أخبارمال و أعمال

ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي ينشر الألم حول العالم

يتشارك الناس في جميع أنحاء العالم تقريبا نفس الشكوى، وهي أن ارتفاع الدولار الأمريكي يجعل عملاتهم المحلية أضعف، مما يساهم في ارتفاع أسعار السلع والخدمات اليومية، وهذا يؤدي إلى تفاقم الضائقة المالية في وقت تواجه فيه العائلات أزمة غذاء وطاقة مرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا.

ووفقا لـ Eswar Prasad أستاذ السياسات التجارية في جامعة Cornell، فإن الدولار القوي يزيد من سوء الأوضاع في بقية العالم، ويشعر العديد من الاقتصاديين بالقلق من أن الارتفاع الحاد في قيمة الدولار يزيد من احتمالية حدوث ركود عالمي في وقت ما من العام المقبل.

وقد ارتفع الدولار بنسبة 18 في المئة هذا العام، ووفقا لمؤشر الدولار الأمريكي ICE -الذي يقيس الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية- فقد سجل الدولار الشهر الماضي أعلى مستوى له في 20 عاما.

علما أن أسباب ارتفاع الدولار ليست غامضة، فبهدف مكافحة التضخم المرتفع في الولايات المتحدة، قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة القياسي قصير الأجل خمس مرات هذا العام، ويشير المجلس إلى احتمال حدوث المزيد من الزيادات، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع معدلات الفائدة على مجموعة واسعة من سندات الحكومة والشركات الأمريكية، مما أدى إلى جذب المستثمرين ورفع قيمة العملة الأمريكية.

وعند المقارنة، نجد أن معظم العملات الأخرى أضعف بكثير، خاصة العملات في البلدان الفقيرة، فقد انخفضت الروبية الهندية بنحو 10 في المئة هذا العام مقابل الدولار، والجنيه المصري أكثر من 25 في المئة، والليرة التركية 28 في المئة.

أما بالنسبة للدول الغنية، فهي ليست محصّنة أيضا، فقد كانت تميل نحو الركود وسط ارتفاع أسعار الطاقة، حيث أصبحت قيمة الدولار أعلى من قيمة اليورو لأول مرة منذ 20 عاما، وانخفضت قيمة الجنيه البريطاني بنسبة 18 في المئة عن العام الماضي.

وفي العادة، تستفيد البلدان من انخفاض قيمة العملات، لأنها تجعل منتجاتها أرخص وأكثر قدرة على المنافسة في الخارج، ولكن في الوقت الحالي، فإن أي مكسب من ارتفاع الصادرات يكون ضعيفا لأن النمو الاقتصادي يتداعى في كل مكان تقريبا.

فيما يلي بعض الطرق التي يتسبب من خلالها ارتفاع الدولار بالألم في الخارج:

  • يجعل واردات البلدان الأخرى أكثر تكلفة، مما يزيد من الضغوط التضخمية الحالية.
  • يضغط على الشركات والمستهلكين والحكومات التي تقترض بالدولار، والسبب أن هناك حاجة إلى مزيد من العملة المحلية للتحويل إلى دولارات عند سداد مدفوعات القروض.
  • يجبر البنوك المركزية في البلدان الأخرى على رفع أسعار الفائدة لمحاولة دعم عملاتها ومنع الأموال من الخروج خارج حدودها، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يُضعف النمو الاقتصادي ويزيد من البطالة.

ووفقا لـ Ariane Curtis من معهد أبحاث Capital Economics البريطاني: “إن ارتفاع قيمة الدولار هو خبر سيئ للاقتصاد العالمي، وهذا سبب آخر لتوقعنا أن يسقط الاقتصاد العالمي في حالة ركود العام المقبل.

ومن هنا نرى أن ارتفاع قيمة الدولار في عام 2022 مؤلم بشكل فريد، فهو يضيف إلى الضغوط التضخمية العالمية في وقت كانت الأسعار ترتفع فيه بالفعل، نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا وفيروس كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!