أخبار

استخدام علاج جديد ونادر لالتهاب البنكرياس والنتائج مبشرة

اخبار كندا – وسط ارتفاع عدد الأشخاص الذين يصابون بالتهاب البنكرياس، يتطلع الأطباء إلى إجراء علاجي نادر لمساعدة المرضى الذين يعانون من هذا الألم المزمن، من خلال تصنيع “كبد خارق” باستخدام خلايا المريض نفسه.

حيث ينتج البنكرياس الموجود خلف المعدة الإنزيمات التي تساعد على عملية الهضم، وكذلك الهرمونات التي تساعد على تحليل السكريات.

ويعتبر التهاب البنكرياس حالة مرضية تتعارض مع عمل البنكرياس، ويمكن أن تحدث بشكل مفاجئ وحاد أو يمكن أن تكون مشكلة مزمنة.

في هذا السياق وبالنسبة إلى كيتلين ساري البالغة من العمر 27 عاماً، والتي شخصت إصابتها بالتهاب البنكرياس في الصيف الماضي في منتصف الوباء، كانت الحالة منهكة.

حيث قالت ساري لـ CTV News: “لقد بدأت أصاب بالمرض شيئاً فشيئاً، وكنت أعاني من ألم مبرح بعد أن أتناول أي شيء، حتى شرب الماء.”

وفي حين أن بعض الأشخاص المصابين بحالات خفيفة من التهاب البنكرياس يتحسنون بشكل عفوي، إلا أن الحالات الشديدة قد تكون مهددة للحياة.

وكانت ساري تعاني من الغثيان والقيء بانتظام، ولم يكن لديها أي طاقة للحركة، ولم تكن قادرة على الذهاب للتنزه أو رؤية الأصدقاء.

وأضافت: “لم أستطع حتى الوصول إلى السرير بسبب الآلام والإنهاك، في بعض الأيام، لم يكن لدي حياة على الإطلاق.”

لاحقاً ساءت حالتها حتى انتهى بها المطاف في المستشفى، وذلك خلال عمليات الإغلاق بسبب الوباء.

وكانت تعاني من ألم شديد وبقيت في المستشفى لأسابيع متتالية، ولم تتمكن من المغادرة إلا لبضعة أيام قبل أن تدخل المستشفى مرة أخرى، معتمدة على المخدرات الثقيلة للسيطرة على الألم.

ولم يكن هذا الوضع مقبولاً على أية حال، لذا كان من الواضح أن هناك شيئاً ما يجب القيام به.

وجاءت الإجابة في إجراء علاجي نادر يسمى “استئصال البنكرياس الكلي والزرع الذاتي لجزر البنكرياس”.

وتعتبر ساري من بين أول مريضين تلقوا العلاج في مستشفى تورنتو العام، وواحدة من أوائل المرضى في أونتاريو، الذين أجروا العملية، والتي تضمنت الخطوة الأولى منها إزالة البنكرياس الملتهب في عملية شاقة استمرت 12 ساعة.

لكن إزالة البنكرياس تخلق مشكلة أخرى، فمن دون البنكرياس، يصاب المرضى بمرض السكري، مما يتطلب إعطاء الأنسولين مدى الحياة.

لهذا السبب، في هذا الإجراء الجديد، فإن الجراحة لإزالة البنكرياس ليست سوى الخطوة الأولى.

وبعدها يقوم فنيو المختبر بعزل خلايا البنكرياس، ثم إعادتها إلى غرفة العمليات، حيث يقوم الجراح بحقنها في كبد المريض.

وحين تحقن داخل الكبد، تتجذر هذه الخلايا وتنمو من جديد.

وعن هذا العلاج صرح الدكتور جيمس شابيرو، رئيس قسم الأبحاث الكندية في جراحة زرع الأعضاء والطب التجديدي، لـ CTV News أن عمليات الزراعة الذاتية لجزر البنكرياس هي حالة فريدة جداً من نوعها في مجال الجراحة.

وأوضح ذلك بقوله: “لأننا نتخلص من بنكرياس شخص مريض، فهذا يعني أننا نستخرج الخلايا التي تصنع الأنسولين، والتي تمثل حوالي 1 إلى 2 في المائة من البنكرياس، ونعيد تلك الخلايا إلى الكبد، ولأنها خلايا المريض نفسه، فإن الجسم سيتقبلها دون الحاجة إلى أي أدوية مضادة للرفض، لذا فهي حالة فريدة جداً، وهي خلايا ثمينة للغاية “.

هذا وتعد قصة ساري قصة نجاح من بين 70% من الحالات التي يبدأ فيها “الكبد الخارق” الجديد في إنتاج بعض أو كل الأنسولين الذي يحتاجه الجسم.

كما يقول مسؤولو المستشفى إن المريض الثاني في حالة جيدة أيضاً على الرغم من أنه لا يزال بحاجة إلى بعض حقن الأنسولين اليومية.

جدير بالذكر أن معدل الإصابة بالتهاب البنكرياس يتزايد في جميع أنحاء العالم، والأطباء ليسوا متأكدين من السبب.

وهناك أكثر من 116500 إصابة جديدة بالتهاب البنكرياس في كندا الآن، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 75% في حدوثه منذ عام 1990.

وفي عام 2016، كان هناك 474 حالة وفاة بسبب هذا المرض، مما يجعل من الهام جداً تطوير علاجات فعالة.

وبهذا العلاج لا يعاني المرضى من أي ألم، ويمكنهم العودة إلى حياتهم الطبيعية، مما يجعله إجراء يغير حياتهم للأفضل.

إلى جانب ذلك فإن هذه الطريقة لها آثار على العالم الطبي الأوسع، حيث من المحتمل أن تفتح طرقاً لعلاج مرض السكري نفسه، أو لاستخدام خلايا المريض الخاصة لإصلاح الأعضاء.

اقرأ أيضاً: “بعد أن كان جسدهما سجنا لهما”.. فتاتان كنديتان تتحركان من جديد بفضل علاج جيني

باحثون كنديون يعتقدون أنهم وجدوا “علاجا حقيقيا لمرض السكري”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!