أخبار

تجمد رجل مسن في دار رعاية للمسنين حتى الموت

كندا بالعربي: بقدر ما يحاول فرانسو بوراسا نسيان الطريقة البشعة التي توفي بها والده، إلا أنه لا يستطيع، فقد قام فرانسوا بوضع والده في دار رعاية للمسنين قبل ثلاث سنوات، وذلك لأن والده أصيب ببدايات خرف ولم يعد بإمكانه الحياة وحيداً في المنزل.

و كانت غرفته في دار رعاية المسنين في الطابق الأرضي، ولها باب يؤدي إلى الخارج مباشرة، وفي أواخر فبراير من عام 2017 وصلت درجات الحرارة في الدار بين 0 و 12 درجة مئوية، ويبدو أن والد فرانسوا لم يستطع تحمل هذه البرودة لذا توفي على الفور، وعثر عليه موظف في صباح اليوم التالي مرمياً ومتجمداً على الأرض.

و قد رفع فرانسوا مؤخراً دعوى قضائية ضد الدار مطالباً بتعويضات تصل إلى مليوني دولاراً من المالكين للدار، ومن مدراء الدار أيضاً، ولم يكن التعويض هو الأمر الوحيد الذي طالب به بل طالب أيضاً بإيجاد وسيلة أكثر فاعلية لضمان أن كبار السن الموجودين في الدار لن يتعرضوا لمثل هذه الحادثة، و قال : “يجب القيام بشيء ما لضمان عدم حدوث هذا للناس مرة ثانية، وللأسف فلم أستطع حماية والدي، ولكن لا يزال هناك الكثير من كبار السن بحاجة إلى حماية”.

و تقول الدعوى القضائية أن الإقامة في دار Villa du Jardin Fleuri لم يكن مصرح بها، ولكن على الرغم من ذلك قامت بقبول والد فرانسوا، و أثبتت الدعوى القضائية أنه و بسبب خلافات كبيرة بين المدراء ساء الوضع جداً في الدار وأدى إلى خلق مناخ من عدم الاهتمام وترك سكانه عرضة للخطر.

والغريب في الأمر أن هذه الحالة ليست هي الوحيدة، فقد توفيت مسنة أخرى تدعى تيريزا روبيرغ في ظروف مماثلة، فقد علقت هذه المسنة في الخارج في منتصف الليل، وفقدت الشعور بقدميها ومن ثم توفت في المستشفى بعد بضعة أيام.

وقد ألغت هيئة الصحة المحلية تصريح هذا الدار في يوليو في عام2017، بعد أن لاحظت وجود العديد من المخالفات في الدار، بما في ذلك عدم وجود أماكن مناسبة للهرب والعمل مع عدد غير كاف من الموظفين خلال الليل، وكان الدار على علم بالقضايا جميعها، وحاولت معالجة بعض المشاكل لكن الدار لم يقم باللازم.

و قد أثارت هذه القضية جدلاً كبيراً على مستوى المقاطعة بعد وفاة والدة جيل دوسيب، هيلين رولي هوت ، 93 عاماً، خارج مقر إقامتها في مونتريال في أوائل عام 2019.

وفي أواخر ديسمبر ، تم العثور على رجل يبلغ من العمر 88 عاماً مصاباً بمرض الزهايمر ميتاً خارج دار رعاية المسنين في سان جان سور ريشيليو.

وقال بيير بلاين ، المدافععن حقوق المرضى في منظمة Les Usagers de la Santé du Quebéc ، بلين “لسوء الحظ ، تحدث حالات الوفاة هذه مرة واحدة على الأقل أو مرتين في السنة، ولكن نحن لم نسمع عن الكثير منها”.

وقال بلين إن إصلاح المشكلة يبدأ بإطلاق قواعد أكثر صرامة، كما يجب زيادة عدد الموظفين الذين يعملون في الدار وزيادة تواجدهم في الليل في جميع أنحاء الدار، كما يجب وضع أنظمة للقفل الأوتوماتيكي لمنع كبار السن الذين يعانون من مشاكل معرفية كبيرة من الخروج و التعرض لأي أذى”.

و إذا أردنا العودة إلى قصة بوراسا، فقد كان يعمل بوراسا كمحاسب طوال حياته، ورأت الزيارة الأولى التي ذهب بها إلى المستشفى أن والده لم يعد قادراً على الحياة بمفرده، لذا اضطر إلى وضعه في الدار، ولم يتحمل والده أكثر من شهر واحد في الدار و توفي بسبب البرودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!