أخبار

خوفاً من ترحيلها من كندا .. امرأة تتردد في إبلاغ الشرطة رغم تعرضها لمحاولة قتل

في صيف عام 2013 أخذ صديق ناتاليا خيمينز أوراق الهجرة الخاصة بها، إثر خلاف بينهما، و بعد ذلك حاولت اللحاق به لاستعادة أوراقها، ولكن صديق خيمينز قام بضربها، و الاعتداء عليها، و عندها استنجدت بالجيران لمساعدتها، و عندما حاولت الاتصال بالشرطة قام الجيران بمنعها؛ فقد أخبروها أنها في حالة قامت بذلك ستقوم الشرطة بترحيلها من كندا.

وقد وصلت ناتاليا خيمينز إلى كندا مع صديقها كلاجئة، معتقدة أنها ستبدأ حياة أفضل، و لكنها الآن و بعد ست سنوات من تعرضها للضرب و التعنيف، قررت نشر قصتها علناً رغم خوفها من تكرار العنف الذي تعرضت له مع أخريات.

و تقول ماريا سوكورو مانجيلا نغوين المديرة التنفيذية لجمعية خدمات دعم الأسرة في فانكوفر أن جمعيتها تقدم خدمات متعددة اللغات للعديد من النساء اللاتي تعرضن للعنف مثل خيمينز.

جدير بالذكر أن معدلات حالات العنف ضد المرأة بين السكان المهاجرين اقتربت كثيراً من معدلات العنف ضد المرأة في المجتمع كله، إلا أن المرأة المهاجرة أكثر ضعفاً من غيرها، و يوجد العديد من العوائق التي تمنع حصولها على الدعم الكافي مثل عوائق اللغة و عدم معرفة السياسات و القوانين الكندية – كحالة خيمينز التي اعتقدت أنه و بمجرد إعلام الشرطة سيتم ترحيلها.

و قد كانت خيمينز على علاقة مع أوليفر جيمينز لمدة عام تقريباً، و قالت خيمينز أنه كان يحاول التحكم بها بشكل كبير جداً، و يتحكم بطريقة لباسها، و مع من تتحدث و مع من تجلس و غير ذلك، و كانت المرة الأولى التي قام بضربها فيها هي عندما ارتدت أزياء اختارتها بنفسها، فوصفها بالعاهرة و ضربها ضربًا مبرحًا.

وتقول خيمينز أنها حاولت تخطي الأمر بمفردها و اضطرت إلى سماع نصائح عائلتها التي قالت لها أن جميع مشاكلها يتم حلها في المنزل فقط، خاصة أنها بعدما قررت الانفصال عنه هددها بقتل نفسه، وتناول سم الفئران، الأمر الذي جعلها تشعر بالذنب.

كرر صديق خيمينيز الاعتداء عليها، و عندما رآها زميلها الكولومبي في العمل متعرضة للكدمات و الضرب نصحها بأن تقوم بالاتصال بالشرطة، و قال لها : “لن يؤثر ذلك على إقامتك في كندا”.

و قالت خيمينز أنها هنا فقط قررت تقديم بلاغ للشرطة، ولكنها شعرت بالخوف إذا خرج أوليفر من السجن أن ينتقم منها.

و المؤسف في الأمر أن أوليفر تم سجنه لكنه لم يبق في السجن لفترة طويلة و خرج و هو يرغب في الانتقام منها وقتلها لأنها قامت بالإبلاغ عنه.

فعندما كانت تنتظر صديقاتها في الثاني من يناير عام 2014 في منزلها، فتحت بابها لتصادف أوليفر متنكراً بزي امرأة و وجهه مغطى بالكامل، و عند دخوله أغلق الباب و أغلق كل الأقفال و بدأ بضربها حتى فقدت الوعي.

و على الرغم من أن طلب اللجوء الذي قدمته كان قد منعها سابقاً من طلب المساعدة إلا أنها قامت باللجوء إلى المراكز المجتمعية و الاتصال بالشرطة.

و الآن صديقها أوليفر في السجن لمدة ستستمر 10 سنوات بسبب قيامه بمحاولة قتلها، و يجدر الذكر أن خيمينز تمكنت من الحصول على الإقامة الدائمة في كندا.

و في هذا السياق قالت “أنورادها دوجال” مديرة المبادرات المجتمعية في المؤسسة النسائية الكندية، أن وكالات الشرطة بحاجة للمزيد من التدريب عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع النساء المتعرضات للعنف، خاصةً المهاجرات منهن؛ لأنهن في وضع صعب جداً.

و قال مجلس أونتاريو للمكاتب التي تقدم خدمات للمهاجرين أن المقيمين الدائمين لن يفقدوا إقامتهم و لن يتم ترحيلهم بسبب تعرضهم للعنف أو بسبب علاقاتهم السيئة مع كفلائهم، و على الرغم من أن طالبي اللجوء من الممكن أن يعانوا من صعوبات أكبر في هذه المواقف، إلا أنه يتوجب عليهن إخبار الشرطة.

و الآن خيمينز تعبر عن امتنانها الشديد لدعم المراكز المجتمعية لها، كما رغبت بمشاركة قصتها لتخبر جميع من يتعرض للتعنيف في أن يتقدم بطلب المساعدة من الشرطة، و ألا يقف مكتوف الأيدي، و قالت لو جئت إلى المراكز المجتمعية سابقاً لم أكن لأتعرض للعنف أكثر من مرة .

و يرى المركز أنه في كثير من الأحيان يكون خوف النساء من الترحيل أكبر؛ لأن المعتدي عليهن يكون هو راعيهن و كفيلهن في كندا، لكن ذلك لن يكون سبباً في ترحيلهن .

اقرأ أيضًا:

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!