أخبار

كيف ستتعامل كندا مع انتشار فيروس كورونا في المجتمع

كندا بالعربي : في كندا تم تتبع جميع حالات انتشار فيروس كورونا والتي عرف بأنها تعود جميعها إلى البلدان التي نشأ فيها المرض أساساً، وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء حذرت فيه وزيرة الصحة  الفيدرالية Patty Hajdu، من أنه في نهاية المطاف سنرى كورونا منتشرة في جميع مجتمعاتنا.

وما يعنيه انتقال كورونا إلى المجتمعات أنه سيتعذر تتبع حالات الإصابة بالمرض أي أنه سينتشر.

وقد قال Tom Kochوهو أستاذ الجغرافيا المساعد بجامعة بريتش كولومبيا والمتخصص في معرفة العوامل التي تعزز انتشار المرض أو تمنعه، أن الناس قد يصابون بالمرض من دون أن يسافروا إلى الأماكن الموبوءة أو حتى من خلال تعاملهم من بعض الأشخاص دون أن يعلموا بمرضهم.

ويعتبر هذا الأمر مهماً لأنه عندما يتعذر تتبع الفيروس بين البلدان هذا يعني أن القدرة على السيطرة عليه أصبحت أصعب وأن الفيروس ينتشر على نطاق واسع، ووفقاً لكوخ فإن هذه الحالة تؤدي إلى انتشار الفيروس في الكثير من المناطق والدول حول العالم .

وكما قال Stephen Hoption Cann وهو أستاذ في كلية الصحة العامة بجامعة بريتش كولومبيا في وصف هذه الحالة:” لا نلبث أن نعرف بانتقال المرض  إلى حالة ما حتى يكون المرض قد انتشر  إلى مئات الحالات”.

وأضاف:” أنه شديد العدوى وينتقل من حالة ليصل إلى آلاف الحالات في فترة زمنية قصيرة للغاية”.

– هل يؤدي انتشار المرض في بعض المناطق إلى تفشيه في جميع أنحاء كندا؟

بحسب كوخ ليس بالضرورة أن يحدث ذلك، حيث يمكن توطين المرض في مناطق محددة فإن حدثت فاشية في فانكوفر مثلاً، فهذا لا يعني بالضرورة انتشار المرض بشكل أكيد في ريجينا أو Prince George.

– ماذا ستكون الاستجابة في حال انتشار المرض في المجتمع؟

بالنسبة للحالات القليلة الأولى من الانتقال للمجتمع، سيستمر المسؤولون عن الأمر في البحث عن جهات الاتصال والتحقق من الأماكن التي كان المريض فيها حين حدثت العدوى ومن هم الأشخاص الذين كان قد تواصل معهم وقد يطلب من المرضى أن يعزلوا أنفسهم.

وقد قال كولن لي، وهو أخصائي الصحة العامة والأمراض المعدية أنه من المحتمل أن يستمر ذلك لفترة من الوقت .

– ما هي التدابير المساعدة لوقف انتشار المرض؟

من المرجح أن يكثف مسؤولو الصحة  العامة الجهود لتنفيذ الاستراتيجيات المعروفة باسم التباعد الاجتماعي، والفكرة من ذلك هي ألا يجتمع الناس في تجمعات كبرى لأنهم لا يعرفون من هم المصابون بالعدوى وذلك بسبب انتشارها في المجتمع.

ومن الممكن أن تكون استراتيجيات التباعد الاجتماعي والتي يتم تنفيذها فعلياً من الإجراءات المهمة مثل إلغاء وسائل النقل العامة أو تطبيق الحجر الصحي المجتمعي أو فرض قيود على التجمعات العامة.

على سبيل المثال في  فرنسا أعلن المسؤولون عن فرض الحظر على التجمعات لأكثر من 5000 شخصاً في منزلهم، وفي المناطق الأكثر تضرراً، كشمال باريس تم حظر جميع التجمعات العامة وذلك حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.

هذا وتعتبر إيطاليا مركز تفشي المرض في أوروبا، وهي صاحبة ثاني أكبر معدل أعمار أو ثاني أكبر شيخوخة للسكان في العالم بعد اليابان، ويعتبر كبار السن معرضين بشكل خاص للإصابة بفيروس كورونا.

وقد برر رئيس الوزراء الإيطالي Giuseppe Conte التدبير الاستثنائي الذي يتمثل بإغلاق المدارس والجامعات في جميع أنحاء البلاد حتى 15 مارس من خلال تحذير له أنه قد لا يكون هناك مايكفي من وحدات العناية المركزة لعلاج المرضى إن استمر الفيروس في انتشاره.

وقد قال Hoption Cann : “لن أتفاجئ برؤية الكثير من الأحداث التي سيتم إلغاؤها في كندا مثل الأحداث الرياضية أو الحفلات الموسيقية وأشياء أخرى يتم إلغاؤها أو تأجيلها بسبب انتشار الفيروس”.

كما أنه من الممكن أن يبدأ الموظفون بالعمل من ضمن منازلهم بناء على طلب الشركات وقد يصبح إغلاق المدارس حقيقة واقعية.

وقد قال Hoption Cann إنه من غير المحتمل أن يتم إلغاء وسائل النقل العامة في كندا، حيث يعتقد أنه من المحتمل أن يكون هناك أي أسلوب آخر للتعامل مع الأشخاص الذين يعانون من الأعراض بدلاً من أن يتم إلغاء وسائل النقل العامة.

وقد أضاف أنه على الرغم من حدوث فرض حجر صحي على بعض المجتمعات بأكملها، إلا أنه من غير المحتمل حدوث ذلك في كندا، بوصفه هذه الإجراء أنه ينتهك الحريات المدنية الشخصية للعديد من الناس، وإن الحالة الوحيدة التي قد يحدث فيها ذلك هي وجود الكثير من الحالات في مجتمع صغير ومعزول في كندا.

ويقول أخيراً :” أعتقد أنه يجب إجراء بعض المباحاث حول إمكانية التضحية  قليلاً بالحريات المدنية للأشخاص لبعض الأيام لهدف حمايتهم من انتشار المرض إلى عدد أكبر من السكان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!