أخبار

مشفى كندي هادف للربح ذو شهرة عالمية.. هل ينبغي أن يكون نموذجا للرعاية الصحية الخاصة؟

عندما تحدث رئيس وزراء أونتاريو دوج فورد مؤخرا عن الإصلاحات المحتملة لنظام الرعاية الصحية الإقليمي، أشار إلى مشفى شولديس كمثال على الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه الخصخصة.

أثار مدحه للعيادة الخاصة لعلاج حالات الفتق ذات الشهرة العالمية -وهي واحدة من عدد قليل من مشافي أونتاريو المسموح لها بالعمل من أجل الربح- مسألة ما إذا كان نموذجا يمكن تكراره أو سيؤدي إلى تداعي الرعاية الطبية وإنشاء نظام من مستويين.

يقع المشفى في ثورنهيل شمال تورنتو مباشرة، في منطقة ريفية تبلغ مساحتها 20 فدانا، محاط بالحدائق وممرات المشي – مما يجعله يبدو أشبه بمنتجع صحي – يحوي المشفى 89 سريرا وخمس غرف للعمليات الجراحية، وتشمل قائمة الطعام: المقبلات مثل سمك السلمون المرقط مع صلصة هولانديز، والبطاطا المشوية والفاصولياء الفرنسية أو الدجاج بالكاري بجوز الهند مع المعكرونة السنغافورية.

ومع ذلك، فإن الشهرة الرئيسية للمشفى تأتي من عدد جراحات حالات الفتق التي يقوم بها، والتي تبلغ حوالي 7000 عملية في السنة.

قال جون هيوز ، العضو المنتدب لمستشفى شولدايس، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى سي بي سي نيوز: “جراحونا وفريقنا الجراحي لا يعلى عليه، ونظرًا لأن جراحينا يقومون بإصلاحات الفتق فقط… فهم ببساطة ممتازون في ما يفعلونه”

تدعي شولدايس أيضًا أن نموذجها يسمح لها بالأداء بتكلفة أقل لكل حالة من المستشفيات العامة ، وأن أوقات الانتظار أقل بكثير من تلك الموجودة في النظام العام.

يقول المشفى إن معدل الإصابة والمضاعفات وتكرار الإصابة بالفتق أقل من 0.5 في المئة بالنسبة لإصلاحات الفتق الإربي الأولي، وهو أدنى معدل مسجل في العالم، كما أن العمليات الجراحية نفسها مشمولة بخطة أونتاريو للتأمين الصحي.

وقال جون هيوز: “نفرض رسوما على غرفة شبه خاصة بسعر يتماشى مع بقية مستشفيات منطقة تورنتو”، لا توجد فواتير إضافية لأي خدمات أخرى – على سبيل المثال الخدمات الطبية والغذائية والأدوية”.

ولكن بسبب سياسة المستشفى التي تقضي بضرورة بقاء معظم المرضى لمدة ثلاثة أيام على الأقل أو أكثر بعد الجراحة، فإن نفقات هذه الغرفة تدر إيرادات كبيرة، كما يقول النقاد.

تأسس عام 1945

تأسس المشفى عام 1945 على يد الدكتور إدوارد إيرل شولديس، الذي أجرى عمليات فتق للجنود خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك وفقا لحفيده داريل أوركهارت.

من بين المرضى الذين تلقوا العلاج في المشفى كان هناك سياسيون وشخصيات بارزة بما في ذلك رئيس الوزراء السابق جو كلارك، ومستشار حماية المستهلك في الولايات المتحدة الأمريكي رالف نادر، والسناتور الأمريكي راند بول.

في عام 2006، اتُهم زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاك لايتون -وهو ناقد للرعاية الصحية الخاصة- بالنفاق بعد أن اعترف بأنه كان نزيلا في ذلك المشفى في منتصف التسعينيات، حيث قال لايتون إنه لم يكن يعلم أنه مشفى خاص.

نموذج يمكن تكراره

يقول أوركهارت وهو مالك مشارك سابق ومدير سابق لتطوير الأعمال في شولدايس: “إن النموذج يمكن تكراره، لكنه يتطلب مبادرة مركزة من الأطباء المتخصصين المحترفين”.

وأضاف “يجب أن يكون هناك جهد منسق بين المهنيين والإداريين والبيروقراطيين. وهذا النوع من العمل يحدث عادة في القطاع الخاص، وليس في القطاع العام”.

لكن الدكتور حسن شيخ، نائب رئيس الأطباء الكنديين للرعاية الطبية، قال إن هناك “أمثلة رائعة” لمراكز جراحية غير هادفة للربح تقوم بعمليات كبيرة الحجم لأمراض معينة.

إقامة المرضى في المشفى تدعو للتساؤل

يتساءل شيخ أيضا عما إذا كان مرضى الفتق يحتاجون حقا إلى البقاء في شولديس لبضعة أيام بعد الجراحة.

قال شيخ “أحد أكبر مخاوفي هو حقيقة أن مرضى الفتق – وهي عملية بسيطة إلى حد ما وفي معظم المشافي العامة هو إجراء نهاري- سيبقون لمدة ثلاث ليال لعلاج الفتق في شولديس..

ويضيف: “إبقاء الناس لفترة أطول للقيام بالإجراء نفسه لا يبدو مبتكرا”. “وأعتقد أنه عندما يكون لديك دافع الربح هذا … فإنه يطرح السؤال عما إذا كانت هذه القرارات يتم اتخاذها بناء على ما هو الأفضل للمرضى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!