من التأثيرات الاقتصادية إلى السفر والهجرة.. كيف سيؤثر إغلاق الحكومة الأمريكية على الكنديين

اخبار كندا – مع فشل الجهد الأخير الذي بذله رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، لإبقاء الحكومة مستمرة في العمل، يبدو إغلاق الحكومة في الولايات المتحدة أصبح مؤكدا بشكل متزايد.

بدورهم، يحذر الاقتصاديون من أن الاقتصاد الكندي والكنديين قد يعانون من آثار إغلاق الحكومة الأمريكية، وستتعمق التأثيرات كلما طال الإغلاق.

وقال أندرياس شوتر، أستاذ الأعمال الدولية في جامعة ويسترن لسي تي في: “كندا والولايات المتحدة مرتبطتان ببعضهما البعض، فعندما تسعل الولايات المتحدة، تصاب كندا بالإنفلونزا”.

وهذا يعني أن الإغلاق قد يؤثر على العديد من المجالات، مثل تباطؤ التجارة، وتباطؤ النقل عبر الحدود، وعدم استقرار سوق الأوراق المالية، واضطرابات الرحلات الجوية، وتأخير التأشيرات الأمريكية وتصاريح العمل، وإذا استمر الإغلاق لفترة أطول، سترتفع أسعار المواد الغذائية والوقود، مع اضطرابات أخرى في الاقتصاد الكندي.

وفي حالة إغلاق الحكومة، لا تتعطل كل إدارة وخدمة فيدرالية، بل سيستمر تشغيل الخدمات والوظائف التي تعتبر ضرورية، بينما ستتوقف الخدمات والوظائف التي تعتبر غير ضرورية.

التأثيرات الاقتصادية

تعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الرئيسي لكندا، ويتبادل البلدان ما قيمته مليارات الدولارات من السلع والخدمات كل يوم، وفي عام 2022، بلغ إجمالي واردات الولايات المتحدة من كندا 595 مليار دولار.

وقال تشيتان ديف، أستاذ الاقتصاد في جامعة ألبرتا، إن أي تأثير يحدثه الإغلاق على وزارة الخارجية الأمريكية يمكن أن يؤثر على الاستثمار الأمريكي في الصادرات الكندية مثل النفط الخام والغاز الطبيعي.

وأوضح: “تُنفذ الكثير من الصفقات التجارية من خلال وزارة الخارجية”.

لكن الأمر لا يتعلق فقط بما تفعله وزارة الخارجية أثناء الإغلاق، لأن العديد من الإدارات الفيدرالية الأخرى تشارك أيضا في إدارة الاقتصاد الأمريكي.

فأي تخفيض في عدد الموظفين على الحدود الكندية الأمريكية قد يزيد من صعوبة إدخال الواردات مثل البنزين والمواد الغذائية إلى كندا، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار تلك السلع كلما طال أمد الإغلاق.

سياحة و سفر

قال شوتر إنه إذا واجهت الواردات والصادرات صعوبة في عبور الحدود البرية، فمن المحتمل ألا يكون الوضع أفضل بالنسبة للكنديين الذين يحاولون زيارة الولايات المتحدة.

وقد يواجه المسافرون تأخيرات على الحدود البرية بين كندا والولايات المتحدة إذا أثر الإغلاق على الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، ومشاكل في السفر من وإلى الولايات المتحدة إذا أثر ذلك على إدارة الطيران الفيدرالية، التي توظف معظم مراقبي الحركة الجوية هناك.

وشبه ديف التأثير المحتمل على السفر الجوي بالوقت الذي قام فيه أكثر من 12000 عضو في منظمة مراقبي الحركة الجوية المحترفين بالإضراب في عام 1981، مما أدى إلى إلغاء 7000 رحلة جوية في جميع أنحاء البلاد.

وقال: “من المحتمل أن يكون سفرك مؤلما للغاية”.

كما سيشهد السائحون الكنديون الذين يزورون الولايات المتحدة أيضا مشكلات إذا خططوا لزيارة أي من المتنزهات الوطنية الأمريكية البالغ عددها 62 متنزها.

حيث أعلنت وزارة الداخلية الأمريكية، يوم الجمعة، أن معظم المتنزهات ستغلق في حالة إغلاق الحكومة.

المواطنة والهجرة

نظرا لأن الحكومة الفيدرالية تتعامل مع طلبات التأشيرة وتصاريح العمل وأي شيء يتعلق بالمواطنة والهجرة، فإن الكنديين الذين ينتظرون الموافقة على تلك الطلبات والمستندات قد يواجهون أيضا تأخيرات.

وقال ديف: “ستتفاقم هذه التأخيرات كلما طالت فترة بقاء الحكومة مغلقة”.

اقرأ أيضا:

• بقانون جديد.. الحكومة الكندية تقترح تدابير جديدة لتعزيز القدرة على تحمل التكاليف
• دائرة الهجرة الكندية تقدم أدوات أتمتة جديدة لمعالجة تصاريح العمل بشكل أسرع