أخبار

كيف يمكن اكتشاف الأطفال الحاملين لفيروس كورونا مع إعادة فتح المدارس ؟

اخبار كندا – بقيت أسابيع قليلة على إعادة فتح المدارس في جميع أنحاء كندا، ويبقى عدم اليقين هو مدى قدرة الأطفال الين لم تظهر عليهم أعراض المرض في نقل عدوى فيروس كورونا إلى الآخرين.

وقالت زوي هايد عالمة الأوبئة بجامعة غرب أستراليا: “من الواضح الآن أن فكرة الأطفال لا يصابون ولا ينقلون الفيروس هي فكرة خاطئة، إننا نعلم أن الأطفال يمكن أن ينقلوا الفيروس، لكننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان بإمكانهم نقله بشكل فعال مثل البالغين”.

لدى كندا أقل من 10000 حالة كورونا لمن تقل أعمارهم عن 19 عاماً وحالة وفاة واحدة في لطفل مصاب بفيروس كوفيد-19.

وقالت هايدي لشبكة CBC News: “إن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بعدوى خفيفة أو حتى الإصابة بدون أعراض من البالغين، ولكن مع زيادة انتقال العدوى في المجتمع في بعض البلدان بدأ الفيروس أخيراً يشق طريقه إلى الفئات العمرية الأصغر وتبع ذلك تفشي واسع النطاق في المدارس”.

حيث أن تفشي المرض في مدرسة في تشيلي جعل من الأطفال والمعلمين الأصغر سناً أكثر عرضة للإصابة، وفي مقال نُشر في مجلة JAMA Pediatrics الشهر الماضي ذُكر أن الأطفال في مستشفى في شيكاغو يحملون كمية مماثلة من الفيروسات في الجهاز التنفسي العلوي مثل البالغين.

ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه يمكنهم نشر الفيروس المعدي بشكل فعال.

– هل يمكن أن تتسبب المدارس في زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في كندا؟

بالنظر إلى ما نعرفه وما لا نعرفه عن الطريقة التي يمكن للأطفال من خلالها نشر فيروس كورونا يبقى سؤال واحد يتبادر إلى الذهن، هل ستعرض إعادة فتح المدارس في الشهر المقبل الطلاب والمعلمين والمجتمع لخطر؟

قال ريوات ديوناندان عالم الأوبئة الصحية العالمية والأستاذ المساعد في جامعة أوتاوا، أن الكثير من الأبحاث حتى الآن حول كيفية نشر الأطفال للفيروس غير مجدية لأنه تم إجراؤها بينما كانت المدارس مغلقة بالفعل وعندما كانت الإصابات في المجتمع منخفضة، وقال موضحاً: “لا نعرف فعلاً ما يحصل في المدرسة، ولا يمكن القول باختصار أن الأطفال غير ناقلين للعدوى”.

والأمر السلبي الآخر هو أن البحث ركز إلى حد كبير على الأطفال المصابين بفيروس كورونا والذين ظهرت أعراض المرض لديهم، وهو ما يترك العديد من الأسئلة دون إجابة حول لأطفال الأصغر سناً الذين تقل احتمالية ظهور الأعراض عليهم.

قالت آشلي تويت، عالمة الأوبئة في الأمراض المعدية والأستاذة المساعدة في كلية Dalla Lana للصحة العامة في جامعة تورنتو أن هناك خطراً متزايداً لانتشار الفيروس في المدارس لأن الدوائر الاجتماعية للأطفال أوسع من البالغين.

وأضافت: “إذا كان لديك 30 شخصاً في فصل دراسي وكان لكل من هؤلاء الأطفال دائرة اجتماعية مكونة من 10 أشخاص ولديك حالة واحدة مصابة بالفيروس في هذا الفصل الدراسي، فمن المحتمل أنك تتحدث عن انتقال المرض بين 300 شخص”.

– هل تفعل كندا ما يكفي لوقف انتشار الفيروس في المدارس؟

تركز الإرشادات الفيدرالية الكندية الخاصة في إعادة الطلاب إلى المدرسة بشكل كبير على عزل أولئك الذين يعانون من الأعراض، كما يقرون بأن كورونا لدى الأطفال “غير مفهوم تماماً” و “قد تتغير أعراضه مع مرور الوقت”.

قال الدكتور إسحاق بوجوتش طبيب الأمراض المعدية في مستشفى تورنتو العام: “”حتى الآن بعد سبعة أشهر ما زلنا نفتقر إلى فهم جيد لنسبة الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض بالفعل”.

يقول بوجوتش أنه على الرغم من هذا النقص في الفهم إلا إن بروتوكولات العودة إلى المدرسة الحالية يمكن أن تعمل على معالجة أي انتشار محتمل بدون أعراض في الفصل الدراسي.

وأضاف: “إذا كان الشخص الذي لا تظهر عليه أعراض الفيروس يذهب إلى المدرسة وكان يرتدي القناع طوال الوقت ويغسل يديه جيداً ويفصل بينه وبين الأشخاص الآخرين مسافة مترين، فمن غير المرجح أن ينقل العدوى للأشخاص آخرين”.

ولكن أعربت الحكومة الفيدرالية عن قلقها من الأماكن المزدحمة التي يصعب تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي فيها وبالتالي تشكل خطراً كبيراً لتفشي المرض.

– الفحص السريع:

إلى جانب التركيز على التهوية والتباعد الجسدي والأقنعة وتجنب المساحات الداخلية المزدحمة إلا أن أحد العناصر الرئيسية الأخرى التي يمكن أن تساعد في الحد من الانتشار قبل أن تبدأ هو الاختبار السريع.

قال بوجوتش: “إذا كان هناك اختبار سريع، فسنتمكن من تحديد الأشخاص المصابين بالفيروس قبل نقله إلى الآخرين”.

وأضاف: “بهذا الفحص السريع سنتمكن من تحديد الأشخاص المعرضين لخطر نقل هذه العدوى ومنعهم من الذهاب إلى العمل أو الذهاب إلى المدرسة وإصابة الآخرين”.

لكن كندا ليس لديها حتى الآن إمكانية الوصول إلى هذا النوع من تقنيات الاختبار التي تُسمى “اختبارات المستضدات”، والتي يمكن أن تسمح للمدارس باختبار الفصول الدراسية بأكملها بسرعة وصدور نتائج الفحص في حوالي 30 دقيقة.

وقالت كبيرة مسؤولي الصحة العامة في كندا الدكتورة تيريزا تام في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع: “إذا كان لديك حالة في مدرستك فإننا نتوقع استجابة سريعة من حيث الاختبار والبحث عن جهات الاتصال ولكن في الوقت الحالي لا تدعم التكنولوجيا في كندا هذا النهج”.

– يمكن أن يساعد اختبار المراقبة في اكتشاف الحالات التي لا تظهر عليها أعراض:

سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخراً بالاستخدام الطارئ لاختبارات المستضدات في الولايات المتحدة هذا الشهر، والتي يتم طرحها بالفعل في المدارس من رياض الأطفال إلى الصف 12 في ولايات مثل ولاية أركنساس.

وقالت تام إن كندا تسعى لتكنولوجيا مماثلة لتطبيقها هنا، ولكن لم تتم الموافقة على اختبارات المستضدات من قبل وزارة الصحة الكندية.

في غياب ذلك، يمكن أن يساعد الاختبار العشوائي للفصول الدراسية باستخدام التقنية الحالية التي تُعرف باسم “اختبار المراقبة” في اكتشاف الحالات التي لا تظهر عليها أعراض في المدارس قبل انتشارها.

اختارت بعض المقاطعات مثل بريتيش كولومبيا ونيوفاوندلاند ولابرادور تأجيل بدء العام الدراسي من أجل الاستعداد بشكل أفضل لإعادة الانفتاح خلال الوباء ولكن البعض الآخر مثل المقاطعة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في كندا اختاروا المضي قدماً وسط حالة من عدم اليقين.

قال كبير المسؤولين الطبيين للصحة في أونتاريو الدكتور ديفيد ويليامز يوم الخميس إن هناك خطر ضئيل لإعادة الطلاب إلى المدرسة مشيراً إلى معدلات انتقال الفيروس منخفضة في المقاطعة.

وقال خلال مؤتمر صحفي: “إذا كان هناك خطر فلن أوصي بفتح المدارس في ظل الوضع الحالي، لكن في هذا الوقت لا أرى تلك المخاطر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!