العالم

حقائق صادمة عن حادثة غرق “أدريانا” الذي يحمل مئات المهاجرين بسواحل اليونان

كان يمكن لليونان تفادي وفاة مئات المهاجرين

أجرت صحيفة أمريكية تحقيقاً استقصائياً استند إلى صور أقمار اصطناعية ووثائق وشهود وإشارات لاسلكية أظهرت نتائجه إنه كان يمكن تفادي حجم الوفيات في قارب المهاجرين “أدريانا” الذي غرق قبالة اليونان.

وذكرت “نيويورك تايمز” التي أجرت التحقيق أن الحكومة اليونانية لم تتعامل مع وضعية القارب بوصفها عملية إنقاذ، حيث أرسلت فريقا من وحدة العمليات الخاصة لخفر السواحل للتعامل مع القارب، وأن قبطان خفر السواحل اليوناني أعطى السلطات قرصا مضغوطا يحتوي على تسجيلات فيديو للقارب.

من جهته، قال المتحدث باسم وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي إن قيادة الوكالة كانت على علم بوضع القارب، مؤكدا أنها أرسلت طلب مساعدة إلى إيطاليا قبل ساعات من غرقه.

وفي مقابلة أخرى أجرتها “رويترز” على نحو منفصل مع ناجين من كارثة غرق القارب قد أدلوا بشهاداتهم واتهموا فيها خفر السواحل اليوناني بالتسبب في انقلاب قاربهم بعد محاولة فاشلة لسحب القارب المكدس بحمولة زائدة.

ووفقا للأدلة التي اطلعت عليها “رويترز”، ورد الحديث عن محاولة كارثية من خفر السواحل لسحب القارب في 6 من أصل 9 إفادات لناجين قدموها لمسؤولين في القضاء اليوناني مكلفين بالتحقيق في أسباب المأساة.

وقال أحد الناجين طلب عدم الكشف عن اسمه خوفاً من انتقام السلطات اليونانية إنه ومهاجرين آخرين على متن القارب “أدريانا” الذي تعطل في طريقه إلى إيطاليا، صرخوا قائلين “توقفوا!” بعد أن ربط قارب خفر السواحل اليوناني حبلا بقارب المهاجرين وبدأ بقطره مع زيادة السرعة، مضيفاً أن قارب المهاجرين أخذ يميل يمينا ويسارا ثم انقلب، “وبدأ الناس يسقطون فوق بعضهم.. كانوا يصرخون، ويُغرقون بعضهم البعض.. وقع ذلك في الليل وكانت هناك أمواج.. كان الأمر مرعبا“. تابع أحد الناجين

هذا وتتعارض أقوال الشهود الستة مع التصريحات العلنية لخفر السواحل والحكومة في اليونان اللذين نفيا أي محاولة لسحب القارب، وقالا إنه انقلب عندما كان خفر السواحل يبعد عنه بنحو 70 مترا.

وبعد يوم واحد، عدل خفر السواحل تصريحاته، وقال إن قاربه ربط حبلا بقارب المهاجرين لمساعدته على الاقتراب كي يتواصلوا معه. ونفى أنه حاول في وقت لاحق قطر القارب قائلا إنه أبقى على مسافة بينهما.

يذكر أن قارب الصيد “أدريانا” قد انقلب وغرق على بعد 47 ميلا إلى الجنوب الغربي من بيلوس في شبه جزيرة بيلوبونيز (جنوبي اليونان)، في المياه الدولية التي تقع ضمن اختصاص سلطة البحث والإنقاذ في اليونان، وكان يحمل ما بين 400 و750 مهاجرا، معظمهم من سوريا ومصر وباكستان، حيث نجا منهم 104 فقط وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!