في الوقت الذي تكافح فيه كندا أزمة الإسكان، يشهد مصنعو ومطورو المساكن الجاهزة ارتفاعا في الطلب، لكنهم يقولون إنهم لا يملكون القدرة على تلبية تلك المطالب.
صرح روبرت بيرسون، مدير التطوير في شركة تطوير المنازل الجاهزة Eco Homes، أن الطلب يتزايد على المنازل المبنية في المصانع.
وقال “نتلقى آلاف الاستفسارات شهريا على الموقع الإلكتروني لمنازلنا النموذجية”.
والمساكن الجاهزة أو البناء الجاهز هي طريقة للبناء حيث يتم الجزء الأكبر من البناء خارج الموقع، غالبا في منشأة، مثل المصنع، ويتم بعد ذلك شحن إما منزل نموذجي تم تشييده بالكامل أو أجزاء من المنزل إلى الموقع، حيث يتم تجميعه وتوصيله بالمرافق.
وشبهها بيرسون بشراء سيارة كاملة على شكل أجزاء ثم يقوم الميكانيكي بتجميعها في المرآب الخاص بك.
وقال جيسي بيج، من شركة بناء المنازل المخصصة في أونتاريو: “هناك اهتمام متزايد بالبيوت الجاهزة”.
ووفقا لمؤسسة كندا للرهن العقاري والإسكان، ستحتاج كندا إلى ما يقرب من 3.5 مليون منزل جديد إضافي بحلول عام 2030، ويعتقد الكثيرون أن المنازل الجاهزة هي وسيلة سريعة وفعالة للوصول إلى هذا الرقم بشكل أسرع، ولكن الطريق إلى صنع المباني الجاهزة مليء بالتحديات.
لماذا يصعب تنفيذ المباني الجاهزة في كندا؟
وقال بيج إن من بين العوامل التي تجعل من الصعب تنفيذ الإسكان الجاهز على نطاق واسع هو التعديلات على المنازل، إذ غالبا ما تضيف التعديلات الفردية على التصميمات الجاهزة أشهرا إلى عملية البناء، بدلا من اختيار المستهلكين لتصميم تمت الموافقة عليه مسبقا والالتزام به.
وأوضح بيج أن عملية التصنيع تصبح معقدة “عندما يأتي عميل ويقول: “أنا أحب هذا النموذج، ولكنني أريد إجراء كل هذه التغييرات”.
وأشار إلى أن إجراء التعديلات والحصول على أذونات جديدة يمكن أن يؤدي إلى زيادة وقت البناء بشكل كبير.
واتفق كل من بيرسون وبيج على أن تحرك الحكومة الفيدرالية لإعادة استراتيجية الإسكان في زمن الحرب للكتالوجات المعتمدة مسبقا يمكن أن يساعد في تعزيز كفاءة بناء المساكن الجاهزة.
فعندما عاد الآلاف من المحاربين القدامى إلى كندا بعد الحرب العالمية الثانية، كانت كندا تواجه أزمة سكن، ولتجاوز الروتين وتسريع عملية البناء والموافقة، أصدرت الحكومة كتالوجا لتصميمات المنازل المعتمدة مسبقا والتي يمكن للبناة البدء في بنائها على الفور، وتم بناء مئات الآلاف من المنازل الجديدة في كندا خلال فترة قصيرة من الزمن.
وستركز الجولة الأولى من خطط الحكومة الفيدرالية لكتالوج الإسكان على توحيد التصاميم للبناء منخفض الارتفاع، مع إمكانية “استكشاف” المزيد من كتالوجات التصميم للإنشاءات الأخرى، بما في ذلك التصاميم الجاهزة والوحدات.
ويتيح وجود كتالوجات محددة مسبقا للمصنعين الحصول على المواد بكميات كبيرة وزيادة الإنتاج بسرعة، ولكن من الصعب القيام بذلك دون ضخ رأس المال، وإن توسيع نطاق الإسكان الجاهز أمر مكلف.
وقال بول كيلي، الرئيس التنفيذي لشركة EkoBuilt، إنهم يتحولون ليصبحوا “شركة منازل جاهزة مهيمنة”، لكنهم يجدون أن توسيع نطاقها مكلف.
وأضاف: “لا يزال بناء منزل في الموقع للعميل ميسور التكلفة بالنسبة لنا، وهو أقل تكلفة من البناء الجاهز خارج الموقع”.
وأوضح كيلي أن كندا تعاني أيضا من المواد الخام الباهظة الثمن لتصميمات المنازل الجاهزة الصديقة للمناخ، حيث يتم استيراد العديد من الأجزاء من أوروبا.
وأشار إلى أنه في الوقت الحالي، يأتي حوالي 50% من المواد المناسبة المطلوبة من أوروبا.
كيف تعمل المساكن الجاهزة ولماذا هي منطقية
الإسكان الجاهز يأتي في أشكال عديدة.
وهناك طرق مختلفة لاختيار نوع المنزل الذي تريده، ومن بين أكثر الطرق شيوعا هو الذهاب إلى صالة العرض ورؤية المنازل الجاهزة، وبمجرد أن يختار العميل تصميم المنزل، فمن المرجح أن يحصل على عرض أسعار.
وبعد القيام بإيداع وديعة، فإن الأمر قد يستغرق حوالي ستة أشهر حتى يتم بناء المنزل بأكمله في منشأة خاضعة للرقابة، وهذا أسرع بكثير من البناء التقليدي في الموقع، والذي ربما يستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام.
وفي المباني الجاهزة، تميل المواد إلى أن تكون مقطوعة مسبقا، فهم يعلمون أنهم في هذا المنزل بالذات سيحتاجون إلى 300 قطعة بهذا الحجم، ومن ثم، يمكنهم تجهيزها على دفعات، وتقطيعها على دفعات، مما يؤدي إلى التقليل من الهدر.
وقال بيج “في منزل مساحته 2500 قدم مربع في المتوسط، يوجد أكثر من 6000 رطل من نفايات الخشب في الموقع، ولكن بالنسبة للتجهيز في المنشأة، تم تخفيض ذلك إلى أقل من 1500 رطل”.
وأضاف أن إحدى أكبر مزايا الإسكان الجاهز هي انخفاض متطلبات العمالة، فنحن نبني 25 من هذه المنازل سنويا بواسطة ستة أشخاص فقط.
