أخبارأونتاريو

طالبو اللجوء ينامون على أرصفة تورنتو الساخنة وسط نقص التمويل

يأتون إلى كندا على أمل تحسين أوضاعهم، ولكنهم يُفاجأون بالواقع

وصلت معركة التمويل المستمرة بين تورنتو والحكومة الفيدرالية إلى نقطة الغليان، حيث تُرك طالبو اللجوء ينتظرون أحيانا لأسابيع خارج مركز إحالة في المدينة، للعثور على مأوى.

حوالي ثلث الأشخاص الذين يقيمون في نظام المأوى في تورنتو هم من اللاجئين، وكانت مسألة الحصول على تمويل فيدرالي لإيوائهم مشكلة لقادة المدينة المتعاقبين.

وتمتلئ ملاجئ المدينة بشكل كامل، وقد غيرت تورنتو مؤخرا سياستها فيما يتعلق بطالبي اللجوء، بإحالتهم إلى الحكومة الفيدرالية بدلا من دفع تكاليف أماكن إيوائهم، وكانت النتيجة أن بقي هؤلاء الأشخاص في شوارع تورنتو، حيث تُركوا ينتظرون تحت أشعة الشمس الحارقة أو المطر.

وكان قد حاول كل من العمدة السابق جون توري ونائبة العمدة جينيفر ماكيلفي، لعدة أشهر الحصول على تمويل من الحكومة الفيدرالية لإيواء طالبي اللجوء، ولكن فشل كلاهما، وتتعهد عمدة المدينة الجديدة أوليفيا تشاو بالنجاح في الحصول على هذا التمويل.

وقالت تشاو “الحكومة الفيدرالية لا تدفع سنتا واحدا مقابل إيواء اللاجئين”، ويبدو أنها متفائلة بأن يأتي مسؤولو الحكومة ويجلسوا على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل، ولم تذكر تشاو كيف ستحقق هذه النتائج على وجه التحديد.

ما مدى خطورة الوضع؟

قال متحدث باسم إدارة المأوى والدعم والإسكان في تورنتو (SSHA) في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنه في عام 2022، أصدر مجلس المدينة توجيهات بتشكيل نظام مخصص لإيواء اللاجئين.

وجاء في الرسالة “يحتوي هذا النظام على 2000 مأوى وهو ممتلئ حاليا، ولتلبية الطلب المستمر، تم أيضا قبول طالبي اللجوء في نظام المأوى الأساسي، ويوجد حاليا ألف لاجئ إضافي في هذا النظام”.

وقالت SSHA إن حجم اللاجئين غير الحاصلين على مأوى “كان (ولا يزال) له تأثير مباشر على كيفية رعاية المدينة لاحتياجات السكان المشردين في المدينة”.

ووفقا لـ SSHA، فإن أكثر من 35 في المئة من 9 آلاف شخص يستخدمون نظام المأوى في المدينة، هم من اللاجئين.

والآن، لم يعد يتم إسكان اللاجئين في ملاجئ غير مخصصة لهم في المدينة.

وجاء في الرسالة الإلكترونية: “كانت المدينة تأمل ألا تضطر إلى إجراء هذا التغيير، ولكن بعد أكثر من عام من طلب المساعدة التمويلية العاجلة والدعم اللوجستي، كان علينا اتخاذ قرارات صعبة”.

وقالت SSHA إن اللاجئين والمهاجرين “هم من اختصاص الحكومة الفيدرالية”، مضيفة أنه لم يتم تلقي أي أموال للمساعدة في رعايتهم منذ عام 2022.

وتابعت الرسالة الإلكترونية أن “مجلس المدينة يجتمع مع الحكومة الفيدرالية منذ أكثر من عام، ويؤكد على الحاجة إلى الحصول على تمويل عاجل ويطالب باستراتيجية طويلة الأجل ودعم لوجستي للطفرة الحالية للوافدين الجدد، وتحتاج الحكومة الفيدرالية إلى تخصيص الموارد المناسبة لضمان حصول الناس على الدعم عند وصولهم”.

وقالت SSHA إن هناك حاجة إلى “مئات الملايين” من الدولارات لدعم زيادة الوافدين الجدد الذين يصلون إلى نظام المأوى في المدينة.

وأضافت SSHA “في الوقت الحالي، يوجد لدى المدينة تمويل لدعم 500 فرد ولكنها تستخدم موارد احتياطية لدعم أكثر من 3 آلاف لاجئ يستخدمون النظام يوميا، لذا فإن تشغيل هذه المساكن غير الممولة البالغ عددها 2500 يتطلب 157 مليون دولار”.

ماذا قالت الحكومة الفيدرالية؟

قالت ميشيل كاربرت، المتحدثة باسم الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) في رسالة بريد إلكتروني، إن الحكومة “تدرك أن هذا النوع من المواقف صعب للغاية ونحن نتعاطف مع المعنيين”.

وأكدت كاربرت أن الحكومة الفيدرالية “ملتزمة بالتعاون” مع حكومات المقاطعات والبلديات “للمساعدة في تخفيف الضغوط التي تواجهها عند تقديم الدعم لطالبي اللجوء”.

وأشارت كاربرت إلى برنامج المساعدة المؤقتة للإسكان (IHAP)، قائلة إن الحكومة الفيدرالية قدمت التمويل لحكومات المقاطعات والبلديات بين عامي 2017 و2022 على أساس تقاسم التكاليف لمعالجة “ضغوط الإسكان المؤقتة غير العادية الناتجة عن زيادة عدد طالبي اللجوء”.

وجاء في الرسالة الإلكترونية “أنفقت الحكومة ما يقرب من 700 مليون دولار إجمالا، بما في ذلك ما يقرب من 215 مليون دولار لمدينة تورنتو”.

ووفقا لكاربرت، تخطط الحكومة الفيدرالية لإنفاق ما يقرب من 495 مليون دولار في 2023-24 لدعم المنظمات التي تقدم خدمات التوطين للمهاجرين واللاجئين المعاد توطينهم في أونتاريو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!