أخبار

جمعية المسلمين في كندا: كم عدد الوفيات التي يجب أن تحدث حتى تتخذ الحكومات موقفاً؟

اخبار كندا – تحطمت نوافذ مسجد ضمن تورونتو للمرة الثانية خلال أيام، وبعد بضعة أشهر تعرض رجل مسلم للطعن، وقُتل خارج مسجد قريب في المنطقة، وبعد شهر تعرض مسجد ثالث لتهديدات تفيد بإطلاق النار الجماعي على المصلين فيه.

هذا ما تعانيه دور العبادة الإسلامية في تورونتو، وفي مدن أخرى في كندا التي تفتخر بتعدد الثقافات والأديان فيها.

ومؤخراً شهد المسلمون في لندن بأونتاريو حادثة مأساوية، توفي على إثرها أربعة أفراد من عائلة مسلمة، وبقي طفل واحد من هذه العائلة على قيد الحياة، في هجوم وصفته الشرطة بأعمال كراهية.

قالت رانيا لاويندي، المديرة الوطنية لجمعية المسلمين في كندا، أن مسجد تورنتو تعرض للتخريب ست مرات على مدار جائحة فيروس كورونا، وعلى الرغم من أن هجوم لندن مرعب إلا أنه لم يكن مفاجئ.

وأضافت إن الكراهية ضد المسلمين وكراهية الإسلام لم تتزايد في كندا بين عشية وضحاها، وتابعت قائلة: “هذا الرجل اختار مجموعة عشوائية من المسلمين، وقرر أن يقتلهم، فما الذي جعل شاباً يبلغ من العمر 20 عاماً أن يشعر بالكراهية بداخله، لدرجة أنه يضحي بحيات ليقتل أشخاصاً مسلمين، كم عدد الوفيات التي يجب أن تحدث قبل أن نتخذ خطوة فعالة”.

معظم المسلمين قد تعرضوا لشكل من أشكال الكراهية في أونتاريو، وقالت رانيا: “قال لي البعض أنني سأهدد بانتزاع حجابي من قبل الإسلاموفوبيا، سمعت قصصاً لا حصر لها مماثلة لقصص المسلمين الآخرين”.

وبرأي رانيا القيادة السياسية هي السبب فيما حدث، وهم وراء كراهية المسلمين.

بعد وقت قصير من هجوم لندن ، ألقى الزعيم الديموقراطي الجديد جاغميت  سينغ  خطاباً في مجلس العموم ، قال فيه إنه من الخطأ أن يقول الناس أن الكراهية ضد المسلمين ليست جزءاً من كندا، وتابع: “كندا بلدنا هو مكان لا يمكن لمن ترتدي حجابا أن تسير في شوارعها لأنها ستقتل، لا يمكننا رفض وإنكار ذلك..كندا مكان للعنصرية والعنف والإبادة الجماعية للسكان الأصليين، كندا غير آمنة للمسلمين”.

كانت الجالية المسلمة في حالة توتر منذ الهجوم على لندن، وتضامن الجميع مع العائلات المسلمة في وقفات احتجاجية في جميع أنحاء المقاطعة، واستمدوا الدعم من بعضهم البعض، إلا أن هذه الحادثة لم تكن الأخيرة.

فمنذ حادثة لندن تعرضت امرأة مسلمة للهجوم في إدمونتون وحاول شخصان اقتحام مسجد في سكاربور وتهديد أعضائه.

يقول بعض الخبراء إن كراهية الإسلام والمسلمين أصبح أمراً شبه طبيعية في كندا، وغالباً ما يتم التغاضي عن العنف والكراهية تجاه المسلمين وإعفائهم وقبولهم على المستويين الاجتماعي والسياسي.

يدعو المجتمع المسلم وأنصاره السياسيين إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة من الإسلاموفوبيا العلني والسري، وقال المدير التنفيذي لشبكة مكافحة الكراهية في كندا إيفان بالغورد: “لا يوجد أي عقوبات على الأشخاص الذين يعبرون عن كراهيتهم تجاه مجموعات معينة من الأشخاص بما في ذلك المسلمين، لذا يشعر الناس بالحرية في التعبير عن كراهيتهم”.

أحد الأمثلة الأخرى على عدم أخذ الكراهية ضد المسلمين على محمل الجد في كندا هو الطريقة التي رد بها أعضاء البرلمان على اقتراح M-103 والذي دعا مجلس العموم إلى إدانة الإسلاموفوبيا.

وفي مارس 2017 ، صوت 91 نائباً ضد الاقتراح ،وغالبيتهم من حزب المحافظين، هذا ما يبعث برسالة مفادها إن مكافحة الإسلاموفوبيا أمراً ليس مهماً، ويجب على المسلمين التعايش مع الكراهية التي يتعرضون إليها في كندا.

ويدعو البعض إلى وقف مشروع قانون 21 المثير للجدل، قائلين إنه يرسل رسالة في جميع أنحاء البلاد مفادها أن التمييز ضد مجموعات معينة من الناس وتحديداً المسلمين أمر جيد وصحيح.

حيث يحظر مشروع القانون ، الذي تم إقراره في كيبيك في يونيو 2019 ، أي موظف في الولاية بما في ذلك القضاة أو ضباط الشرطة أو المعلمين، من ارتداء الرموز الدينية في العمل.

وعدت الحكومة الفيدرالية بإصدار تشريع جديد للتصدي للكراهية عبر الإنترنت، لكن المدافعين عن حقوق المسلمين يجدون أن الكراهية لا تأتي من العدم، حيث يوجد أشخاص  غذوا رؤوس البعض بكراهية الإسلام، ويجب تحميلهم المسؤولية.

قال الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للمسلمين الكنديين ، وهي جماعة تعمل في مجال الحريات المدنية ، إن “الاختبار الحقيقي” للحكومات هو معرفة ردة فعلها في أعقاب الهجوم الذي وقع في لندن، والمجتمع الآن يطالب الحكومات باتخاذ خطوات جدية وفعالة وليس فقط الكلام.

وفقًا لاستطلاع أجراه Angus Reid عام 2017 ، فإن 46 في المائة من الكنديين لديهم وجهة نظر سلبية عن الإسلام، وهذا الأمر ليس مدفوعاً بتجارب الكنديين مع المسلمين بل ترى لاويندي إن هناك من يغذيهم بصور بشعةعن المسلمين إما عبر وسائل الإعلام أو الإنترنت.

وجهت لاويندي في النهاية رسالة إلى إخوتها المسلمين قالت فيها: “ارفعوا رأسكم عالياً، وارتدوا الحجاب بفخر، نحن لسنا مجتمع ضعيف، لدينا إيمان قوي جداً بالله”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. انا شخصيا ضد الكراهية بكل الوانها واشكالها العنف لايجلب سوى العنف ولكن المحبة احسن واجمل شيء يجب ان نعمله كما قال السيد المسيح له المجد احبو أعداءكم ولكن الم تفكرو يوما لماذا يعملون هكذا بعض من الناس اليس من الممكن قد يكونو قد قراو القران والاحاديث مثلا سورة التوبة تسعة وعشرين او سورة الاحزاب ستة وعشرين وسبعة وعشرين واحاديث كثيرة تحث المسلم على كراهية النصارى واليهود فلو انكم تريدون السلام والمحبة كما تقولون لماذا لاتحذفون هذه الايات والاحاديث من كتبكم حتى يعلم الجميع بانكم تبحثون عن المحبة والسلام وشكرا لكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!