أخبارهجرة ولجوء

صدمة أسرتين سوريتين بعد رفض طلب لجوءهم إلى كندا.. وكيف ضاعت أموالهم

كندا بالعربي : تحطمت آمال أسرتين لاجئتين من سوريا بعد أن تم رفض طلب اللجوء الخاص بهما إلى مدينة غويلف Guelph.

وقد كانت هاتان العائلتان، وربما ثلاث عائلات أخرى، على وشك الانتهاء من أوراق اللجوء الخاصة بهم خلال عملية استغرقت ثلاث سنوات تقريباً للوصول إلى غويلف بموجب برنامج الرعاية الخاصة للاجئين التابع للحكومة الفيدرالية الكندية، والذي يبحث عن منظمة محلية في كندا لتقوم برعاية مقدم طلب لجوء.

وكانت عائلتا رجوة كيالي وسعد يوسف قد خرجتا من سوريا بسبب الحرب التي أصابت البلاد، وانتقلوا بعدها إلى الخليج ومن ثم أراد كلاهما المجيء إلى غويلف.

وفي سبيل ذلك تم تقديم الطلبات ومقابلتهما في السفارات الكندية الموجودة في المناطق التي يعيشوا فيها حالياً، وقد تم جمع الأموال من قبل أسرهم وأصدقائهم لمساعدتهم في تغطية التكاليف المطلوبة.

وتم إرسال الأموال إلى شخص سيقوم برعايتهما في غويلف، وخضع جميع أفراد الأسرتين إلى فحوص طبية وهي إحدى الخطوات النهائية التي يقوم بها طالبو اللجوء قبل السماح لهم بالمجيء إلى كندا، ولكن يبدو أن حلمهم لن يتحقق.

حيث فشل الراعي لهم في غويلف في تقديم دليل للحكومة الفيدرالية لإثبات أن الأموال الموجودة معه لمساعدتهم في الحياة في كندا، وتم رفض طلبهم، وكانت هذه الصدمة الكبيرة لأفراد هذه العائلات.

وقالت كيالي التي تعيش مع زوجها وطفليها في الإمارات العربية المتحدة حالياً عبر البريد الإلكتروني: “اعتقدنا أن كندا ستكون بداية جيدة بالنسبة لنا، وشعرنا بألم كبير عندما علمنا أن طلبنا تم رفضه بهذه الطريقة”.

قرار بترحيل امرأة وطفليها من كندا بعد رفض طلب لجوءها وقبول طلب لجوء زوجها

ترحيل عائلة من كندا بعد رفض طلب اللجوء

عائلة سعد يوسف وزوجته وطفليه لهما قصة مماثلة.

وهم يعيشون حاليا في بلد مختلف بعد فرارهم من سوريا التي مزقتها الحرب، ويفضلون عدم ذكر مكان إقامتهم.

تواصلت العائلتان مع GuelphToday بعد رؤية قصة عن كفيلهما في Guelph وقيام بافتتاح أعمال تجارية جديدة.

حيث يقول يوسف وكيالي إن الرجل، ولاء علاف، لم يقم بإعادة آلاف الدولارات التي قاموا بجمعها من أجل طلب اللجوء.

وقال يوسف: “أخبرني صديق لي عن كيفية مساعدة هذا الشخص “ولاء علاف” للاجئين السوريين في العثور على منزل جديد، والمشكلة الوحيدة أنه لم يكن لديه ما يكفي من المال كي يرعانا، لذلك بدأ صديقي في جمع الأموال”.

وقدم يوسف نسخة من المستندات التي تبين أن الأموال اللازمة لإعادة توطينه كانت في مرحلة ما في حساب اتئماني في  Royal Bank في  Downtown Guelph، كما قدمت كيالي نسخاً من المسودات البنكية التي تبين أن أموال أسرتها قد تم إرسالها أيضًا إلى علاف.

وقال يوسف: “لم يقدم الراعي المسؤول عنهم المعلومات المطلوبة، ولست مقتنعاً بأنه ما يزال يملك أموالنا من أجل تلبية المتطلبات وإثبات أن لدينا موارد مالية كافية للانتقال إلى كندا”.

ماذا حدث لأموالهم؟

إذاً ماذا حدث لأموالهم؟ وكيف سارت الأمور بشكل خاطئ مع عائلتي كيالي ويوسف إضافة إلى ثلاث عائلات أخرى لم يريدوا الكشف عن هويتهم؟

أولاً ، يقول علاف أن البنك “أغلق جميع الحسابات المتعلقة بمواطنين من بلدان معينة” ، بما في ذلك سوريا ، على الرغم من أن الأموال كانت موجودة في البنك لعدة أشهر، وللتأكد من ذلك اتصلت Guelph Today بالبنك، وقالت RBC Canada  لا يمكننا مناقشة التفاصيل المطلوبة لهذا الموقف بالذات بسبب سياسات الخصوصية”.

بعد ذلك ، وعلى الرغم من أنه ربما كانت العائلات على بعد أسابيع فقط من الموافقة النهائية على طلب اللجوء، قال راعيهم علاف أنه أصبح “منهكًا” و “محبطاً” من العملية برمتها، وقال:” لم أستطع مساعدتهم، ويحق لي التراجع عن الكفالة”.

وقال علاف إنه قدم المال الذي كان معه بعد ذلك إلى صديق موثوق به وعزيز لإنشاء حسابات ائتمان لهذه العائلات في بنك آخر، وقد ادعى صديقه أنه فعل ذلك، لكن علاف قال أنه توجب على صديقه مغادرة البلاد بشكل طارئ دون تقديم دليل يثبت وجود الأموال، كما أنه لم يذكر اسم الصديق أو البنك الآخر أو طبيعة الطوارئ، ولم يكن لديه أي تفسير لسبب عدم تمكنه من الاتصال بالصديق.

اسباب رفض اللجوء الى كندا

وتابع علاف قائلاً أن هذا الصديق ما زال خارج البلاد ولا يستطيع إعادة الأموال ولم يتمكن من تزويد الحكومة بالدليل على وجود الأموال، وقال علاف إنه طلب تمديداً من الحكومة الفيدرالية لمنحه وقتاً أطول للحصول على دليل على الحساب الجديد ، لكنه لم يمنح سوى فترة قصيرة واحدة.

وبدورها قالت الحكومة الفيدرالية، على الأقل في قضية يوسف، أنه تم منح علاف ثلاثة تمديدات، بلغ مجموعها ستة أسابيع، كما أن الرعاية الخاصة مسموح بها فقط من خلال المنظمات المعتمدة.

وقال علاف لـ Guelph Today. “أنا أساعد الكثير من الناس  على المجيء إلى كندا، لكن لا ولن أستطيع المساعدة كثيراً … فلا شيء مضمون”.

من هو علاف؟

لاجئ سوري سابق، يتمتع بسمعة قوية ورائعة في غويلف بسبب عمله الذي قام به لمساعدة أسر اللاجئين الأخرى على القدوم إلى كندا والإقامة هنا.

وقال لـ Guelph Today إنه رعى “ما لا يقل عن 10 عائلات” وساعد عدداً لا يحصى من الأشخاص الآخرين، بمن فيهم امرأة كونغولية جاءت مؤخراً إلى كندا مع طفل مصاب بمرض خطير.

ساعد في تنظيم حدث كتاب للأطفال السوريين في غويلف، وأنتج سلسلة من مقاطع الفيديو باللغة العربية لمساعدة اللاجئين على التكيف مع كندا، كما تواجد في المطار ليستقبل العائلات عند وصولهم.

وعندما افتتح هو وشريكه مطعم شاورما جي في شارع سبيدفالي العام الماضي، كان يوظف لاجئين سوريين على وجه الحصر.

وقد قال علاف أنه يشعر “بالسوء الشديد” بشأن ما حدث مع هذه العائلات وأنه سيعمل على سداد الأموال التي أرسلتها العائلات، كما أنه  دفع بالفعل لعائلة كيالي معظم الأموال التي أرسلتها، في حين أن عائلة يوسف كانت مستحقاتها أكثر من 20.000 دولاراً ولم يتم سدادها بالكامل لكنه يعمل على ذلك، أما بالنسبة للعائلات التي لم تكشف عن هويتها فقام أيضاً بسداد كامل مستحقاتها.

طلب اللجوء من خارج كندا

ترحيل نحو  900 طالب لجوء من كندا

وقد قام يوسف وكيالي بتزويد Guelph Today برسائل نصية ورسائل صوتية قام علاف بإرسالها لهما، وقال علاف أنه يعمل الآن على البحث للعثور على رعاة جدد للعائلات وقد تكون هناك كنيسة في كيتشنر مهتمة، وطُلب منه تقديم دليل على اهتمام تلك الكنيسة بأمر هذه العائلات، لكنه لم يفعل ذلك حتى الآن.

وقال كيالي ويوسف إنهما قد يتصلان بالشرطة المحلية إذا لم يستردوا كل أموالهم التي قاموا بدفعها، وأخبرت المتحدثة باسم الهجرة واللاجئين والمواطنة في كندا بياتريس فينون Guelph Today أن اللاجئين المكفولين من القطاع الخاص لا يحتاجون إلى دفع تكاليف رعايتهم “ويجب ألا يُطلب منهم أبداً تحويل الأموال إلى كفيل في كندا كجزء من طلبهم أو مقابل تقديم طلب تطبيق”.

وقالت: “الكفيل في كندا مسؤول عن توفير الأموال لدعم اللاجئين في كندا لمدة عام أو حتى يصبحوا مكتفين ذاتياً”، كما يوجد لدى الحكومة الفيدرالية تحذيراً على صفحة معلومات رعاية اللاجئين تخبر اللاجئين بالانتباه إلى ضرورة عدم إرسال الأموال لأحد على الإطلاق.

أما عن رأي جانيت دنش والتي هي المديرة التنفيذية للمجلس الكندي للاجئين ، وهي منظمة وطنية غير ربحية تركز على حقوق اللاجئين والمهاجرين فقالت: “لقد كان ما حدث مصدر قلق كبير لمنظمتنا وأعضائنا” ، حيث تم رفض الطلبات في اللحظة الأخيرة دون أي خطأ من جانبهم، ولكن للأسف هذا الأمر يحدث مع الكثير من اللاجئين الذين يثقون في أشخاص لا يستحقون هذه الثقة على الإطلاق”.

وقالت دنش: “إن إنهاء العمل فجأة دون العودة إلى الشخص صاحب العلاقة أمر مدمر للغاية، فعندما يقومون بتمزيق الطلب، لا يوجد أي اعتبار للتأثير الذي سيحدث على الأشخاص الأبرياء والذين هم ضحايا لنوع من سوء المعاملة أو الإهمال ، أيا كانت الحالة”.

ندى علي اليمنيه وطريقة لجوءها الى كندا

كيف تكفل أقاربك لمساعدتهم في الهجرة إلى كندا؟

لا تزال عائلتا كيالي ويوسف يأملان في المجيء إلى كندا في يوم من الأيام، لكنهما يواجهان الآن مهمة شاقة تتمثل في العثور على كفيل ومال لبدء العملية مجدداً، حيث أن فرصة لجوئهم بدون راعي جديد فرصة ضعيفة جداً.

وقال كيالي: “إن جوهر المسألة الآن لا يتعلق بكمية الأموال المتبقية (المستحقة) لنا، ولكن حول حلمنا وحلم أطفالنا”.

canada news 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!