أخبار

تقرير: المخابرات الكندية تطلق تحذيرات بشأن التدخل الصيني في البلاد منذ 37 عاماً

في السنوات الأخيرة، بدأت الحكومة الفيدرالية ووكالاتها الأمنية في توجيه أصابع الاتهام صراحة إلى بكين باعتبارها نشطة بشكل خاص في أنشطة التدخل الأجنبي في كندا.

وكشفت وثيقة صدرت حديثاً أن مسؤولي المخابرات كانوا يتتبعون مساعي صينية للانخراط في الشؤون الكندية لأكثر من ثلث قرن، وظهرت أدلة من وقت لآخر على مدى عقود تشير إلى اهتمام مسؤولي المخابرات الكندية بأعمال الصين وراء الكواليس.

وحذر تقرير المخابرات الصادر في فبراير 1986 من أن بكين تستخدم تكتيكات سياسية وأنشطة علنية وعمليات استخباراتية سرية، للتأثير على الجالية الصينية في كندا وتسخيرها لصالحها، لأغراضها الاقتصادية والسياسية، مؤكداً إنها باتت تستخدم تقنيات جديدة وربما أكثر فعالية بغية إنجاز هذه الغايات.

يأتي إصدار التقرير المنقح بشدة وسط ضغوط على الحكومة الليبرالية لإجراء تحقيق في التدخل الأجنبي في كندا، بعد سلسلة من التسريبات لوسائل الإعلام حول تدخل مزعوم من الصين.

ووضح المحلل الاستخباراتي السابق “آلان بارنز” أن تقرير اللجنة لعام 1986 يُظهر أن هذه القضية كانت على رادار المخابرات الكندية منذ عقود، وتم تبليغ كبار المسؤولين في جميع أنحاء الحكومة بكافة تفاصيلها وحيثياتها.

في حين أفاد “تشوك كوان”، الرئيس المشارك لجمعية تورونتو للديمقراطية في الصين، إنه كان على دراية بالجهود الصينية لتنمية الأفراد والجماعات للتدخل في الشؤون الكندية التي يعود تاريخها إلى أوائل الثمانينيات، على الرغم من أن النشاط كان عند “مستوى منخفض للغاية” في تلك الأيام.

وكشف “كوان” إن بكين كثفت جهودها للتأثير على المجتمعات الصينية في كندا في أعقاب حملة القمع الدموية عام 1989 ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في ميدان تيانانمين، بهدف تلميع صورتها التي تضررت بشكل كبير عقب هذه الأحداث.

في وقت سابق، أثارت تسريبات لوسائل الإعلام من مصادر أمنية تفضح محاولات صينية مزعومة للتدخل في الانتخابات العامة الأخيرة مرتين، دعوات لليبراليين الفيدراليين لتوضيح ما تفعله كندا رداً على ذلك، وتواصل أحزاب المعارضة الضغط على الحكومة لإجراء تحقيق عام شامل، في حين ينفى ممثلو الحكومة الصينية باستمرار التدخل في الشؤون الكندية.

وبحسب “بارنز” إن الإصدار الجزئي لتقرير المخابرات، بعد 37 عاماً من كتابته، يوضح حاجة كندا إلى اعتماد نظام مناسب لرفع السرية عن سجلات المخابرات والأمن التاريخية بعد فترة زمنية محددة، مشيراً إلى أن كندا هي العضو الوحيد في تحالف العيون الخمس للاستخبارات، الذي يضم أيضاً الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا، الذي لا يخضع لعملية رفع السرية عن السجلات التاريخية.

اقرأ أيضاً:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!