أخبار

أطباء كندا يتدربون على الاختيار بين المرضى عند تجاوز الطاقة الاستيعابية

اخبار كندا – قال الدكتور بول وارشاوسكي، مدير العناية المركزة للبالغين في مستشفى Montreal’s Jewish General: “”أريد أن أقول إننا لا نقتل المرضى وأعترض على هذا المصطلح.. نحن نقرر من سنعتني به ومن لا.. نحن لا نقتل المريض لأن المرض هو الذي يقتله”.

حيث يجري التحضير الآن في كيبيك وأونتاريو لاحتمال أن تضطر المستشفيات إلى الاختيار بين من يمكنه الوصول إلى أسرة العناية المركز ومن لا يمكنه ذلك عندما يتجاوز الطلب الطاقة الاستيعابية.

وهذا سيناريو لم يظن الأطباء أنه سيتعين عليهم مواجهته ولا يزالون يحاولون تجنبه بشدة.

قال الدكتور بيتر غولدبرغ، رئيس قسم الرعاية الحرجة في المركز الصحي بجامعة ماكجيل في مونتريال (MUHC): “إن هذا مخالف لكل ما تعلمه أي طبيب على الإطلاق”.

تأمل كيبيك في تجنب الاضطرار إلى استخدام بروتوكول الفرز الذي من شأنه أن يساعد الأطباء على تحديد المرضى الذين يجب أن يتلقوا الرعاية، ولن يتم سن مثل هذا البروتوكول إلا إذا كان الطلب على أسرة العناية المركزة في جميع أنحاء المقاطعة يتجاوز السعة العادية بنسبة 200 في المائة.

أضاف غولدبرغ إن MUHC مثل العديد من المؤسسات، قلص بالفعل العمليات الجراحية وغيرها من خدمات الرعاية الصحية.

سيبدأ الموظفون في مستشفى Royal Victoria في مونتريال ومستشفى مونتريال العام قريبا دورات لمعرفة كيفية تحديد المرضى الأنسب لتلقي الرعاية الحرجة.

مبادئ توجيهية لتجنب الوقوع في مشكلات أخلاقية

طورت كيبيك نظامها الخاص بعد أن ضرب الوباء المقاطعة في مارس الماضي، وذلك بالتشاور مع مجموعة عمل تضم أكثر من 40 خبيرا من متخصصي العناية المركزة وأطباء الطوارئ والممرضات والمحامين وعلماء الأخلاق والمرضى.

البروتوكول، الذي يحمل عنوان تحديد أولويات الوصول إلى العناية المركزة “للبالغين” في سياق الجائحة، يبلغ إجمالي صفحاته 63 صفحة ويحدد المعايير التي يجب أخذها في الاعتبار.

بشكل عام، يُنصح الأطباء بإعطاء الأولوية للمرضى الذين من المرجح أن يعيشوا إذا دخلوا العناية المركزة بالمستشفى، ويتم تقييم كل مريض بناء على المشكلات الطبية ومدى حاجته لجهاز التنفس الصناعي.

أرسلت أونتاريو، أيضا مذكرة إلى أطباء وحدة العناية المركزة يوم الأربعاء للاستعداد لتنفيذ مثل هذا البروتوكول إذا لزم الأمر.

قال مايكل وارنر، المدير الطبي للرعاية الحرجة في مستشفى Michael Garron في تورنتو: “لم أتدرب على هذا من قبل، ولكن يمكن أن نكون في هذا الموقف في غضون أسابيع”.

تهدف كيبيك وأونتاريو إلى تجنب الموقف الذي حدث في إيطاليا في الربيع، حيث اضطر الأطباء إلى حجب الرعاية في بعض الحالات بناء على عمر المريض فقط.

قالت فارديت رافيتسكي، أخصائية أخلاقيات علم الأحياء في جامعة مونتريال: “من الواضح أن هذا أمر مأساوي، ولكنه أيضا غير مقبول أخلاقيا، لأن العمر في حد ذاته ليس وسيلة لمعرفة فرصتك في البقاء على قيد الحياة”.

وأضافت أنه يجب وجود بروتوكول يسمح للأطباء بتجنب الاضطرار إلى اتخاذ قرار مؤلم من تلقاء أنفسهم في خضم الأزمة، ويضمن عدم حدوث أي شكل من أشكال التمييز.

وتابعت: “إذا وصل مريضان ونفدت الأسرة، وقمنا بكل ما في وسعنا لمحاولة نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى، يجب أن تنظر لجنة في نهاية المطاف في السجلات الطبية للمريضين لتقييم مدى حاجتهم للأسرة، وبمجرد اتخاذ القرار، سيتم إبلاغ الطبيب المعالج والفريق الطبي”.

وشددت على أن الطبيب المعالج لن يكون في اللجنة، نظرا لصعوبة بقائه على الحياد.

وأكدت: “هذه القرارات تؤلم القلب وربما تكون صادمة لجميع المعنيين، ليس فقط للعائلة، ولكن للفريق الطبي أيضا”.

تشير أحدث التوقعات من معهد البحوث الصحية في كيبيك “INESSS” إلى أن الحالات التي تدخل المستشفيات استقرت إلى حد ما بعد ارتفاعها لأكثر من شهر.

وقال المعهد إن مستشفيات مونتريال لا تزال معرضة لخطر تجاوز طاقتها الاستيعابية في غضون ثلاثة أسابيع، على الرغم من أنها لا تزال بعيدة جدا عن تجاوز السعة في وحدات العناية المركزة بنسبة 200 في المائة والتي من شأنها أن تؤدي إلى استخدام بروتوكول الفرز.

قال الدكتور بول وارشاوسكي، مدير العناية المركزة للبالغين في مستشفى Montreal’s Jewish General، إن مدينة نيويورك لديها واحد من أقوى أنظمة الرعاية الصحية في العالم، لكن مرضى كوفيد-19 كان لديهم فرصة بنسبة 15 في المائة فقط للبقاء على قيد الحياة إذا تم إدخالهم إلى وحدة العناية المركزة خلال الموجة الأولى.

وأضاف: “التفسير الوحيد المعقول لذلك هو أن المستشفيات كانت فوق طاقتها الكلية”، حيث تعرض الأطباء والممرضات لضغوط شديدة، مما أدى إلى زيادة وفيات المرضى.

على الرغم من أن كيبيك بعيدة عن مستويات كورونا في نيويورك، إلا أن العديد من مستشفيات مونتريال تفوق طاقتها الاستيعابية أو تتجه نحو ذلك.

إذا استمر ارتفاع حالات كورونا في المستشفيات، فقد لا يكون أمام المقاطعة خيار آخر سوى سن البروتوكول وإعطاء الأولوية للمرضى الذين لديهم أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة.

وذكر ورشوسكي أن وجود البروتوكول أمر ضروري، حيث أن المبادئ التوجيهية تضمن أن الجميع يتبع نفس المعايير.

وأكد: “أريد أن أقول إننا لا نقتل المرضى وأعترض على هذا المصطلح.. نحن نقرر من سنعتني به ومن لا.. نحن لا نقتل المريض لأن المرض هو الذي يقتله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!