العالم

الصين تغزو العالم من خلال الجينات البشرية والذكاء الاصطناعي

 

كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن سعي الصين للسيطرة على العالم من خلال الحصول على أكبر قدر ممكن من الحمض النووي لتحليله بالذكاء الاصطناعي .

حيث أوضحت الصحيفة في تفرير نشر مؤخراً أن الحكومة الصينية تقوم باستخدام الكاميرات الأمنية وأجهزة تتبع إشارات الهواتف الجوالة، ويتم من خلالها تمرير البيانات، بالإضافة إلى عادات الإنفاق لدى الأشخاص، وذلك من خلال برامج الذكاء الاصطناعي المتطورة بهدف تحديد ملفات تعريف المخاطر الخاصة بهم، مؤكدةً أن اقتران ذلك بالمراقبة الجينية، يشير إلى أن إمكانيات الذكاء الاصطناعي أصبحت مخيفةً جداً.

 

كما أشارت التايمز إلى أن الحكومة الصينية تجبر جميع الرجال في بعض المدن والمناطق الرئيسية على منح عينات من الحمض النووي، ثم تقوم باستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليله، مما يسمح بتوفير قدر هائل من المعلومات للسلطات.

لافتةً إلى أن السلطات تستخدم بالفعل هذه التكنولوجيا في مجموعة من النظم، بما في ذلك مراقبة الأقليات مثل مسلمي الإيغور في شينجيانغ ومنطقة التبت.

 

وأوضحت الصحيفة أنه وفقاً لاستراتيجية “صنع في الصين 2025″، فإن الصين تعتبر علم الجينوم وقطاع الذكاء الاصطناعي من القطاعات التي لها الأولوية في البلاد، وهذا من شأنه إجبار الشركات ومؤسسات الأعمال الصينية على المشاركة في إحراز تقدم في هذين القطاعين بموجب قوانين محلية تنص على وجوب مساعدة تلك الشركات للمخابرات العامة في البلاد في تطوير تلك التقنيات.

 

وبحسب الصحيفة، فقد أثار هذا المسار الذي تتبعه بكين القلق على مستوى العالم، إزاء احتمال أن يعزز علم الجينوم والذكاء الاصطناعي الحزب الشيوعي الصيني ومحاولاته الهيمنة على العالم.

 

في حين أكدت التايمز أن معهد بكين للجينوم أصبح أكبر مؤسسة عاملة في قطاع الجينوم، إذ يعمل على الارتقاء بأداء الجنود الصينيين وهم على ارتفاعات عالية، مشيرةً أنه يعتبر بنك الجينات الأساسي لبكين، وأحد أكبر المختبرات البحثية التابع للدولة، موضحةً أن عدم معرفتنا بهذا المعهد الصيني لدراسات الجينوم، إلا أن هذا لايحد من تهديداته على العالم، إذ أثناء التحقيقات لمعرفة كيف نشأ فيروس كورونا، تبين أن هناك علاقة بين جميع المؤسسات العاملة في دراسات الجينوم وجيش التحرير الشعبي الصيني.

 

وأوضحت الصحيفة أن “هناك معطيات عن فحوصات طبية تباع في عيادات في دول عدة، من بينها بريطانيا، والتي تمّكّن الأبوين من التعرف على كل شيء عن الأجنة، مثل الطول المتوقع ولون الشعر والعينين والأمراض الوراثية التي يمكن أن يصابوا بها بالإضافة إلى حساسيتهم لأنواع معينة من الأدوية، لافتةً أن خطورة هذه الفحوصات تكمن في أن الأم توّقع على إقرار بالقبول على احتمالية إعادة تحليل العينات الخاصة بالجنين مرة أخرى، وهو ما تحصل الصين من خلاله على كم هائل من المعلومات عن الحاضر والمستقبل”.

 

واختتمت الصحيفة تقريرها بأنه يمكن للصين بهذه الحالة أن تتوقع من خلال تحليل الجينات بالذكاء الاصطناعي حاجة الدول المستقبلية لأنواع الأدوية، والذي من شأنه أن يساعدها على السيطرة في سلسلة الاستلام والتسليم الخاصة بهذا الدواء، مما يعني حصولها على مزايا تنافسية تمّكّنها من زيادة أرباح شركاتها على غيرها من الشركات المنتجة لنفس النوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!