أخبار

هل الهجرة المتزايدة هي السبب وراء انخفاض جودة الحياة بالنسبة للمواطن الكندي؟

كندا بالعربي: الهجرة إلى المدن الكندية هي أمر جميل بالفعل، ولكن هل هذا التطور الكبير في المدن انعكس سلباً على الريف الكندي؟ حيث يمكننا أن نرى الآن في المدن الكثير من الجامعات الحديثة، المجهزة بالكثير من التقنيات الحديثة في الوقت الذي لا تملك فيه المدارس الريفية مجهر.

ويمكن للمهاجرين الجدد رؤية هذا الاختلاف الكبير بين المدن والريف الكندي، حيث يقوم سكان الريف بتربية أطفالهم ورعايتهم ليكبروا وينتقلوا إلى إدمونتون أو فانكوفر، ولا يعودوا بعدها إطلاقاً إلى الريف، ولكن هذا الأمر مبرراً لهم، فحين لا يتمكن المزارع من كسب لقمة عيشه عن طريق الزراعة، فإنه وعلى الرغم من محبته الشديدة للريف سيضطر للمغادرة بحثاً عن حياة أفضل له ولعائلته.

وقام بنك Goldman Sachs بإصدار ملف وثائقي عن التغييرات الكبيرة في الحياة بين المدن والريف، وكان من ضمن هذه المقارنة أن الحياة في المدن تحتاج إلى كميات كبيرة من الأسس لاستمرار الحياة فيها، فهي تحتاج إلى كهرباء بشكل دائم، وإلى غاز للتدفئة بشكل دائم، إضافة إلى أهمية توافر وسائل النقل و الإمدادات الثابتة من الأغذية، وإذا حدث نقص في أي جانب من هذه الجوانب فقد نرى سكان المدن يتجهون نحو الريف ليتمكنوا من البحث عن لقمة عيشهم هناك، لكنهم في نفس الوقت يفتقرون إلى المهارات اللازمة للحياة ضمن الريف.

وانتقالاً إلى واقع النمو السكاني في كندا، فيجب الانتباه إلى أن كندا لا تملك مساحة كبيرة للغاية تمكنها من استقبال الملايين من السكان، لأننا إذا أردنا أن نأخذ الحجم الفعلي لمدن كندا الكبرى، سيكون الحجم الكلي أقل من العديد من الدول الأوروبية، وهذا السبب الذي يجعل الجميع يسأل عن سبب استمرار الحكومة في جلب المزيد من كبار السن إلى كندا تحت شعار” لم شمل الأسرة”.

وفي النهاية سيؤدي هذا الجلب العشوائي للسكان خسارة كبيرة في القدرة على تحمل تكاليف السكن وتأثيراً على رفع الأجور، إضافة إلى ضغط أكبر على وسائل النقل والمدارس والمستشفيات، وبالتالي ستنخفض جودة الحياة بالنسبة للمواطن الكندي العادي، وهذا الأمر لا يبشر بالخير على الإطلاق.

وإذا كانت الحكومة الكندية مهتمة فعلاً بالمناخ، فعليها تعيين مستويات معينة للهجرة، وبدلاً من بضع مدن ضخمة يمكن أن يكون لدينا العديد من المدن ذات الحجم المتوسط التي تصلح للعيش خارج إطار هذه المدن، بهدف رفع جودة الحياة في كندا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!