أخبار

آلاف اللاجئين ينامون في العراء بعد احتراق أكبر مخيم لهم في اليونان

قضى آلاف اللاجئين والمهاجرين ليلتهم الثالثة في العراء بجزيرة ليسبوس اليونانية بعد ليلتين متتاليتين من الحرائق في مخيم موريا المعروف بالاكتظاظ.

استيقظ البعض يوم الجمعة بعد النوم على جانب الطريق بعد أن قطعوا القصب واستخدموا البطانيات التي استطاعوا انقاذها من الحريق لبناء ملاجئ بدائية تحميهم من برد الليل وشمس النهار الحارقة، في حين استخدم آخرون الخيام أو كان لديهم فقط أكياس نوم لحمايتهم من العوامل الجوية.

قالت السلطات اليونانية إن حرائق الثلاثاء ومساء الأربعاء تم إشعالها عمداً من قبل بعض سكان المخيم الغاضبين من أوامر العزل الصادرة لمنع انتشار فيروس كورونا بعد اكتشاف إصابة 35 من سكان المخيم.

كان المخيم مغلقاً ومن المقرر أن يبقى مغلاقاً حتى منتصف سبتمبر بعد تحديد أول حالة إصابة بالفيروس لرجل صومالي حصل على حق اللجوء وغادر المخيم لكنه عاد لاحقاً إلى مخيم موريا من أثينا.

“لقد أمضينا ثلاثة أيام هنا دون أن نأكل ولا نشرب، نعيش في ظروف ليست جيدة حقاً”، هذا ما قاله فريدي موسامبا وهو مقيم سابق في المخيم من غامبيا الذي ندد بالوضع في اليونان والظروف التي كان يعيش فيها.

وقال موسامبا “أريد أن أتحدث عن الاتحاد الأوروبي الذي تخلى عنا وتركنا هنا على هذا النحو”، ووجه دعواته للاتحاد الأوروبي قائلاً: “ليأتي ويدعمنا، نحن مثل الأطفال المُتخلى عنهم، لقد تحملنا أشياء لم نكن نعلم أنها يمكن أن تحدث”.

لطالما حذرت منظمات الإغاثة من الظروف القاسية في المخيم الذي يتسع لأكثر من 2750 شخصاً بقليل، لكنه كان يأوي أكثر من 12500 شخص.

أدى الوضع إلى تصاعد التوتر بين المهاجرين واللاجئين داخل المخيم والسكان المحليين الذين طالبوا منذ فترة طويلة بإغلاق مخيم موريا.

وقال وزير الهجرة إن الحريق الأول مساء الثلاثاء تسبب في تشريد حوالي 3500 من سكان المخيم، تم نقل الخيام على متن عبّارة وسفينتين تابعتين للبحرية لتوفير المأوى لهؤلاء المشردين، لكن اشتعلت النيران في بقايا المخيم ليل الأربعاء الأمر الذي تسبب بتشرد الباقين.

أكد المتحدث باسم الحكومة ستيليوس بيتساس يوم الأربعاء أنه لن يُسمح لأي من سكان المخيم، باستثناء 406 من المراهقين والأطفال الذين كانوا يعيشون هناك بمغادرة الجزيرة.

تم نقل القاصرين غير المصحوبين بذويهم إلى البر الرئيسي وإيوائهم مؤقتاً في الفنادق ليلة الأربعاء.

وقال بيتساس “بعض الناس لا يحترمون البلد الذي يستضيفهم ويسعون جاهدين لإثبات أنهم لا يسعون للحصول على جواز سفر لحياة أفضل”، مشدداً على أن الحرائق تم إشعالها عمداً وتركت آلاف العائلات بلا مأوى.

يضم مخيم موريا على أشخاص من إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وصلوا إلى الجزيرة من الساحل التركي القريب هرباً من الفقر أو الصراع في وطنهم.

بموجب اتفاق أبرم عام 2016 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، سيبقى أولئك الذين يصلون إلى الجزر اليونانية هناك إما في انتظار الموافقة على طلبات لجوئهم أو ترحيلهم إلى تركيا.

لكن تراكم طلبات اللجوء واستمرار توافد اللاجئين وقلة عمليات الترحيل أدى إلى اكتظاظ هائل في مخيم موريا ومخيمات أخرى في جزر بحر إيجة الشرقية.

اعتبر النقاد مخيم موريا المكتظ وظروفه المزرية رمزاً للفشل في سياسة الهجرة واللاجئين في الاتحاد الأوروبي.

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس إن فرنسا وألمانيا تجريان محادثات لاستقبال بعض الأطفال الذين كانوا يعيشون في مخيم موريا.

قال وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر يوم الجمعة إن 10 دول من الاتحاد الأوروبي وافقت على المشاركة في استقبال الأطفال غير المصحوبين بذويهم من مخيم موريا وأن المحادثات جارية مع آخرين.

وقال إن ألمانيا وفرنسا ستحصلان على النصيب الأكبر “حوالي ثلثي” الأطفال الـ 406 الذين كانوا يعيشون في المخيم بدون آباء أو أولياء أمور.

كان هناك برنامج بالفعل قبل اندلاع الحريق لعدد من الدول الأوروبية لاستقبال بعض من الآلاف من القاصرين غير المصحوبين بذويهم ومعظمهم من المراهقين الذين كانوا يقيمون في مرافق للاجئين والمهاجرين في جميع أنحاء اليونان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!