الحياة في كندا

“الانتظار لسنوات رغم الألم”.. عشرات الآلاف على قوائم انتظار جراحات العظام في كندا

ارتفعت مؤخراً في كندا وتيرة شكوى العديد من المرضى الذين يعانون من مشاكل في العظام من إدراجهم في قوائم انتظار طويلة، كما أن عدم إجراء العمليات الجراحية في وقتها المناسب ما قد يكون سببا في تدهور حالتهم الصحية .

هذا الأمر ينطبق على “كريستين ألبو” المقيمة في بريتش كولومبيا، والتي أصابها حالة من الإحباط والسخط بعد انتظارها لمدة شهرين لرؤية جراح العظام بعد معاناتها من آلام مبرحة في الورك في السنوات الماضية، ووكانت بحاجة إلى استبدال مفصل الورك، لكنها أصيبت بالصدمة عندما علمت أنها ستحتاج إلى الانتظار لمدة عامين على الأقل لإجراء الجراحة.

تقدر جمعية جراحة العظام الكندية (COA) أن هناك ما يقرب من 130,000 شخص في كندا ينتظرون عملية تقويم العظام.

وأرجع الدكتور “بيير جاي”، رئيس جمعية (COA) السبب في طول انتظار المواعيد، إلى أن نتيجة القيود التي فُرضت أثناء حائحة COVID-19، فتم إجراء العمليات الجراحية العاجلة فقط خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي أدى بدوره إلى ظهور طوابير من المرضى والحالات الحرجة في انتظار الجراحة.

وأوضح “جاي” أن مرضى العظام يأتون في نطاق واسع، فهم من كافة الأعمار، وبالنسبة للعديد من حالاتهم، فإن التأخير في الجراحة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالتهم الصحية، مما قد يجعل العملية أكثر صعوبة أو تعقيداً، ويمكن أن تكون نتائجها أسوأ، لافتاً أنه بالنسبة للأطفال، إذا تأخرت الجراحة، فقد تتسبب في الواقع في تأخر النمو.

مخاوف مالية

علاوة على النتائج الجراحية الضعيفة، يعاني المرضى من العجز عن وضع حد لآلامهم، إلى جانب التعامل مع التكلفة العالية للمسكنات، وصور الآشعة والرنين المغناطيسي وغيرها أثناء انتظارهم لإجراء الجراحة.

وفي هذا الصدد، كشف “جاي” عن معاناة المرضى الذي يحتاجون إلى جراحة العظام، لافتاً أن الألم يمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ويمكن أن يمنعهم من العودة إلى العمل أو كسب المال، وهذا مايعني المزيد من الإرهاق بالنسبة لهم في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.

المسكنات وعلاج الألم

بالنظر إلى أزمة المواد الأفيونية المستمرة، أكد “جاي” إن هناك وعياً متزايداً عند جراحي العظام من الآثار السلبية المحتملة لبعض الأدوية والمسكنات، والتي قد تسبب الإدمان، مضيفاً أن حتى هذه الأدوية قد تكون غير مفيدة في حال عانى المرضى من آلام شديدة، ولذا يتعين عليهم وصف بعض أنواع المخدرات، مشيراً إلى أنه بعد تقييم المخاطر يحجم بعض الناس عن تعاطي المخدرات، خوفاً من أن يصبحوا مدمنين.

جراحة ما وراء الحدود

“ألبو” التي كانت تعمل سمسار عقارات، وخسرت عملها بعد تدهور حالتها من جراء انتظار الجراحة، وفقدان بعض من مدخراتها نتيجة اضطرارها لشراء المسكنات والتي لم تجدي نفعاً، قررت إجراء العملية الجراحية في الخارج، بعد العثور على عيادة مناسبة في ليتوانيا.

وعلى الرغم من دفع 15,000 دولار لتلقي الجراحة في ليتوانيا، إلا أن “ألبو” سعيدة بقرارها، فقد عادت إلى طبيعتها، وهي قادرة على لعب الجولف وممارسة الرياضة ومواصلة عملها.

حلول نظامية

بالنظر إلى أن معظم الكنديين لا يستطيعون السفر خارج البلاد للحصول على المنتجات الطبية، اقترح “جاي” القيام بتغييرات تنظيمية أساسية في مرافق الرعاية الصحية الكندية لتقليل أوقات الانتظار، كالانفتاح على خيار وجود مساعدين للأطباء.

إلى جانب ذلك، طرح فكرة التتبع السريع لعملية التوظيف لخريجي الطب من كليات التمريض وكليات الطب لزيادة قدرة تقويم العظام، مؤكداً وجود الكثير من الأشخاص الذين هاجروا إلى كندا والذين تلقوا هذا التدريب ولكن العملية التنظيمية بطيئة إلى حد ما.

اقرأ أيضاً:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!