أونتاريو

كندا: يوم سعيد يتحول إلى كابوس بسبب حادثة عنصرية واتهامات كاذبة تعرض لها لاجئان

اخبار كندا – ألقى زوجان لاجئان باللوم على العنصرية بسبب الطريقة التي عاملهم بها موظفو البيع بالتجزئة في وولمارت والشرطة وحتى نظام العدالة، وذلك في حادثة وصفوها بأنها مزقت أسرهم.

حيث كان محمد.ب وزوجته أم كلثوم في متجر وولمارت الواقع على طريق Bridgeport E في واترلو، أونتاريو، برفقة ابنهما البالغ من العمر عامين، وذلك في يوليو الماضي من أجل التسوق قبل حلول عيد الأضحى.

وحين كان محمد وأسرته يمرحون سوية ويتبادلون المزاح والعناق في القسم الخاص بمنتجات العناية بالشعر، تحول ذلك اليوم السعيد إلى كابوس في غضون بضع ثوان، حيث اقترب منهما أحد المارة واتهم الزوج بخنق زوجته، وسرعان ما تحدث إلى موظفي المتجر الذين اتصلوا بدورهم بالشرطة.

حرصت CBC على عدم ذكر الاسم الأخير لمحمد، وهو طالب لجوء من اليمين، حفاظاً على سلامته الجسدية وخصوصيته مستقبلاً إلى جانب خصوصية أفراد أسرته، أما زوجته فليس لديها أحد من أسرتها في كندا.

بعد حضور الشرطة بقيت الزوجة وابنها وحيدين في ساحة انتظار السيارات الخاصة بوولمارت، وهي لا تتكلم اللغة الإنجليزية ولا تعرف كيف تقود السيارة، إلى أن عثر عليها أحد السكان واتصل بتحالف النساء المسلمات في كيتشنر واترلو طلباً للمساعدة.

بعد خمسة أيام من اعتقال محمد، تواصلت الشرطة مع زوجته، وكشفت وثائق المحكمة أنها أخبرت الضباط أنها لم تتعرض للاعتداء وكانت تبتسم في ذلك الوقت وتتبادل المزاح مع زوجها، وهو ما لم يستطع المارة رؤيته لأنها كانت ترتدي حجاباً يغطي جزءاً من وجهها.

وأضافت أنها عادت إلى الشرطة ووكيل النيابة عدة مرات لإيضاح وجهة نظرها من القصة، لكن ذلك لم يحدث فرقاً.

وفي بيان قالت: ” شعرت أنهم تجاهلوني تماماً، وأنني عوملت بشكل غير عادل بسبب هويتي كامرأة مسلمة وبسبب طريقة ملابسي”.

من جهته قال محمد إن أمر المحكمة منعه من مقابلة أسرته لمدة ستة أشهر، وشعر أن لا خيار أمامه سوى الإمضاء على تعهد سلام كي ينتهي كل ذلك، وفي نفس اليوم سُحبت تهمة الاعتداء.

وأضاف محمد: ” لم يصدقنا أحد، نشعر بالظلم وبالتجاهل”.

إلى جانب ذلك، أكد متحدث باسم شرطة واترلو لقناة CBC أن الضباط استجابوا لتقرير في ذلك اليوم مقدم من قبل مواطن، يفيد بوقوع اعتداء محلي في Bridgeport Walmart في 12 يوليو 2021.

كما قالت الشرطة إن الضباط حققوا في الحادثة وكان لديهم أسباب لاعتقال الرجل بتهمة الاعتداء على زوجته، لكن عندما سُئلوا عن دليل بالفيديو من المتجر قالت الشرطة إنه لم يكن هناك مقطع فيديو في الممر المذكور حيث وقع الحادث.

ولم تقدم الشرطة مزيداً من التفاصيل حول التحقيق، لكنها أكدت أن مراجعة داخلية كاملة للحادث قد بدأت بعد تلقيها شكوى من ائتلاف النساء المسلمات كيتشنر واترلو حول الطريقة التي عوملت بها الزوجة بعد اعتقال زوجها.

كذلك قال المتحدث باسم الشرطة في بيان عبر البريد الإلكتروني: “تقر دائرة شرطة واترلو الإقليمية بأنها لم تتعامل بالشكل الأمثل مع الضحية، بما في ذلك ضمان توفير وسائل النقل المناسبة للضحية، ونأسف لعدم اكتمال الدعم المناسب للضحايا، ونحن نعتذر بصدق”.

كما أكد أن الضباط المتورطين تلقوا تثقيفاً حول معايير دعم الضحايا.

من جهتها، صرحت وولمارت: “الاحترام هو قيمة أساسية في وولمارت كندا ونحن لا نتغاضى عن أي سلوك يتعارض مع هذه القيمة، بما في ذلك العنصرية والتمييز”.

رأى محامي العائلة زكاري الخطيب أنه من غير المعتاد ألا يكون لشهادة موكله تأثير على العملية القانونية مع الشرطة والنيابة، كما حدث مع زوجة محمد.

وقال إنه كان بإمكان الشرطة إسقاط الاتهام وإصدار تحذير فقط، أو كان بإمكان المدعي العام سحب التهمة أو وقفها عند سماعه أن الزوجة لم تصب بأذى ولم تكن تشعر بأنها في خطر.

أضاف الخطيب أنه على الرغم من أن الشرطة والمدعي العام كانا يتصرفان في نطاق سلطتهما، فإنه يتساءل عما إذا كانت النتيجة ستكون مختلفة بالنسبة لعائلة أخرى.

وقال لـ CBC: “أعتقد أن هذه القضية كانت ستسير بطريقة مختلفة تماماً إذا كان كلا الزوجين يتحدث الإنجليزية بطلاقة وكان لهما مظهر جسدي مختلف”.

وبينما لم يصف الخطيب الحادث بالعنصرية المنهجية، قال إن ذلك يمكن أن يحدث عندما يمارس الناس قدراتهم على اتخاذ القرار في نطاق سلطتهم، لكنهم يفعلون ذلك بطريقة قد لا يفعلونها مع شخص آخر.

ورفض متحدث باسم وزارة المدعي العام طلب التعليق نيابة عن المدعي العام.

وقالت الوزارة في رسالة بالبريد الإلكتروني: “يتم تقييم القرار على أساس كل حالة على حدة حسب طبيعة الجريمة ووقائع القضية وظروف الشخص المتهم”.

انضم المجلس الوطني للمسلمين الكنديين (NCCM) وائتلاف النساء المسلمات كيتشنر واترلو إلى محمد، بالقرب من موقع وولمارت أواخر الشهر الماضي للتحدث عما حدث للأسرة.

وقالت فاطمة عبد الله منسقة الاتصالات بالمجلس: “لم تكن الشرطة، ولا النيابة العامة أو الأشخاص الذين يعملون في وولمارت في ذلك اليوم هم من اهتموا بالاستماع إلى كلمات امرأة مسلمة، لقد تحدثوا جميعاً باسمها، لقد وصفوها بأنها ضحية ليس لها صوت، بينما ألقوا بها جانبا”.

وأضافت أن الوضع برمته هو تذكير صارخ برهاب الإسلام المؤسسي الذي انتشر في المجتمع.

اقرأ أيضاً: كندا: عائلة تطلب التفسير بعد تعرض رضيعهم لكسر في ساقه داخل أحد المستشفيات

قرار بترحيل أسرة مصرية تعيش في كندا منذ 5 سنوات ولديهم طفل يحمل الجنسية الكندية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!