أخبار

ارتفاع حالات الطلاق في كندا خلال وباء كورونا.. وتوقعات بالمزيد

اخبار كندا – بعد أشهر من التفكير في الطلاق، انفصلت جوليا “اسم مستعار” وزوجها في 1 مايو.

قالت السيدة البالغة من العمر 40 عاما من أوتاوا إن شريكها السابق كان يفكر في ما إذا كان على استعداد للعمل على استمرار زواجهما قبل تفشي فيروس كورونا.

لكن مع ضغط الوباء، وبينما كانا يعملان كعاملين في الخطوط الأمامية بالإضافة إلى الدراسة لثلاثة أطفال في المنزل، أوضحوا أن زواجهما الذي استمر 16 عاما من الصعب استمراره.

حيث أصبحت علاقتهما أكثر صعوبة مع استمرار الوباء.

ذكر العديد من المحامين أن هناك زيادة في عدد الأزواج الذين يسعون إلى الطلاق، كما ستكون هناك زيادة كبيرة في مستويات الطلاق في كندا عندما تفتح المحاكم، وفقا لجلوبال نيوز.

في حين أنه ليس من المفاجئ أن يتسبب الإجهاد الناتج عن الوباء في انهيار بعض العلاقات، إلا أن هناك تحديات جديدة تواجه إجراءات الطلاق مع استمرار إغلاق المحاكم، ونقل الشهادات عبر الإنترنت.

تقول جوليا إنها تريد الطلاق، إلا أنها وشريكها السابق بحاجة إلى الاستمرار في العيش معا، لأنهما عاملان في الخطوط الأمامية ولا يرغبان في نقل العدوى إلى أسر أخرى، مما سيزيد من الضغط العصبى.

ولن يتم إنهاء طلاقهم حتى العام المقبل حيث لا تزال محاكم أونتاريو مغلقة أمام المسائل غير العاجلة.

اقرأ أيضا: كم سيكلفك الطلاق في كندا فعليا هذا العام

تقول ليزا بخشي، محامية في Dhillon Law، وهي شركة في ميسيساجا بأونتاريو، إنها رصدت ارتفاعا في حالات الطلاق في الشهرين الماضيين، بالإضافة إلى زيادة في المكالمات لطرح أسئلة حول الطلاق بشكل عام.

وتابعت: “لقد أثر الوباء بالتأكيد على علاقات الأزواج داخل المنزل، خاصة إذا كان على الطرفين العمل من المنزل”.

وأضافت أن العديد من العائلات لا تمتلك منزل كبير لكي يتمكن أفراد العائلة من أخذ مساحة من بعضها البعض، حيث أجبر الوباء الأزواج على قضاء الوقت معا بشكل أكبر.

وأوضحت أن مشكلات الصحة النفسية التي تتفاقم أثناء الوباء ومشاعر العزلة مع علاقة سيئة في الأساس يمكن أن تخلق أيضا بيئة مهيأة للطلاق.

كما قال رون شولمان، محامي في تورنتو ومؤسس شركة Shulman & Partners LLP، إن الوضع الاقتصادي السيء للأسرة يساهم أيضا على ارتفاع معدلات الطلاق.

موضحا أن وباء COVID-19 أثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي للعديد من العائلات مع فقدان الناس لوظائفهم  وشركاتهم، مما ساعد على خلق بيئة مناسبة للطلاق.

وأشار شولمان إلى أن شركته شهدت زيادة بنسبة 40 في المائة في الاستفسارات حول الطلاق منذ بدء الوباء.

ولكن لا يقع اللوم مباشرة على وباء كورونا حيث قال شولمان إن معظم هؤلاء الأزواج علاقتهم هشة، ولكن مع أزمة COVID-19 وكل ما تلاها، تضخم كل شيء بشكل ملحوظ وهذا السبب وراء زيادة عدد العملاء الذين يتصلون بشركة المحاماة.

اقرأ أيضا: 4 أشياء يمكن أن تفسد عملية رعاية الزوج في كندا

تحديات جديدة في محاكم الطلاق عبر الإنترنت

قال شولمان إن الأزواج الذين قرروا الطلاق خلال أزمة كورونا يواجهون مجموعة من التحديات الجديدة في الإجراءات التي تتجاوز الطلاق نفسه.

حيث لفت إلى أن  نظام المحاكم بشكل عام، كان فوق طاقته حتى قبل الوباء، والآن زاد الضغط بشكل أكبر بسبب إغلاق المحاكم وإعادة فتحها ببطء، مما يخلق تراكم أعداد كبيرة من الأزواح الذين يضطرون إلى الانتظار.

حتى قبل كوفيد19 غالبا ما يتم تأجيل مسائل الطلاق إلى تواريخ لاحقة.

وأوضح أن غالبية القضايا التي تم التعامل معها على الفور تتعلق بأمور الأطفال والحضانة، بالإضافة إلى مخاوف العنف المنزلي.

قال دونالد بيكر، محامي في Baker and Baker Family Law في تورنتو، إن قدرة النظام القانوني على التكيف مع الانتقال عبر الإنترنت لم تكن خالية من العديد من العقبات.

وأضاف بيكر أن الوباء أجبر النظام القانوني على الابتكار، ولكن ببطء.

وتابع: “إذا لم تتمكن من رؤية الشخص داخل قاعة المحكمة  فلن تتمكن من معرفة الوضع الحقيقي للأمر والجوانب النفسية التي تدور حول الأطفال”، مشيرا إلى أن جودة الحجج والأدلة سيئة جدا عبر الإنترنت.

ذكرت ليزا أن الوباء أثر أيضا على رؤية العملاء لأطفالهم، فإذا كان الزوجان يعيشان في منزلين منفصلين، فسيتمتع الوالد الذي يعيش مع الأطفال بميزة الوقت الذي يقضيه مع الأطفال، خاصة في ذروة الوباء مع منع الأسر من الاختلاط.

وأوضحت أن المحكمة لا تعتبر أن الأمر عاجلا إذا لم يكن الطفل في خطر.

يتم تأجيل القضايا الجديدة على وجه الخصوص أو إعادة جدولتها لأنها ليست الأولوية الرئيسية للنظام القانوني، حيث يتم التعامل مع القضايا الأكثر إلحاحا مثل القضايا الجنائية أولا.

مع هذه التأخيرات، توصي ليزا أولئك الذين يفكرون في الطلاق بإجراء بحث واستشارة محام قبل المضي قدما في الإجراءات وطلب المساعدة من المتخصصين في الصحة النفسية.

اقرأ أيضا: دراسة: الأطفال فوق سن العاشرة ينقلون فيروس كورونا مثل البالغين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!