“لا تخافوا من كورونا”: تغريدة ترامب تثير غضب أقارب الموتى والناجين من الوباء
أُصيب سكوت سيدلاسيك بدوار وارتفاع في درجات الحرارة وعدم القدرة على التنفس، ولكنه كان محظوظاً بعض الشيء، فلقد كان من بين الأشخاص الأوائل الذين عولجوا من فيروس كورونا في المركز الطبي السويدي في سياتل، وتمكن الأطباء والممرضات من إعطائه الكثير انتباه.
في شهر مارس، تعافى هذا الرجل البالغ من العمر 64 عاماً بعد أن وُضع على جهاز التنفس الصناعي، ولكنه حتى الآن لم ينس الألم الذي تعرض له خلال فترة إصابته، ولهذا السبب بالتحديد شعر بالغضب بعد سماعه نصيحة الرئيس ترامب عبر تويتر يوم الاثنين التي يدعو فيها الناس إلى عدم الخوف من المرض، وكذلك بسبب إصرار ترامب على ركوب موكب السيارات خارج مركز Walter Reed الطبي والعودة إلى البيت الأبيض وهو لا يزال معدياً.
قال سيدلاسيك: “أنا مسرور للغاية لأنه يبدو بصحة جيدة، فهو لديه طاقم طبي يزوده بالأدوية التجريبية التي ليست متاحة لنا، ولكن هذه التصريحات غير مقبولة وخاصة بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يحاولون حماية أنفسهم”.
أُصيب حوالي 7.5 مليون أمريكي بالفيروس، توفي منهم 210 ألف شخص وهناك الملايين من الأشخاص العاطلين عن العمل، من بينهم سيدلاسيك.
خرج ترامب من المستشفى بعد 3 أيام من دخوله، وقال في فيديو نشره على التويتر: “لا تخف من الفيروس، لا تدعه يسيطر على حياتك، لقد طورنا بعض الأدوية، إنني أشعر بتحسن كبير وكأنني عدت في العمر 20 عاماً”.
وأضاف: “سوف نهزمه، لدينا أفضل المعدات الطبية، لدينا أفضل الأدوية”.
لا يبدو هذا التصرف غريباً عن ترامب، فلن ننسى استخفافه بالفيروس وسخريته ممن يرتدون الأقنعة وإصراره على تنظيم التجمعات والأنشطة في البيت الأبيض بما يتعارض مع الإرشادات الفيدرالية.
تسببت كلماته الأخيرة هذه بذعر خبراء الصحة والأطباء والأشخاص الذين فقدوا أحباءهم بسبب الفيروس، قائلين إن كلماته المتعجرفة خطيرة للغاية وخاصة في وقت تشهد فيه البلاد ارتفاع في عدد الإصابات.
قال الدكتور تيان فو، الذي أجرى أكثر من 40 ألف اختبار لفيروس كورونا في عياداته في مقاطعة إمبريال بولاية كاليفورنيا: “أوه، يا إلهي، هذه توصية سيئة للغاية من الرئيس”.
وكتبت الدكتورة جانيت باسمان، عالمة الأوبئة في كلية الصحة العامة في جامعة واشنطن، في رسالة بالبريد الإلكتروني: “يتمتع الرئيس بإمكانية الوصول إلى أفضل رعاية طبية في العالم، كما لديه طائرة هليكوبتر خاصة لنقله إلى المستشفى في أي وقت يريده، يجب على بقيتنا ممن ليس لديهم مثل هذه التسهيلات أن يستمروا في القلق من الفيروس الذي أودى بحياة مليون شخص حول العالم في غضون بضعة أشهر فقط”.
قال الخبراء الاستراتيجيون إن ترامب أهدر فرصة للمساعدة في إعادة انتخابه من خلال إظهار التعاطف مع المتضررين من فيروس كورونا.
