اخبار كندا- اعتذرت قاضية محكمة كيبيك التي رفضت النظر في قضية امرأة من مونتريال لأنها كانت ترتدي الحجاب أخيراً عن الحادث بعد أكثر من خمس سنوات على وقوعه.
في جلسة استماع على الإنترنت لمجلس القضاء في كيبيك يوم الثلاثاء، قرأ أحد محامي المجلس اعتذار القاضية إليانا مارينغو إلى السيدة رانيا العلول.
وقالت مارينغو في بيانها إنها أقرت بخطئها في مطالبة العالول بخلع حجابها، وأنها تأسف لأي إزعاج وأنها لم تقصد أبداً أي إهانة أو عدم احترام.
تطرقت مارينغو في بيانها إلى موضوع مقارنتها حجاب العلول بقبعة ونظارة شمسية يتم ارتداؤها في قاعة المحكمة.
قال مارينغو: “كان المقصود من إشارتي إلى القبعات والنظارات الشمسية ببساطة هو توضيح كيفية تطبيق قواعد اللياقة بشكل عام في قاعة المحكمة، ولم يكن المقصود بالتأكيد عدم احترامك أو احترام معتقداتك”.
وختمت بيانها بتقديم اعتذاراتها لرانيا العلول.
قرأت العلول بيانها رداً على ذلك قائلة إنها قبلت اعتذار مارينغو.
قالت العلول: ” أتذكر ذلك اليوم في قاعة المحكمة كما كان بالأمس، لم أستطع أن أتخيل أنني سأبتعد عن نظام العدالة بسبب حجابي، وأن حقوقي ستسحب بسبب معتقداتي”.
وأضافت: ” آمل أنها تدرك الألم الذي سببته لي، ولماذا من المهم للغاية بالنسبة لها أن تحاسب على أفعالها، فنظام العدالة لدينا لا يطبق على البعض دون الآخر، بل هو يرتكز على الديمقراطية، حيث يجب معاملة الجميع بالتساوي أمام القانون “.
وقالت: “أنا أقبل اعتذارها فهذا ما يعلمني إيماني”.
-لم ترتد الملابس المناسبة:
يعود هذا الخلاف إلى فبراير عام 2015 عندما كانت العلول في المحكمة تحاول استعادة سيارتها المحجوزة.
قالت مارينغو للعلول في ذلك الوقت: “في رأيي، أنت لا ترتدي ملابس مناسبة”، وقالت القاضية إن المحكمة مكان علماني ولا يُسمح لأحد بارتداء الرموز الدينية.
تم تعليق القضية واستعادت العلول سيارتها في النهاية، لكن القصة تصدرت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.
قدم عشرات الأشخاص، بمن فيهم العلول، شكاوى إلى مجلس القضاء.
تم رفض شكوى العلول لكن المجلس وافق على النظر في عشرات الشكاوى الأخرى المتعلقة بالموضوع.
طعنت مارينغو في سلطة المجلس بفحص الشكاوى، كما طلبت إذناً للطعن في قرار الاستئناف الذي أصدرته محكمة كيبيك والذي وجد بالإجماع أنها كانت مخطئة في منع العلول من دخول قاعة المحكمة.
لكن في عام 2018 رفضت المحكمة العليا الاستماع إلى طعن مارينغو.
أرسل مجلس القضاء رسالة في وقت سابق من هذا الصيف إلى المشتكين، لإبلاغهم بجلسة اليوم.
وجاء في الرسالة أن “الغرض من هذه الجلسة هو دراسة اقتراح تسوية بين المدعين، بما في ذلك رسالة اعتذار من القاضية مارينغو للسيدة العلول”.
قالت المحكمة العليا إن قاضية كيبيك ليس لديها أي أساس قانوني لمطالبة المرأة بخلع الحجاب، كما أبلغ المجلس أصحاب الشكوى أنه سيتم نشر الاعتذار مقابل إسقاط التهم التأديبية ضد مارينغو.
تم اقتراح التسوية بشكل مشترك من قبل محامي مارينغو والمحامي الذي يتعامل مع العلول إلى المجلس، وقالت لجنة القضاة التي ترأست الجلسة إن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل اتخاذ قرار بشأن قبول التسوية.
