القليل من التغيير في سلوكك اليومي سيجعل هناك فرصة أكبر لتعيش فترة أطول، وذلك بحسب دراسة أمريكية مختصة بدراسة تأثير السلوك الصحي على عمر الإنسان.
وخلصت الدراسة أن هناك ثماني عادات ستوفر لك قدرا وافرا من الصحة، وستبعدك عن مخاطر الأمراض المزمنة، خصوصاً التي تأتي مع التقدم في العمر، وأكدت الدراسة أنه ليس من الضروري تغيير نمط السلوك مباشرةً، وإنما يمكن أن يحدث هذا عبر سلسلة من التغييرات اليومية البسيطة والتي تترك أثر كبير على جسم الإنسان .
مؤلف الدراسة الرئيسي “Xuan-Mai Nguyen” المتخصص في العلوم الصحية قال لبرنامج المليون المخضرم في VA Boston Healthcare System: “هناك فترة 20 عاماً يمكنك فيها إجراء هذه التغييرات سواء قمت بذلك بشكل تدريجي أو دفعة واحدة”.
العادات الثمانية هي العبارات التي تسمعها بشكل معتاد : (مارس الرياضة، واتبع نظاماً غذائياً صحياً، وقلل من التوتر، احصل على قسط وفير من النوم، وقم بتعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية، ولا تدخن ولا تشرب كثيراً ولا تصبح مدمناً على المواد المخدرة).
وأضاف نجوين: “كلما كان التغيير مبكراً كانت النتائج أفضل، ولكن حتى لو أجريت تغييراً بسيطاً في الأربعينيات أو الخمسينيات أو الستينيات من العمر، فسيكون له أثر ايجابي جداً”.
وعرضت نتائج الدراسة يوم الاثنين في Nutrition 2023 في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للتغذية، وقد استطلعت الدراسة سلوكيات نمط الحياة لما يقرب من 720,000 من المحاربين العسكريين القدماء الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 99.
وجميع المحاربين كانوا جزءً من برنامج Million Veteran، وهي دراسة مصممة للتحقيق في صحة وعافية قدامى المحاربين الأمريكيين.
وقال نجوين أن إضافة سلوك صحي واحد فقط إلى حياة الرجل في سن الأربعين يعطي فرصة لعيش 4.5 سنوات إضافية من الحياة.
واظهرت الدراسة أن تبني عادة واحدة يزيد فرص العيش بمقدار ٧ سنوات، في حين أدى تبني ثلاث عادات إلى إطالة عمر الرجال بمقدار 8.6 سنة. ومع ارتفاع عدد التغييرات الإضافية في نمط الحياة، ارتفعت أيضاً الفوائد التي تعود على الرجال، مما يضيف ما يقرب من ربع قرن من الحياة الإضافية.
وقال نجوين أن النساء شهدن قفزات هائلة في العمر أيضاً، على الرغم من أن الأرقام تضاعفت بشكل مختلف عن الرجال. وأدى تبني سلوك صحي واحد فقط إلى إضافة 3.5 سنوات إلى حياة المرأة، في حين أن أضافة عادتين أضاف للعمر ثماني سنوات وثلاث سنوات أضافت بمقدار 12.6 سنة، واعتناق جميع العادات الصحية أدى إلى إطالة عمر المرأة بمقدار 22.6 سنة.
بعد تعديل العمر، ومؤشر كتلة الجسم، والجنس، والعرق، والحالة الاجتماعية، ومستوى التعليم، ومستوى دخل الأسرة، وجدت الدراسة “انخفاضاً نسبياً بنسبة 87 في المائة في الوفيات لأولئك الذين تبنوا جميع عوامل نمط الحياة الثمانية مقارنةً بالذين لم يتبنوا أياً منها”.
وقال كبير مؤلفي الدراسة والباحث الرائد في مجال التغذية الدكتور “والتر ويليت”، أستاذ علم الأوبئة والتغذية في كلية “هارفارد تي إتش تشان” للصحة العامة وأستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد: “كانت إحدى نقاط القوة المهمة لهذا التحليل أن السكان كانوا متنوعين للغاية حسب العرق والوضع الاجتماعي والاقتصادي”.
وصنفت اختيارات أسلوب الحياة حسب الآتي:
رقم 1:
التمارين الرياضية أحد أهم السلوكيات التي يمكن لأي شخص القيام بها لتحسين صحته.
السلوك الصحي الواحد أدى إلى انخفاض بنسبة 46 في المائة في خطر الوفاة من أي سبب بالمقارنة مع أولئك الذين لم يمارسوا الرياضة.
وأظهرت الدراسة أنك لست مضطراً لممارسة الرياضات القوية، على الرغم من كون الأنشطة الأكثر قوة والتي تسبب لك فقدان أنفاسك هي الأفضل.
رقم 2:
عدم الإدمان على المواد المخدرة قلل من خطر الموت المبكر بنسبة 38 في المائة.
رقم 3:
عدم التدخين قلل من خطر الوفاة بنسبة 29 في المائة، فالتوقف عن التدخين في أي مرحلة من الحياة يعود بفوائد صحية كبيرة.
رقم 4:
التحكم في التوتر، خفض نسبة الوفيات المبكرة بمقدار 22 في المائة، فالإجهاد له عواقب وخيمة على الصحة، وهناك طرق لتجديد نظرتك وتحويل التوتر السيئ إلى ضغوط جيدة.
رقم 5:
تناول نظام غذائي نباتي من شأنه أن يزيد من فرصك في العيش حياة أطول بنسبة 21 في المائة.
ليس من الضروري أن تصبح نباتياً بالكامل ولكن يمكن اتباع نظام غذائي غني بالنباتات مثل نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي المليء بالحبوب الكاملة والخضروات الورقية.
رقم 6:
الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية أو عدم تناول ما يزيد عن أربعة كؤوس قلل من خطر الموت بنسبة 19 في المائةفقط، كونها تسبب عدم انتظام ضربات القلب أو ما يدعى بالرجفان الأذيني، مما يعزز الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
رقم 7:
الحصول على قسط جيد من النوم ليلاً ،الذي يُعرَّف بأنه ما لا يقل عن سبع إلى تسع ساعات في الليلة، بدون أرق يقلل الوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 18 في المائة.
رقم 8:
وجدت الدراسة أن كونك محاط بعلاقات اجتماعية إيجابية يساعد على إطالة العمر بنسبة 5 في المائة.
وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين عانوا من العزلة الاجتماعية لديهم خطر أعلى بنسبة 32 في المائة للوفاة مبكراً لأي سبب مقارنة بأولئك الذين لم يكونوا معزولين اجتماعياً.
إقرأ أيضاً:
