل الأسرة وإعطائها فرصة في حياة جديدة كانت طريقة مناسبة لتكريم روح أخاهم.

في عام 2013، أجبرت الحرب السورية عائلة الخطيب على الفرار من منزلها في محافظة درعا الجنوبية.

حيث عبروا الحدود إلى الأردن ثم توزعوا، إما في مخيم الزعتري للاجئين أو للبحث عن عمل في مدن مختلفة.

وفي أوائل عام 2016، انتقل 13 منهم إلى ريجينا – بمن فيهم شقيقان وعائلاتهم وأختهم وأمهم – من بين أول 25 ألف لاجئ سوري يتم قبولهم في كندا من خلال رعاية حكومية.

ولكن تركوا شقيقهم الأصغر وراءهم، عبد الناصر.

ويقول قصي الأخ الأكبر، أن والدته كثيراً ما كانا تبكي على وضع ابنها.

حيث عانت من نوبة قلبية العام الماضي.

وفي أوائل عام 2018، تجمعت ست كنائس في ريجينا لتشكيل لجنة لرعاية عبد الناصر، لكن المجموعة احتاجت إلى 36 ألف دولار ولم تجمع أي أموال بعد.

ثم، حصلت على مكالمة هاتفية من عائلة جيريمي.

حيث جمعت لهم الأسرة 23.453 دولار في غضون شهرين.

وجمعت الكنائس اللوثرية بقية الأموال وبدأت عملية الرعاية من خلال برنامج الإغاثة اللوثري العالمي الكندي.

وانضمت أخت جيريمي، ستيفاني، ووالدته، شيلي رانكين، إلى لجنة التسوية وساعدت في ملئ المنزل الذي استأجروه لعبد الناصر بالأثاث والطعام والملابس.