أخبار

“قد ينتقل قريبا إلى البشر”.. علماء يحذرون من نوع آخر من الفيروسات الموجودة في القردة

دعا الباحثون إلى الحذر في دراسة جديدة تحدد مجموعة غامضة من الفيروسات التي تسبب أعراضا شبيهة بالإيبولا لدى بعض القرود، محذرين من أن أحد هذه الفيروسات قد ينتقل قريبا إلى البشر.

بحسب الباحثين فإن حمى القرود النزفية -وهو فيروس شرياني مستوطن بالفعل في الرئيسيات (هي رتبة من طائفة الثدييات) الأفريقية البرية ويؤثر في الغالب على قرود المكاك- قد يكون لديه القدرة على أن يكون بمثابة جدري القردة التالي أو حتى فيروس نقص المناعة البشرية التالي في المستقبل.

وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن أي إصابات بشرية بهذه الفيروسات، إلا أن الخبراء يحذرون من أننا يجب أن نراقبها الآن.

ووفقا لـ Sara Sawyer، أستاذة البيولوجيا الجزيئية والخلوية في جامعة كولورادو، وكبيرة مؤلفي الدراسة، في بيان صحفي: “اكتَشف هذا الفيروس الحيواني كيفية الوصول إلى الخلايا البشرية، وكيفية مضاعفة أعداده، والهروب من بعض آليات المناعة المهمة التي نتوقعها لحمايتنا من فيروس حيواني، وهذا أمر نادر جدا”.

الدراسة التي نُشرت الأسبوع الماضي في المجلة العلمية Cell، تبحث في كيفية استخدام حمى القردة النزفية (SHFV) لمستقبل خلوي معين لإصابة الخلايا المستهدفة – وهو مستقبل موجود في الخلايا البشرية أيضا.

ويسبب فيروس SHFV مرضا مميتا بين مستعمرات المكاك، مع أعراض نزيف داخلي وحمى تشبه الإيبولا، وفي كثير من الأحيان، يؤدي SHFV إلى وفاة قرود المكاك المصابة.

ووجد الباحثون أن SHFV يستخدم مستقبلا خلويا محددا يسمى CD163 لإصابة القرود، وتظهر الأبحاث أن الرئيسيات التي لديها اختلافات في هذا المستقبل تكون في بعض الأحيان أقل عرضة للإصابة بفيروس SHFV، مما يدل على أهمية هذا المستقبل.

وقد أدرك الباحثون أن جميع البروتينات الللازمة لتكاثر فيروس SHFV داخل الجسم المضيف كانت موجودة في الخلايا البشرية أيضا.

ومن أجل اختبار ما إذا كان الفيروس يمكن أن يصيب الإنسان بشكل عملي، أجروا سلسلة من التجارب المعملية مع مجموعة من الحمض النووي للقرد، بما في ذلك الحمض النووي البشري، ووجدوا أن فيروس SHFV كان قادرا على دخول الخلايا البشرية باستخدام النسخة البشرية من CD163.

وقد أطلقت الدراسة على هذا الاكتشاف “العقبة الأولى للانتشار الناجح للبشر”.

كما أضاف الباحثون فيروس SHFV إلى العديد من سلالات الخلايا البشرية ووجدوا أن SHFV يمكن أن يتكاثر باستخدام البروتينات البشرية، وهو ما يتجاوز مجرد القدرة على دخول الخلايا.

ويوجد المستقبل CD163 في الخلايا النخاعية حصريا مثل الخلايا الوحيدة والبلاعم، وكلاهما نوع من خلايا الدم البيضاء، حيث تلعب خلايا الدم البيضاء دورا كبيرا في المناعة اللانوعية، حيث تساعد في حماية أجسامنا من العدوى، وفي حال تأثرت هذه الخلايا بفيروس، فقد تكون العواقب وخيمة.

هل هذا يعني أن فيروس SHFV سوف يكتسح البشر، ويسبب الموت والدمار؟

ليس بعد – من المهم أن نتذكر أنه لم تكن هناك حالات قفز لهذا الفيروس من الحيوانات إلى البشر، ويؤكد مؤلفو الدراسة أنه لا يوجد جائحة في الأفق في هذه المرحلة.

لكنهم يقولون إنه من المقلق أن هذا الفيروس يمتلك على ما يبدو العديد من الأدوات اللازمة لبدء إصابة البشر.

ووفقا لـ Cody Warren، الأستاذ المساعد في كلية الطب البيطري بجامعة ولاية أوهايو والمؤلف الأول للدراسة: “أوجه التشابه عميقة بين هذا الفيروس وفيروسات القرد التي أدت إلى انتشار جائحة فيروس نقص المناعة البشرية”.

فقد كان سلف فيروس نقص المناعة البشرية هو فيروس نقص المناعة القردي (SIV)، الذي انتقل لأول مرة من القردة الأفريقية إلى القردة في وقت ما بين 1884 و1924،.وعندما تحور الفيروس، تحول في النهاية إلى الفيروس المدمر الذي نعرفه الآن باسم فيروس نقص المناعة البشرية.

ليس هناك ما يضمن أن فيروس SHFV سيصبح تهديدا للبشر على الإطلاق، لأن بعض الفيروسات التي أثبتت قدرتها المخبرية على القفز إلى البشر لم تفعل ذلك مطلقا، ويقول الباحثون إنه بغض النظر عن هذا الفيروس، فإن المزيد من الأوبئة قادمة في المستقبل، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لرصد التهديدات.

ويوضح الباحثون أن “فيروس كورونا هو مجرد أحدث حلقة في سلسلة طويلة من العدوى المنتقلة من الحيوانات إلى البشر، والتي تحول بعضها إلى كوارث عالمية”، و”أملنا هو أنه من خلال زيادة الوعي بالفيروسات التي يجب أن نبحث عنها، يمكننا المضي قدما في ذلك، حتى إذا بدأت العدوى البشرية في الحدوث، فنحن نتعامل معها بسرعة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!