أخبار

“لا بد أن تكون أوكرانيّا”.. برنامج اللاجئين الكندي يستبعد “غير المواطنين” القادمين من أوكرانيا وسط الحرب

اخبار كندا – فرّت معصومة طاجيك من أفغانستان في أغسطس، تاركةً حياتها وعائلتها وراءها في عمر 22 عاماً، حاملةً حقيبة ظهرها فقط.

وفي الأسبوع الماضي، تركت طاجيك الحياة الجديدة التي بنتها لنفسها على مدار الأشهر الستة الماضية في أوكرانيا، وخرجت بحقيبتها ذاتها.

شقت طاجيك طريقها إلى بولندا بمساعدة متطوعين، في ظل ضجيج مرعب من صافرات الإنذار من الغارات الجوية.

كان هروبها من Lviv بأوكرانيا إلى وارسو في بولندا يحمل أوجه تشابه مروعة مع رحلتها من منزلها في مقاطعة هيرات بأفغانستان قبل أشهر.

ومع إعلان وزير الهجرة الكندي شون فريزر الأسبوع الماضي، أن الحكومة الكندية تسمح للأوكرانيين الذين فروا من العدوان الروسي بالقدوم إلى كندا مؤقتاً لمدة عامين، تأمل طاجيك أن ترى مزيداً من برامج دعم اللاجئين في كندا ودول أخرى استجابة للأزمة في أوكرانيا.

فللأسف لن ينطبق برنامج كندا على حالة طاجيك، إذ يقول مكتب وزير الهجرة في الوقت الحالي، إن البرنامج متاح فقط لمواطني أوكرانيا.

في المقابل، يقول العديد من المدافعين والخبراء، إن الجنسية لا ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار عند مساعدة الناس على الفرار من العنف.

وبحسب ويل تاو، محامي الهجرة واللاجئين في بريتش كولومبيا، فإنّ عدداً كبيراً من المقيمين المؤقتين والمواطنين غير الأوكرانيين يتأثرون بهذا.

كما أن الأمر نفسه ينطبق على مئات اللاجئين الأفغان الذين فروا إلى أوكرانيا العام الماضي، ليجدوا أنفسهم في منطقة حرب أخرى.

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية للمجلس الكندي للاجئين، جانيت دينش، إن اللاجئين الذين أقاموا في أوكرانيا هم في وضع ضعيف للغاية الآن، كما دعت الحكومة إلى إيلاء اهتمام خاص بهم، خاصةً وأن التقارير أشارت إلى أن بعض اللاجئين والمقيمين المؤقتين في أوكرانيا تعرضوا للعنصرية على الحدود ،وصعوبات إضافية في مغادرة البلاد عندما هاجمت روسيا.

في المقابل، تواجه دول أخرى عراقيل مماثلة حول كيفية إدارة ما يُعتبر الآن أزمة اللاجئين الأسرع نمواً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 1.5 مليون شخص فروا من البلاد حتى الآن.

كذلك، صوت وزراء الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، بالإجماع على تفعيل توجيه الحماية المؤقتة لأول مرة منذ إنشائه في عام 2001.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن التوجيه يعني أن الدول الأعضاء ستوفر حماية فورية للأوكرانيين ورعايا الدول  الذين لديهم وضع اللاجئ أو الإقامة الدائمة في أوكرانيا.

كما حثت المفوضية البلدان على اتباع نهج شامل ومنح نفس السلامة والأمن لكل من يفر من أوكرانيا.

من جانب طاجيك، قالت إنها عندما كانت في أوكرانيا، حاولت وضع كفاحها في أفغانستان وراء ظهرها والتركيز على مستقبلها، أما الآن، بعد هروب مروّع ثانٍ من بلد خطير آخر ، أدركت أنها ببساطة تعبت من الحرب.

وختمت حديثها آملةً في أن توسع البلدان الفرص للأفغان وغيرهم ممن نجوا بحياتهم، وتسمح لهم بإعادة الانطلاق إلى الحياة مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!