لماذا تتزايد حالات الإصابة بالبكتيريا العقدية القاتلة والغازية في كندا وخارجها؟

شهدت كندا والعديد من البلدان الأخرى ارتفاعاً في حالات الإصابة بعدوى المكورات العقدية A، وهي شكل خطير من عدوى المكورات العقدية التي يمكن أن تنتشر إلى مجرى الدم أو الأنسجة العميقة.

وقد أصيب كولن هانتر بالتهاب الحلق والحمى في الربيع الماضي، وبعد أسبوع، بدأ يشعر بألم في إصبعه الأوسط الأيمن بعد تعبئة الصناديق الكرتونية وتفريغها، وبحلول المساء، كان الإصبع منتفخاً وأسود اللون.

وقد ذهب هانتر إلى المستشفى، حيث أجرى الأطباء بعض الاختبارات وتوصلوا إلى تشخيص مفاجئ، لقد كان مصاباً بعدوى بكتيرية A.

وانتهى الأمر بهانتر بقضاء خمسة أيام في المستشفى على المضادات الحيوية عن طريق الوريد، وقال الأطباء إن العدوى كانت تنتشر عبر مجرى الدم، وقد تكون مهددة للحياة.

و تعافى هانتر تماماً، لكنه يدرك مدى خطورة الوضع لو لم يطلب المساعدة الطبية على الفور.

وقد شهدت كندا ارتفاعاً حاداً في حالات العدوى العقدية سريعة الانتشار والمميتة (iGAS) في عام 2023، حيث بلغ عدد الوفيات العشرات، بما في ذلك عشرة أطفال على الأقل، كما أبلغت بلدان أخرى، مثل المملكة المتحدة واليابان، عن زيادات ملحوظة.

و لا تزال أسباب هذا الارتفاع غير واضحة، لكن هناك بعض العوامل المحتملة، مثل التغييرات في الأنماط أو البيئة أو المناعة.

وقالت الدكتورة جنيفر جوثري، الأستاذة المساعدة في علم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة ويسترن في لندن، “ربما أصبح فهم ذلك أكثر إلحاحاً في الآونة الأخيرة مع ارتفاع الإصابات.”

كما أن الشكل الغازي من عدوى المكورات العقدية هو الأكثر خطورة، حيث يمكن أن تنتشر البكتيريا إلى أي جزء من الجسم، و قال مايكل جونسون، الأستاذ المشارك في قسم علم الأحياء المناعي بجامعة أريزونا، “إنها مثل الطريق السريع إلى الجسم كله.”

و تنتشر عائلة البكتيريا العقدية المسببة للأمراض بسهولة في الأماكن التي يتجمع فيها الناس، مثل مرافق الرعاية طويلة الأجل ونظام المأوى، و تنتقل البكتيريا من خلال الاتصال الوثيق، مثل الجروح المفتوحة أو رذاذ الجهاز التنفسي.

وقال الدكتور إيفان ينج، طبيب الأمراض المعدية في شبكة مستشفيات Mackenzie Health شمال تورونتو : ” إن السفر العالمي قد يكون عاملاً إضافياً، نظراً للارتفاع الهائل في السياحة الدولية، الذي لوحظ في السنوات العشرين التي سبقت الوباء.

حيث أن المجموعة العقدية A هي عائلة متنوعة من البكتيريا، تضم مئات الأنواع الفرعية، و تميل بعض الأنواع الفرعية إلى الانتشار في أوقات معينة من العام، وقد ترتبط بأنواع مختلفة من الأمراض.

و أدت القيود الصحية العامة التي فرضت لمكافحة جائحة COVID-19 إلى انخفاض ملحوظ في انتشار العديد من الأمراض المعدية الأخرى.

على سبيل المثال، اختفت الأنفلونزا تقريباً في جميع أنحاء العالم في عام 2020، وانخفضت حالات الإصابة بالتهاب السحايا العقدي، وهي عدوى خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الموت، بنسبة 50 إلى 60٪ في الولايات المتحدة.

و تعتقد الدكتورة Allison McGeer أن لقاحاً ضد المجموعة العقدية A أمر ضروري، حيث يمكن أن تسبب العدوى المرض بسرعة كبيرة حتى للأشخاص الأصحاء.

و يحاول الباحثون منذ عقود تطوير لقاح ناجح ضد هذه البكتيريا، ولكن هناك تحديات كبيرة أمام طرحه في السوق.

يأمل العلماء في تطوير لقاح ضد البكتيريا العقدية A، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من البحث والدعم المالي.

في غضون ذلك، من المتوقع أن تنخفض معدلات الإصابة بالبكتيريا العقدية A، ولكن الأشكال الغازية من المرض ستظل نادرة.

• “اقرأ أيضاً”:

• الصحة الكندية تعلن عن استدعاء نوع من التوت المجمد في أونتاريو بسبب البكتيريا المهددة للحياة