الحياة في كندا

العراقيون في كندا

الكنديون العراقيون هم مواطنون كنديون من أصل عراقي كامل أو من أحد الأبوين أي بشكل جزئي، و يشملون أيضاً أشخاصاً من دولة العراق من الأقليات العرقية واللغوية والدينية، و ذلك حسب إحصاء جرى عام 2011 ، حيث أوضحت نتائج الاستطلاع أنه كان هناك 49.680 كندياً من أصل عراقي ، وهي زيادة كبيرة بالمقارنة بتعداد عام 2006.

تاريخ العراقيين في كندا :

من المعروف أن الهجرة العراقية قد ازدادت كثيراً بسبب الأوضاع السياسية و الاقتصادية و الحروب المستمرة في العراق، و كان من أبرزها الحروب العراقية الإيرانية و التي أسفرت عن ترك المئات بلا منازل و أدت إلى حركة هجرة كبيرة جداً.

ومع تدهور الاقتصاد العراقي و استمرار العقوبات الاقتصادية لأكثر من 13 عاماً ضد العراق، خصيصاً في الفترة الزمنية التي جاءت بعد حرب الخليج 1990-1991 ازدادت نسب الهجرة بشكل كبير جداً.

و من عام 1945 و حتى عام 1975 وصل نحو 200 عراقي إلى كندا، أما في عام 1979 فقد ارتفع منسوب الهجرة بشكل هائل و هي الفترة التي أصبح فيها صدام حسين رئيساً للعراق، فقد وصل ما يقارب 6472 عراقياً إلى كندا، و شكلوا حوالي 3.5 في المائة من إجمالي المهاجرين العرب في كندا .

و قد استقر نحو 65 في المائة من العراقيين في مقاطعة كيبيك على وجه العموم و في مونتريال على وجه الخصوص، إضافة إلى مقاطعة بريتش كولومبيا و فانكوفر.

كما يعيش الكثير من العراقيين أيضاً في مقاطعة أونتاريو و خاصة في العاصمة الكندية أوتاوا و تورونتو، و هي المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في كندا .

و قد سجلت الإحصاءات الكندية لعام 1991 وجود 4790 عراقياً، 3525 من أصل عراقي بالكامل بينما 1265 من أصل عراقي من أحد الأبوين .

وظائف العراقيين في كندا :

كانت الأسباب الرئيسية لهجرة العراقيين إلى كندا هي حرب الخليج و الوضع الاقتصادي السيء في العراق فلم يتمكن الناس عموماً من توفير متطلبات حياتهم الأساسية ، و قد خسر الجميع الكثير من وظائفهم و مصادر دخلهم وبالتالي اضطروا إلى الخروج من وطنهم و العثور على طريقة كسب أخرى لإكمال حياتهم و حياة أطفالهم .

و لكن في كندا يبدو أن المهاجرين العراقيين يواجهون ثلاث مشاكل غير قابلة للتفسير، أولها الخبرات القليلة جداً للعراقيين و قلة الخبرة المهنية.

أما ثانياً فكان من الصعب جداً على أرباب العمل الكنديين فصل هؤلاء الأشخاص عن النظام الذي فروا منه، و السبب الثالث هو ضعف اللغة عموماً.

و على الرغم من أن بعض العراقيين كانوا حاصلين على شهادات رفيعة المستوى إلا أن 54 في المائة من المهاجرين كانوا عاطلين عن العمل في كندا .

الحياة الاجتماعية للعراقيين في كندا :

السفارة العراقية في أوتاوا و المراكز المجتمعية العراقية في مونتريال هي التي تساعد العراقيين عموماً على التكيف مع كندا و تطوير العلاقات مع المجتمع الكندي بشكل عام من خلال القيام بالعديد من الندوات و المؤتمرات حول التراث العراقي الثقافي و حول أهمية احترام الغير في كندا، و الالتزام بالقوانين و الآداب العامة التي يفرضها الشعب الكندي، إضافة إلى ذلك التركيز على أهمية المساواة بين الجنسين .

و يجدر الذكر أن منصب رئيس الجمعية الكندية العراقية  تشغله امرأة .

الحفاظ على الحضارة :

على الرغم من التنوع بين اللهجات العراقية بين العرب والآِشوريين و الكلدانيين، يرغب جميع العرب العراقيين الموجودين في كندا بالحفاظ على اللغة العربية كتابياً و لفظياً كلغة رسمية لبلادهم .

ونظراً لأن الأطفال الصغار العراقيين المولودين في كندا لا يتمكنوا تعلم مهارات القراءة و الكتابة بسهولة، إلا أنه ينم التركيز بشكل كبير جداً على المهارات الشفوية ، حيث يتمكن العديد من الأطفال المولودين في كندا من تحدث اللغة العربية و لكن من الصعب قليلاً أن يتعلموا كتابتها .

كما أن هناك عدد كبير من المسيحيين العراقيين المتواجدين في كندا، و تشمل الطوائف المسيحية العراقية مسيحيو كنيسة الشرق الآشورية، و الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية و الكنيسة الأرثوذكسية .

أما المسلمين فهم متنوعون بين السنة و الشيعة ، ففي العراق على سبيل المثال، يوجد أكثر من النصف من الأشخاص من المسلمين الشيعة بينما بالنسبة للعراقيين في كندا فإن الغالبية هم من العراقيين السنة .

المصدر

العلاقات الكندية العراقية :

تربط كندا و العراق علاقة متينة جداً و قوية، و لطالما كانت كندا ملتزمة بأمن العراق و استقراره و ازدهاره عموماً، كما دعمت كندا العديد من البرامج التي تهدف إلى دعم و تطوير العراقيين في كندا ، و ساعدت أيضاً في دعم جهود حكومة العراق لإعادة لم شمل أبناء العراق و توحيدهم .

و قامت كندا أيضاً بإعداد برامج مطورة للعراقيين في كندا لتضميد جروح الانقسامات الطائفية و تعليمهم مبدأ احترام الإنسان لأخيه الإنسان بغض النظر عن الآراء السياسية أو الأديان .

و في عام 2016 أعلنت كندا عن استراتيجية جديدة للتصدي للأزمات في العراق و سوريا، كما قدمت كندا أكثر من ملياري دولاراً على مدى ثلاث سنوات من أجل تحقيق الأمن و تأمين المساعدات المالية لأفراد الشعب العراقي الذين تعرضوا لظروف صعبة جداً.

و كجزء من استراتيجية دعم كندا للعراق و العراقيين، زادت كندا من تواجدها السياسي في العراق، حيث تعمل السفارة الكندية في بغداد مع مكتبتها في العراق و شركاء محليين و دوليين آخرين على ما يلي :

1- تعزيز مصالح كندا .

2- تعزيز الديمقراطية و التعددية و احترام حقوق الإنسان و حماية المدنيين و غيرها .

3- مراقبة المشاريع الممولة من قبل كندا .

4- توسيع و تطوير التجارة و الاستثمار الكندي في العراق .

إقرأ أيضاً : السفارة العراقية في أوتاوا كندا

إعادة توطين اللاجئين :

بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، تقوم كندا حتى الآن بإعادة توطين اللاجئين العراقيين الذين يعيشون في سوريا والأردن ولبنان وتركيا، و بين عامي 2003 و 2018 ، رحبت كندا بأكثر من 37000 لاجئاً عراقياً.

أما في عام 2017 ، فقد التزمت حكومة كندا بإعادة توطين ما يصل إلى 1200 شخصاً  من الناجين من أعمال العنف التي قامت بها داعش ، بمن فيهم النساء والفتيات اليزيديات ، كما استقبلت كندا لحد الآن أكثر من 1400 ناج من داعش .

بالإضافة إلى ذلك ، استمرت كندا في عملية تسريع الطلبات التي يرعاها القطاع الخاص وتحديد أولويات معالجة أفراد الأسرة الذين تم إطلاق سراحهم من أسر داعش لجمع شملهم بعائلاتهم في كندا.

التجارة والاستثمار الكندي في العراق :

بلغت التجارة بين كندا والعراق حوالي 144 مليون دولاراً في عام 2017، و أهم صادرات كندا إلى العراق هي الحبوب والسيارات والآلات، كما توجد علاقات تجارية بين البلدين  في مجالات متعددة مثل:

1- النفط والغاز

2- بنية تحتية

3- التعليم

4- الأغذية الزراعية

5- المصرفية والمالية

المصدر

هناك ما يقدر بنحو 2.2 مليون عراقياً مشردين داخلياً داخل بلدهم، كما فر 2.2 مليون عراقياً من بلادهم كلاجئين ، و يشكل العراقيين أكبر مجموعة من النازحين في جميع أنحاء العالم، و أكبر مجموعة ساعدتها مفوضية اللاجئين .

إعادة توطين اللاجئين العراقيين في كندا :

استجابة لطلبات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لزيادة إعادة التوطين ، وافقت كندا على قبول 500 عملية توطين أخرى للاجئين العراقيين في عام 2007 ، بالإضافة إلى الالتزام السابق توطين 900 عراقياً ، أي ما مجموعه 1400 عراقي.

بحلول نهاية يونيو 2007 ، كان قد تم إعادة توطين 326 عراقيًا فقط إلى كندا هذا العام في إطار كل من برامج الرعاية الحكومية وبرامج الرعاية الخاصة.

و لايزال هناك أعداد كبيرة من الكنديين العراقيين ، من خلفيات دينية وإثنية متنوعة ، يعيشون في مجتمعات في جميع أنحاء كندا ، ويشعرون بقلق عميق إزاء وضع النازحين العراقيين عمومًا وبوجه خاص حول أفراد الأسرة الذين يعانون من أزمات صحية ونفسية.

كما أظهر العديد من الكنديين شغفهم لإعادة توطين اللاجئين العراقيين في كندا من خلال برامج الرعاية الخاص المختلفة.كما تقر الحكومة الكندية بأن إعادة التوطين مهمة جداً في تخفيف الضغط على البلدان المجاورة ، لكن الأرقام تبقى أقل بكثيرمن حاجة وقدرة كندا على استيعاب عدد أكبر من اللاجئين .

و قد كانت أعداد العراقيين الذين أعيد توطينهم أقل مما كانت عليه قبل الإطاحة بصدام حسين. من عام 2000 إلى عام 2002 ،و استقرت كندا في المتوسط ​​أكثر من 1000 لاجئاً عراقياً في السنة.

و تشجع المفوضية كندا على زيادة أعداد إعادة توطين اللاجئين العراقيين ، و ذلك عن طريق استخدام برنامج الكفالة الخاص بشكل استراتيجي.

المصدر

و في النهاية فإن اللاجئين العراقيين في كندا قد كافحوا كثيراً لإيجاد منازل بأسعار مقبولة و الكثير منهم لم يكن قادراً على تغطية تكاليف المعيشة المرتفعة في مراكز المدن الكبيرة، كما أنه أصبح علي الحكومة الكندية مسؤولية كبيرة في خلق فرص جديدة للوافدين العراقيين و تعزيز علاقاتهم بين الكنديين من أجل حل المشكلات و الأزمات اللاحقة لتوافد اللاجئين.

و مع ذلك فقد قدمت الشركات الخاصة والقطاع الخاص عموماً في كندا دعماً أكبر للعراقيين من نظرائهم العرب ، و ساعدتهم الحكومة كثيراً في كافة مناحي الحياة .

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. السلام عليكم
    تصادف هذه الليله أربعينية زميلتكم الدكتور فوزيه حسين عليوي 52 سنه الذي وافتها الأجل بسبب وباء الكرونا ترجموا لها رجاء وعمل ذكر لها أن استطعتم وشكرا د طاهر موسى زوجها.3.10.21

  2. السلام عليكم
    تصادف هذه الليله أربعينية زميلتكم الدكتور فوزيه حسين عليوي 52 سنه الذي وافتها الأجل بسبب وباء الكرونا ترجموا لها رجاء وعمل ذكر لها أن استطعتم وشكرا د طاهر موسى زوجها.3.10.21

  3. تماما المقال مغلوط حيث ان اكبر جالية هندسية في كندا هي الجالية العراقية والتي لها خبرة متراكمة في بلدها وفي الكثير من البلدان التي لجأوا اليها سابقا وتركوا بصمتهم المعروفة في جميع البلدان التي كانوا يعملون فيها واشهر الاطباء في كندا هم الاطباء العراقيين واوسع نطاق في الاستثمارات هو مايقوم به نخبة من المستثمرين واصحاب الخبرة العراقيبن وهو واضح جلي في كل الدعايات التي تظهر وخاصة في العاصمة الكندية اوتاوا وقطاع الفن والمعارض والمطاعم المشهورة وفي كل المجالات..فلماذا هذا الاجحاف بحق العراقيبن؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!