هجرة ولجوء

لماذا يعد نظام الهجرة في كندا أحد أفضل أنظمة الهجرة في العالم

كندا بالعربي: تعاني البلدان في جميع أنحاء العالم الغربي من انخفاض عدد المواليد وازدياد عدد سكانها المتقدمين في السن، سواء أكان هذا الأمر في اليابان أو ألمانيا أو أستراليا أو النمسا، لذا تطلب هذه البلدان باستمرار المزيد من المهاجرين للمساعدة في تعويض الآثار الاقتصادية السلبية الناتجة عن انخفاض أعداد المواليد.

ومع ذلك هناك مخاوف من أن الترحيب بالمهاجرين قد يؤذي الاقتصاد الوطني لهذه البلدان، وذلك لأن القادمين الجدد قد يسيطرون على الوظائف بدلا من العمال المحليين، كما يعتمد المهاجرون بشكل كبير على الخدمات الاجتماعية إضافة إلى عدم توافق عاداتهم وتقاليدهم مع عادات وتقاليد الغرب، الأمر الذي قد يشكل تهديداً على الثقافة الغربية، إضافة إلى الخوف المستمر من الهجرة غير الشرعية والتي لها انعكاسات أمنية أيضاً.

وفي المقابل وعلى الرغم من وجود بعض المخاوف لدى الكنديين من الهجرة، إلا أن الاستطلاعات تظهر أن 80 في المائة من الكنديين يعتقدون أن الهجرة جيدة جداً للاقتصاد الوطني لهم، وفي نفس الوقت أظهرت الاستطلاعات أيضاً أن الكنديين يرغبون في الحفاظ على مستوى معين من أعداد المهاجرين، كما أظهرت بعض الآراء وجود رغبة في تقليل أعداد المهاجرين بعض الشيء.

وفي عام 2019 قدمت الأحزاب الكندية جميعها وعوداً للمهاجرين بزيادة أعدادهم خلال الأعوام القادمة، ويأتي هذا الدعم  للهجرة في كندا إلى عوامل مختلفة تاريخية وجغرافية وسياسية وغيرها.

فما هي الأسباب التي تجعل كندا تتفوق على الجميع في مجال الهجرة؟

1- تاريخياً:

كندا لديها تاريخ طويل مع الهجرة، فبغض النظر عن الشعوب الأصلية في البلاد، فإن كل الكنديين من المهاجرين أو من عائلات مهاجرة، لذا فقد تمكنت كندا من استيعاب أعداد مستمرة من المهاجرين من خلفيات مختلفة وثقافات وأديان مختلفة.

وعلى الرغم من أن التاريخ الكندي كان متعصباً في كثير من الأحيان، لكن البلاد أصبحت أكثر انفتاحاً على هذا التنوع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي الآن من أكثر المجتمعات تنوعاَ في الثقافة على مستوى العالم.

2- جغرافياً:

على عكس الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول الغربية الأخرى التي تعاني بشكل مستمر من تدفقات هجرة غير شرعية، فإن جغرافية كندا تجعلها أكثر عزلة الأمر الذي يعني أنها قادرة على ممارسة رقابة صارمة على الأشخاص الذين يدخلون حدودها.

وعلى الرغم من ذلك ازدادت الهجرة غير الشرعية إلى كندا الأمر الذي قلل من ثقة المواطنين في نظام الهجرة إلى حد كبير جداً، ومع ذلك يقال أن نظام الهجرة في كندا لا يزال تحت السيطرة الأمر الذي يقلل من مخاوف المواطنين بشأن المهاجرين الذين يشكلون مخاطر أمنية على البلاد.

3- السياسة العامة في كندا:

يوجد في كندا أكثر من 80 مساراً للهجرة الاقتصادية بحيث يمكن للمهاجرين ذوي المهارات المتنوعة الاستفادة من هذه المسارات، كما تستثمر كندا أيضاً أكثر من 1.5 مليار دولاراً سنوياً لدعم خدمات استيطان المهاجرين، ولمساعدة المهاجرين على الاندماج اقتصادياً واجتماعياً في كندا.

4- الأحزاب السياسية في كندا:

يميل أغلب المهاجرين في كندا إلى الإقامة في أكبر مدن البلاد مثل تورونتو ومونتريال وكالجاري وفانكوفر، لذا تعمل الأحزاب السياسية في هذه المدن على تقديم الكثير من السياسيات الجيدة للمهاجرين، وبما أن كندا ترحب بالمزيد من المهاجرين، فإن تأثير المهاجرين سيكون أفضل على السياسيين في كندا لاسيما في حملاتهم الانتخابية.

كيف يمكن أن تحافظ كندا على مكانتها بين جميع البلدان الداعمة للهجرة؟

يجب على كندا أن تستمر في تحسين مستوى المعيشة، وتحقيق توازن بين السكان الكنديين والمهاجرين، وضمان أن تبقى حدود البلاد آمنة، كما يجب أيضاً أن تعمل كندا على تحسين سياسات الهجرة لضمان استمرار الهجرة والاستفادة منها في خدمة المصلحة العامة للبلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!