أخبار

“بعد أن كان جسدهما سجنا لهما”.. فتاتان كنديتان تتحركان من جديد بفضل علاج جيني

اخبار كندا – أعطى علاج جيني جديد لمرض ” باركنسون للأطفال ” فرصة جديدة في الحياة لطفلتين كنديتين، مما سمح لهما بالتحرك بمفردهما بعد أعوام من كونهما محتجزتان داخل جسديهما.

ويعتبر هذا المرض اضطراب وراثي منهك، يؤدي إلى قطع الاتصال بين خلايا الجهاز العصبي، مما يؤثر على حركة الجسم.

وقد عانت ريان وهي فتاة صغيرة من تورنتو من هذا المرض، حيث كان جسدها وهي في سن الرابعة من العمر، لا يزال مثل الأطفال حديثي الولادة، حيث أنها لم تكن قادرة على رفع رأسها، أو تناول الطعام بمفردها، ولا حتى اللعب كباقي الأطفال الآخرين.

وفي هذا السياق، قالت والدة ريان لقناة CTV News، إن طفلتها لم تتمكن من القيام بأي حركة أو وظيفة هادفة على الإطلاق، كانت وكأنها محتبسة داخل جسدها الصغير، وكانت يائسة وتحاول أن تخرج من هذا الجسد، لقد كان تعذيباً بالفعل.

جدير بالذكر أن الأشخاص المصابين بمرض ” باركنسون الأطفال “، يعانون أيضاً من تشنجات عضلية في العيون (OGC)، وتحرك كرة العين بشكل لا يمكن السيطرة عليه، والألم الشديد.

ووثقت والدة ريان، شيلان رودريغيز بينا معاناة ابنتها على موقع فيسبوك، حيث عانت ريان من (OGC) كل ثلاثة إلى أربعة أيام، واستمرت الآلام والتشنجات لمدة تصل إلى ثماني ساعات بشكل يومي.

كما كانت تمر بنوبات هلع والكثير من الإحباط، نظراً لأنها مدركة أنها محتبسة داخل جسدها الصغير.

وتاريخياً لم يكن هناك أي علاج متاح لهذا المرض، فقط التوقف عن الحركة والموت المبكر، ولكن في شهر سبتمبر من عام 2019، أصبحت ريان من أوائل المتلقين للعلاج الجيني التجريبي.

وفي غضون أسابيع من العلاج، بدأت ريان في التحرك، وفي البداية كانت ترفع رأسها فقط، ثم تمكنت من حمل الأشياء لاحقاً.

وهي الآن في السادسة من عمرها، ويمكنها الجلوس بمفردها، حتى لو كانت والدتها بعيدة عنها.

وبعد أن تلقت ريان هذا العلاج، أعربت العائلة عن سعادتها المطلقة، وقالوا إن العلم معجزة حقيقية، وهذا أمر لا يصدق.

ولكن كيف يعمل العلاج الجيني؟

أوضح الطبيب سعدت أندروز، وهو واحد من بين عدد كبير من الأطباء ممن اعتادوا علاج ريان في سنوات حياتها الأولى، أن الحسنات الذي رافقت العلاج الجيني كانت مذهلة، وبدأت ريان تقوم بالعديد من الأعمال بمفردها.

ومبدأ العلاج أنه يقوم على وضع الجينات اللازمة لاستعادة الحركات على الفيروسات الغدية AADC، ثم تحقن داخل الدماغ بعمق، وبمجرد الوصول إلى هناك تمتص الخلايا الحمض النووي الجديد، وتبدأ في تصحيح الخلل الحاصل فيها.

كما يعتبر هذا العلاج حديث العهد بشكل كبير، حيث أن 23 طفلاً فقط في جميع أنحاء العالم تلقوه، وعولجوا جميعهم من قبل الطبيب Krystof Bankiewicz، وهو أحد الخبراء العالميين الرائدين في علاج مرض باركنسون عند الأطفال.

ولا تعتبر ريان الطفلة الوحيدة التي عولجت من هذا المرض، حيث بدأت طفلة أخرى تدعى ياسمين تبلغ من العمر سبع سنوات وتعيش في فانكوفر، بتعلم المشي بعد العلاج الذي غير حياتها.

وقال والدها لقناة CTV News: ” لقد كانت حياتنا مظلمة، كنا نتناوب أنا وزوجتي على النوم لنتمكن من رعاية ياسمين والتأكد من أنها بخير، كما أننا عانينا من التعليقات المسيئة لإنجابنا فتاة مثل ياسمين، وكان الأمر مفجعاً”.

ووفقاً لعائلة ياسمين، فقد مر 18 شهراً على تلقيها العلاج، وبدت عليها علامات الصحة والسعادة، حيث أصبحت قادرة على الجلوس وتناول الطعام بمفردها، والآن تتدرب على المشي.

أخيراً، وعلى الرغم من أن هذا العلاج الجديد واعد للغاية، إلا أنه لا يزال هناك العديد من الحواجز التي تعيق تقديم العلاج لكل الأطفال الذين يحتاجون إليه، وذلك لأن علاجات الأمراض النادرة مكلفة للغاية، لذا يتم تمويلها من التبرعات وجمع الأموال في الجمعيات الخيرية.

اقرأ أيضاً: بالفيديو: أب يعرّض طفلته للخطر لالتقاط صورة مع الفيل.. والفيل يركض خلفهما

تلف دماغ صبي بعد تناوله خس ملوث في أحد مطاعم بريتش كولومبيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!