قصة لاجئ في كندا.. فقد أسرته أثناء رحلة اللجوء
نصر الله زماني لاجئ يبلغ من العمر 21 عاماً ، و يعيش في مدينة Surrey في بريتش كولومبيا ، أتى إلى كندا بعد رحلة مليئة بالمشقة والصعاب مع عائلته للحصول على حياةٍ أفضل بعيداً عن منطقة الصراعات.
يروي نصر الله ما حدث لعائلته في رحلة الهروب ، عندما قررت العائلة مغادرة أفغانستان إلى إيران بعد مقتل والد نصر الله.
ويقول نصر الله “في بلد مثل أفغانستان ، عندما تخسر شخصًا ، إذا لم يكن لديك نقود، فسوف تخسر كل شيء، لا يمكنك بسهولة العثور على عمل أو وظيفة، وإذا لم تجد عملاً ولم يكن لديك نقود ، لا يمكنك الذهاب إلى المدرسة أو الكلية “، “لقد فقدت فرصًا عظيمة في الحياة”.
و يوضّح نصر الله أنّ إيران بالنسبة للكثيرين من الشيعة في أفغانستان ، تعتبر مكاناً ملائماً كونها دولة مجاورة لها ثقافة مماثلة.
و بدأت الرحلة عندما غادر هو وأمه وثلاثة من إخوته الخمسة العاصمة الأفغانية كابول متوجهين إلى طهران في شتاء عام 2016، وبقيت أخت واحدة في أفغانستان مع أسرتها، أما الأخرى و تدعى فاطمة زماني فكانت في كندا ، بعد أن وصلت عام 2007 كلاجئة بمساعدة الحكومة.
التبرعات تتدفق على طفل سوري لاجئ في كندا
” أعطتني الحياة فرصة ثانية في كندا” لاجئ سوري يروي معاناته عبر كتابة مسرحيتين في تورونتو
لكن العائلة وجدت البقاء في طهران كمهاجرين غير شرعيين أمراً صعباً للغاية، و يقول نصر الله إنهم عوملوا معاملة سيئة ولم يُسمح لهم بالعمل أو الدراسة.
و استطاع نصر الله أن يجد عملا في بيع الملابس بشكل متخفي، كما وجد إخوته وظائف، لكنهم كانوا قلقين دائمًا من أن يتم القبض عليهم من قبل جنود يرتدون ملابس مدنية حسب تعبيره.
و يقول: “كنت خائفًا دائمًا من أن يأخذوني اليوم ، أو غدًا ، و إذا لم يكن لديك نقود في جيبك ، فهذا يجعل الوضع أسوأ”.
و بعد حوالي عام من بقائهم في إيران، استطاع شقيق نصر الله الأكبر أن يتواصل مع مهرّب من أورمية ، بالقرب من الحدود بين تركيا والعراق ، وأخبرهم أنه بإمكانهم العيش حياة طبيعية إذا ذهبوا إلى تركيا.
و قال الرجل إنه يستطيع تهريبهم إلى تركيا عبر طريق بري، وذلك بتكلفة حوالي مليون ريال إيراني (40 دولار أمريكي) للشخص الواحد.
و كحال جميع المهربين الذين يخدعون الناس أخبرهم المهرّب أنّ الرحلة ستنتهي خلال ثلاث ساعات سيرًا على الأقدام عبر الحدود ، ونصحهم بعدم ضرورة ارتداء ملابس سميكة كون الطقس خريفي.
و حسب نصر الله استغرقت القيادة عبر التضاريس الجبلية باتجاه الحدود عدة ساعات، ثم هرب المهرّب تاركاً الأسرة خلفه لمواصلة رحلتهم بمفردهم سيراً على الأقدام.
لكن حظ العائلة كان سيئاً للأسف ، فبعد ساعات قليلة من بدء الرحلة هبّت عاصفة ممطرة تسببت في عرقلة سيرهم.
و يقول نصر الله إنه لا يستطيع أن يتذكر ما حدث في الرحلة ، ولا يتذكر لحظة انفصاله عن أفراد أسرته، و يذكر فقط أنّه فقد وعيه في الأخير.
اللاجئ السوري الذي وصل إلى العالمية من مطبخ منزله في كندا
دائرة الهجرة و اللاجئين في كندا تصدر بياناً بشأن برنامج لم شمل الآباء والأجداد لعام 2020
و عندما استيقظ في مستشفى في هكاري ، تركيا ، كان في حالة سيئة ، لكنه اعتقد أنه سينضم إلى أسرته بمجرد شفائه ،لكن الشرطة أخبرته أن جميع أفراد عائلته قضوا نحبهم.
واستطاع نصر الله أن يتواصل مع أخته فاطمة في كندا، وطُلب منها المجيء إلى تركيا، و قامت بنقل جثث أفراد عائلتها إلى أفغانستان لدفنهم فيها، وبقي هو في تركيا.
وبالعودة إلى كندا ، بدأت الأخبار تنتشر حول المأساة التي حلت بأسرة فاطمة ، ووصلت القصة إلى زوجين من شمال فانكوفر ديف وويلنا باري في صيف عام 2018 و قررا رعاية نصر الله.
وبعد أشهر ، وبمساعدة من عائلة باري والتبرعات من الكنيسة ومن العديد من الأفراد ، تم قبول نصر الله في كندا ووصل بسلام إلى فانكوفر في يوليو 2019.
أما بالنسبة لبقية عائلته، فقد فرّت شقيقته الأخرى وعائلتها من أفغانستان إلى بلد مجاور لم يكشف عنه في شهر أكتوبر، بعد معاناة عائلتها الكبيرة في أفغانستان.
و تبذل فاطمة مع عائلة باري ، جهداً لجلب أختها مع أطفالها الأربعة وزوجها إلى كندا من خلال رعاية قدمتها الكنيسة الكندية التذكارية المتحدة.
وحتى الآن تم جمع أكثر من 30000 دولار من خلال تبرعات من أفراد المجتمع الأفغاني في المنطقة ومن أفراد آخرين ، وهناك حاجة إلى 25000 دولار أخرى لدعم الأسرة للعام الأول.
و يعدّ نصر الله واحدًا من بين أكثر من 2215 لاجئًا أفغانيًا برعاية خاصة قدموا إلى كندا بين يناير ونوفمبر 2019 ، وفقًا لوكالة الهجرة واللاجئين والمواطنة في كندا.
و عبّر نصر الله عن سعادته في كندا ومحاولته للتأقلم قائلا: “أنا سعيد في كندا، كل شيء بخير، أذهب إلى الجامعة، أحب كل شيء ما عدا الطقس”.
هل يدفع اللاجئ في كندا أي نفقات؟
و حالياً يأمل نصر الله و أخته فاطمة أن ينجحا في لم شملهم مع أختهم وأسرتها قريباً في كندا.
