أخبارسياحة و سفر

تقرير: السياحة الكندية تتراجع مرة أخرى بعد الانتعاش الذي تبع رفع قيود الوباء

توصل تقرير جديد إلى أن قطاع السياحة الكندي يتراجع مرة أخرى، بعد الانتعاش السريع عندما تم رفع قيود الوباء.

على مدى السنوات الثلاث الماضية، كانت صناعة السياحة تحاول العودة إلى أرقام ما قبل الوباء، ومع ذلك، وجد تقرير جديد صادر عن بنك TD أن وتيرة التعافي بدأت في التباطؤ هذا العام.

ويقول التقرير، الذي يحمل عنوان “طريق بطيء لتعافي الإنفاق السياحي الكندي“، إن التباطؤ يرجع إلى التحديات المالية في كندا مثل ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ سوق العمل وتباطؤ السياحة الأوسع نطاقا محليا ودوليا.

وبحسب التقرير، فإن هذا التباطؤ يعني أن التعافي الكامل سيستغرق وقتا، حيث من غير المتوقع أن يصل النشاط السياحي وإنفاق المسافرين إلى المستويات السابقة حتى عام 2025.

النشاط السياحي الدولي

يقول خبراء الاقتصاد إن البيانات المتاحة تظهر أن نشاط السياحة المحلية شهد انخفاضا أكثر اعتدالا خلال بداية الوباء، وتعافى بشكل أسرع من السياحة الدولية.

فمنذ بداية هذا العام وحتى مايو، زاد عدد المسافرين الدوليين إلى كندا من 2.11 مليون إلى 2.25 مليون، وهذا مشابه لمتوسط 2011-15، ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم أقل بنسبة 20 في المئة من ذروة ما قبل الجائحة.

وفي حين أن السياحة الداخلية شهدت تعافيا أسرع بعد الوباء، إلا أن تأخر تعافي السياحة الدولية يمثل نقطة ضعف رئيسية في طريق الانتعاش.

ووفقا للتقرير، فإنه في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، كان عدد الزوار الصينيين لكندا أقل بنسبة 80 في المئة من المستوى خلال نفس الفترة من عام 2019، ويعكس هذا جزئيا، التوترات بين البلدين.

ومع ذلك، تضاعف عدد الزائرين من الهند مقارنة بأعداد ما قبل الوباء.

التباينات الإقليمية

يسلط التقرير الضوء أيضا على أنماط انتعاش السياحة المختلفة عبر المقاطعات، حيث تفوقت المقاطعات الأطلسية الكندية قليلا على بقية البلاد.

وتتصدر نوفا سكوشا معدلات الانتعاش السياحي باعتبارها المقاطعة الوحيدة التي تجاوزت أرقام السياحة الدولية في فترة ما قبل الوباء، حيث شهدت زيادة بنسبة 15 في المئة، وتأتي كيبيك في المرتبة الثانية حيث أن انتعاش السياحة فيها “يتحرك بوتيرة أسرع من بقية كندا.

وتتفوق السياحة في غرب كندا على أجزاء أخرى من البلاد أيضا، حيث وصلت ألبرتا وبريتش كولومبيا إلى 11 في المئة و13 في المئة دون مستويات ما قبل الوباء على التوالي، وكان نقص العمالة من أبرز التحديات التي تواجه كلا المقاطعتين، مما قد يعيق القدرة على تلبية متطلبات موسم الذروة السياحي.

ومن ناحية أخرى، تأخرت ساسكاتشوان عندما يتعلق الأمر بالسفر الدولي، حيث تراجعت السياحة بنسبة 40 في المئة من متوسط عام 2019.

ويقرأ التقرير: “شهدت ساسكاتشوان أيضا توقف بعض خطوط الطيران المحلية والدولية من قبل شركات الطيران الكبرى”.

وانخفضت السياحة الدولية في أونتاريو بنسبة 24 في المئة عن مستويات ما قبل الوباء، ووفقا للتقرير، فإن التحديات في أونتاريو هي هيكلية، بما في ذلك “قضايا التوظيف”.

الإنفاق السياحي

يذكر التقرير أنه عد تعديل الإنفاق بالنسبة للتضخم، نجد أنه ظل ثابتا نسبيا بالنسبة للسياح، وهو أمر إيجابي لصُنّاع السياحة.

ففي الربع الأول من عام 2023، وصل الإنفاق على السياحة المحلية إلى ما يقرب من 90 في المئة من مستويات ما قبل الجائحة، مقارنة بنسبة 80 في المئة للزوار الدوليين.

وفي الربع الثاني، كان الإنفاق متشابها، ومع ذلك، فإن هذا يعني أن الأرقام كانت أقل بنسبة 13 في المئة مما كانت عليه في نفس الفترة قبل انتشار الوباء.

ويتوقع التقرير أن الإنفاق لن يصل إلى مستويات ما قبل الجائحة حتى عام 2025، بسبب العديد من التحديات الاقتصادية.

وبالنسبة للكنديين، فإن سوق العمل غير مستقر، ومن المتوقع أن “يفقد قدرا كبيرا من القوة” بحلول النصف الثاني من هذا العام، بحسب توقعات الاقتصاديين في TD.

وفي الوقت نفسه، قد تعني أسعار الفائدة المرتفعة التي أعلنها بنك كندا أن الكنديين يركزون أكثر على سداد مدفوعات الديون أكثر من إنفاقها على السياحة المحلية.

وأخيرا، يمكن أن تؤثر الاتجاهات الاقتصادية في الولايات المتحدة أيضا على سوق السياحة الكندي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!