إن الرؤية التي كشفت عنها الحكومة الكندية مؤخرا لما تعتبره مجموعة شاملة من فوائد طب الأسنان تشبه إلى حد كبير التغطية التأمينية النموذجية، بما في ذلك بطاقة تعريف المرضى التي سيسلمونها في عيادة طبيب الأسنان.
لكن المدافعين عن الصناعة يقولون إن البرنامج الجديد ليس هو نفس التغطية التأمينية التي يحصل عليها الكنديون عادة من أصحاب العمل.
وقال الدكتور Brock Nicolucci، رئيس جمعية طب الأسنان في أونتاريو: “لا أريد أن يعتقد الناس أنه برنامج مجاني”.
وأضاف “ليس لدينا أي تفاصيل بعد، وإذا بدأ الناس في التخلي عن تأمين أسنانهم الذي عملوا بجد من أجله، فسأشعر بالاستياء الشديد من الناس”.
ومن المقرر أن يبدأ البرنامج الفيدرالي في قبول طلبات التسجيل هذا الشهر من كبار السن المؤهلين الذين تزيد أعمارهم عن 87 عاما، وستتوسع أهلية التسجيل ببطء على مدار العام المقبل لتشمل جميع كبار السن والأطفال دون سن 18 عاما والأشخاص ذوي الإعاقة.
وقد تم تطوير البرنامج بناء على طلب الحزب الديمقراطي الجديد كجزء من اتفاق سياسي لتأمين دعم حزب المعارضة للحكومة في الأصوات الرئيسية.
وهذه الخطة مخصصة للأشخاص ذوي الدخل المنخفض والمتوسط الذين ليس لديهم بالفعل إمكانية الوصول إلى التأمين.
وأشار Nicolucci إلى أن هذا البرنامج ليست خطة تأمين، بل هو إعانة تقدمها الحكومة للكنديين الذين لا يستطيعون الحصول على الرعاية”.
وقال الدكتور Carlos Quinonez، نائب العميد ومدير كلية طب الأسنان في جامعة ويسترن في لندن بأونتاريو، إن هناك فرصة لأن يختار كبار السن التوقف عن دفع تكاليف التأمين الخاص لصالح البرنامج الحكومي بدلا من ذلك.
وأضاف Quinonez: “لن أسمي ذلك مصدر قلق، لكن هناك مشكلة حقيقية”.
وكان قد وجد استطلاع أجرته هيئة الإحصاء الكندية عام 2022 أن 32.5 في المئة من كبار السن لديهم تأمين خاص على الأسنان، والذي يدفعونه إما بأنفسهم أو يحصلون عليه من خلال صاحب العمل، وأوضح Quinonez أن ذلك يمثل جزءا صغيرا إلى حد ما من سوق تأمين الطرف الثالث، وغالبا ما لا تكون التغطية الخاصة قوية مثل برامج أصحاب العمل.
ويأمل Nicolucci ألا يتخلى الناس عن تغطيتهم الشخصية بحثا عن الرعاية التي تمولها الحكومة، على الأقل حتى تصبح معايير البرنامج الجديد أكثر وضوحا.
وستسمح الخطة للمرضى الذين يقل دخل أسرهم السنوي عن 70 ألف دولار بتجنب دفع تكاليف خدمات طب الأسنان، في حين أن أولئك الذين يتراوح دخلهم بين 70 ألف دولار و90 ألف دولار سيتحملون ما بين 40 و60 في المئة من التكاليف.
وليس من الواضح بعد التكلفة التي يتحملها المرضى، حيث لم يطلع أطباء الأسنان بعد على القائمة الكاملة للمزايا التي سيتم تغطيتها أو المبلغ الذي تخطط الحكومة لدفعه مقابل كل خدمة.
وقال Robert Wolanski رئيس جمعية طب الأسنان في بريتش كولومبيا، إن هذا البرنامج، الذي يسمى برنامج المزايا الصحية غير المؤمن عليها، لديه بعض الاختلافات الواضحة عن برنامج تأمين صاحب العمل من حيث معايير الأهلية والعبء الإداري لمرضى ومقدمي الرعاية الصحية الفموية.
وأوضح أن بعض أطباء الأسنان تجنبوا المرضى الذين يشكلون جزءا من برنامج تأمين صاحب العمل خوفا من الكم الهائل من الأوراق التي يتطلبها.
ويقول مسؤولو وزارة الصحة الكندية إنهم تعلموا من تلك التجربة، وقال وزير الصحة مارك هولاند يوم الاثنين إن إشراك مقدمي الرعاية الصحية للفم أمر أساسي.
وأضاف هولاند: “أعتقد أننا أجرينا محادثات مثمرة للغاية على هذا الأساس ولذا فأنا متفائل للغاية بأنه سيكون هناك استيعاب قوي للغاية”.
ولا يعرف أطباء الأسنان حتى الآن كيف ستختلف تجارب المرضى عند وصولهم إلى العيادة لأن الحكومة الفيدرالية لم تنشر هذه التفاصيل بعد.
لكن Wolanski قال إنه من المهم أن يتذكر الناس أنه على عكس برنامج التأمين الخاص، سيتعين على الأشخاص إعادة التأهل للتغطية كل عام.
وأوضح Wolanski أنه: “لكي تكون مؤهلا، عليك أن تستوفي معايير معينة فيما يتعلق بدخلك، وهذا غير موجود في التأمين الخاص”.
وبموجب البرنامج الحكومي الجديد، يمكن أن تتغير أهلية المرضى وتكاليفهم من سنة إلى أخرى حسب دخلهم.
ومن المتوقع أن يتم توضيح تفاصيل البرنامج قبل مايو 2024، وهو الموعد المتوقع أن تبدأ فيه المجموعة الأولى من أعضاء الخطة في القدرة على المطالبة بخدمات طب الأسنان من خلال الخطة الحكومية.
